الكثير منا أعتقد ولو لمرة أنّه يعاني من إدمان النوم . عندما يكون فتح عينيك في الصباح شبه مستحيل أو تجد نفسك غير قادر على إكمال اليوم دون غفوة، يصبح هذا التساؤل طبيعياً. لكن، هل يمكنك حقاً أن تصبح مدمناً على النوم؟!
وسطياً ، يحتاج البالغ على الأقل 7 ساعات من النوم كل ليلة، و ليس فقط مدّة في الفراش بل نوم حقيقي.
إذا شعرت بعدم الراحة بعد 7 ساعات من النوم تشعر أنك تعاني من إدمان النوم ، و لكن، الدوخة المستمرة و التعب قد يكونان أعراضاً لمشكلة أخرى. فمثلاً، الحالات النفسية مثل الاكتئاب والقلق أو أدوية محددة قد تملك نفس التأثير.
الإدمان يربط عادة بالمقامرة ، المخدرات و التدخين و لكن من الممكن الإدمان على أي شيء تقريباً.
طبقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS)
لكن، هل يمكن أن ينطبق هذا على النوم ؟ ؟
على الأرجح لا يمكن إدمان النوم فهو ليس حالة طبية معترف بها، فالمدمنون يستخدمون مواداً أو يمارسون تصرفات لا تقاوم و غالباً يستمرون بها رغم العواقب الضارة.
وطبقاً أيضاً للخبير Gregory Potter، أحد خبراء المملكة المتحدة في الغذاء و النوم و آيقاعات الساعة البيولوجية والاستقلاب
فالنومُ وظيفةٌ بيولوجية و ليس مؤذياً جوهرياً.
لكي يتناسب إدمان النوم مع هذا التعريف يجب أن يؤدي إلى عواقب مضرّة وهذا نادر الحدوث جداً. الاستثناء الوحيد سيكون في حالة قيام الشخص بشيء مؤذي عندما يمشي في نومه .
توافق Mariana Bodiu، و هي طبيبة نفسية في Plumm، وتقول:
مثل التنفس ، النوم ضروري بيولوجياً من أجل العيش. هل يمكن أن يكون الشخص مدمناً على التنفس ، لا يمكننا القول لا قطعاً و لكن الأمر غير واقعي و الأمر سيان بالنسبة للنوم.
حسناً ، هل هي حالة أخرى ؟
حالياً ، لا يوجد أي بحث أكاديمي يقرّ على إدمان النوم . ولكن، قد يكون للنوم المفرط أسباب أخرى .
أمراض فرط النوم (Hypersomnias)
حالة اضطراب نوم معترف بها تتميز بالنوم لساعات طويلة، نعاس دائم طوال اليوم، أو كليهما معاً.
ولكنّ النعاس الدائم قد يكون له أسباب أخرى مثل:
● حالة الخدار (Narcolepsy).
● متلازمة كلاين – ليفين (Kleine-Levin syndrome ).
● فرط النوم مجهول السبب (Idiopathic Hypersomnia).
● توقف التنفس أثناء النوم (Sleep apnea).
● عدم القدرة على الخروج من السرير (Dysania).
>> من المحتمل جداً امتلاك أحد هذه الحالات و الخلط بينها و بين ادمان النوم .
اقرأ أيضاً: 8 نصائح فعالة لتنظيم النوم!
كيف يمكنني أن أعرف إذا كنت أعاني من اضطراب في النوم؟
رغم أنّ إدمان النوم ليس حالة طبية معترفاً بها، هناك علامات يجب الانتباه لها يمكن أن تدل على اضطرابات النوم مثل فرط النوم Hypersomnia .
بعض منها هو:
• التعب.
• الصعوبة في الاستيقاظ بعد نوم طويل.
• العصبية.
• الحاجة إلى غفوات.
• صعوبة في التذكر.
• ضباب دماغي (Brain fog).
وعلى الرغم من أن فرط النوم Hypersomnia ليس إدماناً، فأولئك الذين تم تشخيصهم به قد يعانون العديد من الأعراض الجانبية منها:
• طاقة قليلة.
• إعياء.
• صداعات.
• صداع نصفي.
• فقدان الشهية.
• أرق.
• هلوسات.
• أفكار انتحارية.
• فقدان الذاكرة.
و في بعض الحالان قد يؤدي فرط النوم إلى حالات أخرى مثل:
○ السكري.
