أشكر تكريمكم لي باستقبالي بعدستكم.
إن الهدف الأساس من الطب علماً وتعليماً هو بناء الإنسان الطبيب فكرياً…
و على الطبيب المحافظة على الإنسان جسدياً ومعنوياً…
في أيّ عمل يقوم به الإنسان عليه أن يسأل نفسه في البداية فيما لو عُرِف هذا العمل فيما بعد هل سيكون فخوراً به أم لا…
بهذه الكلمات الرائعة استقبلنا
الدكتور المحبوب بشر علي شميس في مخبر التشريح اليوم بجامعة تشرين .
عن حياته
ابن اللاذقية وُلِدَ في مدينة جبلة عام 1975م
الولد البكر لعائلة عريقة الجذور في العلم
والده مدرس لغة عربية متقاعد
والدته درستْ التاريخ والحقوق…
متزوج من الدكتورة فلورا ميهوب 2003 ورُزِقا بابنين
لور في الصف الثامن بمدرسة الشهيد منذر حسن علي للمتفوقين في جبلة
علي في الصف الخامس في مدرسة الشهيد عزالدين القسام في جبلة…
عرف في صغره حياة هادئة في مدينته جبلة
بدأ دراسته الابتدائية في الجزائر منطقة /حجوط ثم أوقاس/
وأنهى هذه المرحلة في مدرسة سعد بن أبي وقاص في جبلة
تابع مرحلة دراسته الاعدادية والثانوية في مدرسة الشهيد محمد سعيد يونس
وانهى آخر مراحل دراسته الثانوية في مدرسة الحكمة الخاصة بجبلة.
درس الطب البشري في جامعة تشرين
وبدأ بدراسة اختصاص الجراحة العامة في المشفى الوطني باللاذقية لحين قبوله بمسابقة المعيدين واختصَّ في فرنسا بالجراحة العظمية
حاصل على شهادة الاختصاص و الدكتوراه من جامعة(Picardie_Jules vernes) الفرنسية
يُدَرِّسُ
بالمشاركة مقرر التشريح العام لطلاب السنة التحضيرية
ومقررات التشريح لطلاب الطب في السنتين الثانية والثالثة.
إضافة إلى التشريح الفني لطلاب كلية الفنون الجميلة
قسم التشريح من مقرر التشريح والفيزيولوجيا لطلاب الهندسة الطبية.
حدثنا عن نشاطاتك
التزامن مع دراستي كان لدي نشاطات رياضية ونشاط موسيقي ممنهج مع مدرسي الأستاذ فواز العلي
فنلتُ الريادة بالعزف على آلة الكمان على مستوى القطر لطلائع البعث .أما اهتمامي بالرسم فكان شخصيا و تبعت دورة في النحت بالمركز الثقافي باللاذقية مع بعض الاهتمام بالمسرح
كنتُ أهوى الميكانيك وزاد شغفي به بعد أن أهداني والدي دراجة هوائية في الصف الخامس
كبرت مع أصدقاء طفولتي و إخوتي /سعد/شقيقي الأصغر مني سناً مهندس مدني
و/خضر/الأصغر في العائلة. مهندس كهرباء
كنت أشعر بتفاني والدي لتأمين متطلباتنا بعمله الطويل
وتفاني والدتي للعناية بنا وبالمنزل
رأيكم بالكلية بالوضع الراهن ؟
ظروف الكلية صعبة فالكلية أنشئت لاستيعاب عدد محدود من الطلبة ومع الاعداد الهائلة لابد من أن نجد بعض الصعوبات
أكثر جملة بتكرهها ؟
(كل عمرنا منشتغل هيك)
فليس من الضروري أن يكون ما تعودنا على عمله لفترة طويلة صحيحاً
وما يزيد الوضع سوءاً تعايشنا ومواساة أنفسنا بهذه الجملة
فعلينا أن نراكم التجارب الناجحة لتكون تجارب يُحتذى بها
وبالذات مخبر التشريح مظلوم لاجثث وقدرات التحنيط معدومة يفتقر للتنظيم
وننسى فكرة أن المحور الأساسي هو الطالب وواجبنا أن ننميه فكريا وأخلاقيا…
ولكن الهاجس في منشأة تعد الأطباء يجب أن يكون هو إذا نجح طالب لايستحق فهل نعطيه ترخيصا بالقتل
وإذا توفي العديد من ضحايا فشله على يديه هل سنكون شركاء عند تقديمه الخدمة الطبية للمريض ..؟
وبالمقابل إذا أعددنا طالباً ناجحا مثقفنا بالشكل الأمثل ألا ننال خيرا في نجاحه؟؟
فمسؤولية التعليم كبيرة.
