إن غمر نفسك في الماء البارد له بعض الفوائد الصحية المميزة، كما يؤكد ذلك العديد من المؤثرين في مجال الصحة والمشاهير والرياضيين والمدربين.
ولكن ما هو العلم وراء العلاج باستخدام الماء البارد؟
ما هي الفوائد بالضبط؟ وما هي الطريقة الأفضل والأكثر أمانًا للغطس في الماء البارد؟
في هذه المقالة، سنساعد في الإجابة على هذه الأسئلة والتعمق في البحث الذي تم إجراؤه حول الغمر في الماء البارد.
ما هو العلاج باستخدام الماء البارد ؟
العلاج باستخدام الماء البارد هو ممارسة استخدام الماء الذي تبلغ درجة حرارته حوالي 59 درجة فهرنهايت (15 درجة مئوية) لعلاج الحالات الصحية أو تحفيز الفوائد الصحية.
يُعرف أيضًا باسم العلاج المائي البارد.
هذه الممارسة موجودة منذ آلاف السنين. لكن التعديلات الحديثة تشمل :
• حمامات الجليد.
• الاستحمام اليومي السريع.
• السباحة في الهواء الطلق.
• جلسات العلاج بالغمر باستخدام الماء البارد.
ما هي المنافع؟
يعتقد مؤيدو هذه التقنية أن العلاج باستخدام الماء البارد يمكن أن :
• يحسن الدورة الدموية.
• يعمق نومك.
• يزيد مستويات الطاقة لديك.
• يقلل الالتهاب في جسمك.
فوائدٌ أثبتها العلم في استخدام الماء البارد:
• ألم أقل في العضلات:
تشير الدراسات إلى أن الرياضيين الذين يغمرون أنفسهم في الماء البارد لفترات قصيرة بعد التمرين، يعانون من آلام العضلات بشكل أقل لاحقًا.
وجدت دراسة صغيرة أجريت في عام 2011 أن راكبي الدراجات الذين أكملوا جلسات تدريب مكثفة انخفض لديهم الألم بعد غمرهم في الماء البارد لمدة 10 دقائق.
كما أكدت دراسة أجريت عام 2016 من 20 مشاركاً النتيجة ذاتها. حيث أفاد الرياضيون الذين غمروا أنفسهم في الماء البارد الذي تتراوح درجة حرارته من 12 إلى 15 درجة مئوية أن الآلام العضلية كانت أقل من أولئك الذين لم يتلقوا العلاج العلاج المائي بعد التمرين.
وفقًا لخبراء طبيين، فإن السبب وراء مساعدة الماء البارد في تخفيف الألم هو أنه يتسبب في انقباض الأوعية الدموية.
يؤدي ذلك إلى تقليل تدفق الدم إلى المنطقة — على سبيل المثال، الإصابة التي تستخدم الثلج عليها — مما يساعد على تقليل التورم والالتهاب.
ملاحظة: إذا كنت تستخدم الماء البارد للمساعدة في تعافي العضلات، فقد ترغب في دمجه مع استراتيجيات مثل التمدد أو الاستشفاء النشط.
•تهدئة أسرع إذا كنت محموماً:
حيث إنّ الغمر في الماء البارد يمكن أن يساعد في خفض درجة حرارة الجسم بشكل أسرع بكثير من مجرد الراحة في بيئة باردة.
خلص التحليل التلوي لعام 2015 المكون من 19 دراسة إلى أن استخدام الماء البارد (حوالي 50 درجة فهرنهايت أو 10 درجات مئوية) يبرد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع درجة الحرارة بسرعة مضاعفة مثل التعافي دون العلاج المائي.
المفتاح هو غمر أكبر قدر ممكن من بشرتك. وهذا يعني غمر جسمك بالكامل في الماء البارد، وليس مجرد وضع معصميك تحت الصنبور البارد.
•قد يخفف من أعراض الاكتئاب:
الماء البارد ليس علاجًا لأي حالة صحية عقلية.
لكن بعض دراسات الحالة تشير إلى أن السباحة في المياه المفتوحة الباردة ساعدت في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق لدى بعض الأشخاص.
تتضمن إحدى دراسات الحالة هذه امرأة عانت من القلق والاكتئاب منذ سن 17 عامًا. وفي عمر 24 عامًا، بدأت برنامجًا تجريبيًا للسباحة الأسبوعية في المياه المفتوحة.
وبمرور الوقت، انخفضت أعراضها بشكل ملحوظ لدرجة أنها تمكنت من التوقف عن تناول الدواء لعلاجها.