عملية مميزة شاركتم بها ؟
عملية جراحية مع الدكتور دوني هوتن حيث قمنا باسئصال نصف حوض وعجز لشخص مصاب بالسرطان
نصائح لطلاب الطب
قد أصبحتُم أكبر من النصيحة
اهم شيء في اي عمل هو الاخلاص والجدية … ويجب امتلاك المقدرة على التنظيم والترتيب و الابتعاد عن الاستطراد أي التركيز على هدف لكل بحث نقوم به.
دراسة التشريح للمبتدئ تحتاج الى تكرار مستمر والتعرف على اجزاء الجسم البشري تحتاج الى تأنّي و التفكير بالفائدة المستقبلية للعلم عند مواجه المريض
وانا أشبهها بالمرور بطريق جديد لمرات عدة
في أول مرة ندرك بعض معالمه و في الثانية تزدادُ وضوحا تلك المعالم و ندرك غيرها
وهكذا بالتكرار ترسخ في ذاكرتنا للأبد
رأيكم بإدراج السنة التحضيرية
السنة التحضيرية كأي مشروع يبدأ في ظروف صعبة
فبلدنا ولد في عام ٢٠٠٠ باتجاه التطوير والتحديث ويبلغ الآن ١٨ سنة في أوّل شبابه.
هي جيدة جدا في حال طبقت كما يجب وهذا يحتاج الى قوانين ناظمة دقيقة و قبل كل شيء يجب توافر مشروع أمّة مشترك هو مشروع صناعة الطبيب العربي للمستقبل
السنة التحضيرية مشروع خاضع للرغباتنا و الظروف الراهنة كمصالح البعض من المعاهد
يجب أن يكون هدفنا تهيئة الطالب ليصبح قادراً على الإنجاز الجيد في الفرع التالي للسنة التحضيرية واستثناء غير الأكُفاء… ليجدوا طريقهم في مجالات أخرى
ما هي الدوافع التي أوصلتك إلى الطب ؟
عندما كنت صغيراً كانت لديّ رغبة في أن أكون طيّاراً. ثم تطوّرت هذه الرغبة فأردت أن أكون طيّاراً حربياً متأثراً بابن عمي الذي أحببته كثيراً , في المرحلة الإعدادية أحببت الهندسة ولا سيما المدنية (مثلي الأعلى متغيّرٌ دائماً) لكن في الوقت الذي كان عليّ أن أختار فيه فرع الدراسة كنت متأثراً بأبقراط فاخترت الطّب.
تجربتك أثناء الغربة
إنّها تجربة شخصية قصيرة كغيرها من التجارب فيها الكثير من العوائق ولاسيما العوائق البشرية فالنّاس دائما ما يقفون ضدّ نجاح أي شخصٍ قادم من بلد آخر. وهناك دائما أيد بيضاء تضع قطار الإنسان على السكة الصحيحة
أمّا عن اختيار بلد الدراسة فقد اخترت فرنسا بفضل البعثة فهي البلد الوحيد التي سمحت بالاستمرار بالاتجاهين البحث العلمي و الاختصاص السريري.
ما الذي يدفعكم كطبيب لتفضيل العمل الإداري والتدريس في الكلية على عمل العيادة؟
أرفض العمل الإداري حالياً لأسباب متعددة منها اعتقادي بأنني غير قادر على النجاح بذلك حاليا
أما عن التدريس فإن العمل الطّبي وفي كل المنظومات يعتمد على التراكمية الفكرية أي من الممكن أن نكون أطباء معالجين فقط ولكن في هذه الحالة فإن علم الإنسان يموت حين يتوقف عن العمل أما نقل المعلومة فهو يحافظ على استمراريتها و إمكانية تطويرها من ورثتها شريطة أن يكون المعطي صادقا والآخذ أميناً.
فعندما يكون الطبيب الأستاذ أكثر نجاحاً من الطبيب المتعلم فهذا دليل على التراجع وبالعكس تميّز الطبيب المتعلم عن أستاذه فيشير الى التقدم
ختاماً
سُعِدْتُ بلقائكم أيها الأعزاء…
سُعِدْتُ بمحادثتكم ولفتني اسم تجمعكم (#عدسة_طالب_طب)
فالعدسة كإياكم تنقل بكل أمانة الصورة الواقعية وإني على يقين أنكم تساوون أو تفوقُونَ أكثر العدسات دقة…
وأتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في نشاطكم الرائع
لطالما أحببت أن أتعلم من كل إنسان أقابله وصدقوني أنني تعلمتُ معكم خلال سنيِّ دراستكم الكثير .
كان في اللقاء
محمود مصطفى
فاتن نادر
رهام علي
نور وحود
وجدي أبو حسين