وبعد مرور عام، وجد أطبائها أن السباحة المنتظمة لا تزال تمنع أعراض الاكتئاب لديها.
وفي دراسة أخرى، وجد الباحثون أن برنامج الاستحمام القصير باستخدام الماء البارد مرتين يوميًا قلل من أعراض الاكتئاب. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أنه لم يتم تشخيص إصابة أي من المشاركين في هذه الدراسة بالاكتئاب.
•قد يعزز جهاز المناعة لديك:
هناك بعض الأدلة على أن العلاج باستخدام الماء البارد يمكن أن يحفز جهاز المناعة في الجسم.
وهذا من شأنه نظريًا تحسين قدرتك على مكافحة المرض.
في إحدى الدراسات الهولندية، اختبر الباحثون ما إذا كان بإمكان الأشخاص التأثير طوعًا على استجابتهم المناعية من خلال ممارسة التأمل، والتنفس العميق، وتقنيات الغمر في الماء البارد. وكانت النتائج إيجابية.
عندما تعرض المشاركون في الدراسة لعدوى بكتيرية، ظهرت أعراض أقل على المجموعة التي استخدمت هذه التقنيات.
أنتجت أجسامهم المزيد من المواد الكيميائية المضادة للالتهابات وعدد أقل من السيتوكينات المؤيدة للالتهابات استجابة للعدوى.
ومن المهم أن نلاحظ أنه في هذه الحالة، شعر الباحثون أن تقنيات التنفس كانت أكثر تأثيرا من الغمر بالماء البارد.
لكنهم نسبوا الفضل إلى الماء البارد في بناء نوع من المقاومة للإجهاد مع مرور الوقت.
واقترحت دراسات أخرى أن التعرض اليومي للماء البارد يمكن، على مدى أسابيع أو أشهر، أن يعزز المناعة المضادة للأورام.
نصائح للسلامة:
• تحدث مع طبيبك أولاً:
لأن الغمر في الماء البارد يؤثر على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والدورة الدموية، فإنه يمكن أن يسبب إجهادًا خطيرًا للقلب.
كان هناك عدد من الوفيات، سواء بسبب التعرض للبرد أو النوبات القلبية، خلال أحداث السباحة في المياه المفتوحة.
ناقش المخاطر مع طبيبك وتأكد من أنه من الآمن أن تغمر نفسك بالماء البارد قبل تجربته.
• هل لديك مراقب معك؟
نظرًا لأن تفكيرك وعواطفك يمكن أن يتأثرا بدرجات حرارة الماء البارد بشكل خطير.
تأكد من وجود شخص ما لمراقبة حالتك عند السباحة، خاصة في المياه المفتوحة.
• تأكد من الإحماء عند الخروج:
يمكن أن تستمر درجة حرارة جسمك في الانخفاض حتى بعد الخروج من الماء، مما يزيد من خطر انخفاض حرارة الجسم.
إليك توصيات جمعية السباحة الخارجية من أجل إحماءٍ آمن وتدريجي إذا حاولت السباحة في المياه المفتوحة:
- ارتدي القبعة والقفازات على الفور.
- انزع ثيابك المبللة وجفف نفسك.
- ارتدي طبقات دافئة وجافة، بدءًا من الجزء العلوي من جسمك.
- اشرب مشروبًا دافئًا.
- تناول وجبة خفيفة – نقاط إضافية مقابل شيء حلو، لأن السكر يرفع درجة حرارة الجسم.
- ابحث عن مكان دافئ للجلوس فيه، أو قم بالتجول لرفع درجة حرارة جسمك إذا كنت ترغب في ذلك.
• تجنب أخذ حمام ساخن. قد يؤدي التغيير المفاجئ في تدفق الدم إلى فقدان الوعي.
• أبقِ عمليات الغطس مختصرة:
للحصول على الفوائد الصحية للعلاج بالماء البارد، قد تكون بضع دقائق هي كل ما تحتاجه.
على الرغم من أنه يمكنك زيادة قدرتك على تحمل البرد تدريجيًا، إلا أنه لا يوجد سبب علاجي للبقاء بالماء البارد لفترة أطول من بضع دقائق
ذا قررت تجربة الغمر في الماء البارد، تحدث مع طبيبك أولاً للتأكد من أنه آمن بالنسبة لك.
وإذا كنت تخطط للسباحة في المياه المفتوحة، فتأكد من اصطحاب شخص ما معك.
يمكن أن يكون للماء البارد تأثيرات عميقة على الدورة الدموية لديك، وتحتاج إلى التخطيط للغطس لفترة قصيرة والإحماء التدريجي بعد ذلك.
اقرأ أيضاً: عن الشرى المائي.