○ البدانة.
○ الاكتئاب.
قد تكون مرهقاً بشكل دائم بسبب عادات النوم السيئة ، جدول نوم مضطرب أو بسبب طبيعة يومك.
جسمك يريد النوم بقدر حاجته، ويوقظك بشكل طبيعي عندما يرتاح جيداً. الهرمونات التي تتدخل في نومنا تحدد عندما يحتاج جسمنا إلى التصليح، التجديد وإعادة الشحن و لذلك تضعنا في وضع الغفوة. إذا كنت لا تزال تريد غفوة بعد نوم ليلة كاملة فإن هذا قد يشير إلى مشكلة في جودة النوم.
إدمان النوم و الصحة النفسية
من المحتمل أن وضعك النفسي قد يكون سبب آخر لإحساسك بالإدمان على النوم .
أصحاب بعض الحالات النفسية يمضون فترة طويلة في الفراش. إن هذا طبيعي جداً في بعض حالات الاكتئاب على سبيل المثال. و بعض أصحاب المشاكل النفسية يعانون من فرط النوم (Hypersomnia) .
تظهر الأبحاث أن الاعتماد النفسي على النوم قد يكون دليلاً على الاكتئاب:
فدراسة في 2008 وجدت روابط قوية بين الافراط في النوم و الاكتئاب ، مبينة أن قرابة 40% من البالغين الشباب المكتئبين و 10% من البالغين الأكبر المكتئبين يعانون من فرط النوم، و كانت هذه الأرقام أعلى لدى النساء .
ودراسة في 2014 أظهرت أن الأشخاص الذين كانوا ينامون لأكثر من ٨ ساعات كل ليلة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب ممن ينامون أقل من ٨ ساعات.
الاكتئاب قد يؤدي الى كلّ من الأرق و فرط النوم.
ودراسة في 2017 أظهرت أنه على الرغم من الأرق هو المشكلة الأكثر شيوعاً بين مرضى الاكتئاب، تقربباً نصف المتطوعين في الدراسة أشار الى فرط النوم كعرض من أعراض اكتئابه.
الأفراد الذين يفكرون أو يتحدثون عن الهروب من الواقع قد يكونون منقادين من قبل شعور عميق بعدم الرضى في حياتهم اليقظة و رغبة في صد كل الأفكار السلبية في وضع شبيه بالغيبوبة
إدمان النوم vs إدمان حبوب النوم
على الرغم من أن معظم الخبراء يتفقون على أن إدمان النوم بشكل مباشر ليس حالة طبية ، من المحتمل تطوير إدمان هلى حبوب النوم ، و هذا قد يؤدي إلى أعراض فرط النوم.
حبوب النوم يمكن أن تعالج بنجاح الأرق قصير الأمد ، عندنا تستخدم بشكل صحيح تحت إشراف طبيب اخصائي من النادر أن يكون لها تأثير سلبي حقيقي .
و لكن، معظم الأدوية تحمل خطر الاعتمادية.
إضافة الى ذلك، في الإدمان ، قد لا تدرك أنك معتمد على دواء حتى تبني تحملاً للجرعة أو تشعر بأعراض الانسحاب بسبب توقف الاستخدام.
من دلالات و أعراض الإدمان على حبوب النوم :
■ مشاكل في الذاكرة
■ الإجهاد و الدوخة في الصباح عدم القدرة على التركيز
■ مشاكل في التوازن
■ اضطرابات نوم مثل المشي أثناء النوم
فالإدمان يحدث عادة على فترات طويلة، لذا حبوب النوم يجب أن تؤخذ للعلاج قصيرالأمد.
اعتماداً على نوع الدواء و المدة التي تتناولها، قد يكون من الأكثر أماناً أن تفطم نفسك بدلاً من التوقُّف فجأة.
في أي من الحالتين، دائماً اسعى إلى الدعم من طبيب أخصائي لمساعدتك في العملية.
مجموعة من حبوب النوم التي قد تؤدي الى إدمان النوم :
إذا كنت خائفاً من أن دوائك قد يسبب إدمان النوم ، فهذه مجموعة من الأدوية المشهورة التي يمكن أن تصبح مسببة للإدمان مع الوقت:
▪️ Diphenhydramine (Benadryl)
▪️ Quetiapine (Seroquel)
▪️ Trazodone
▪️ Zolpidem (Ambien or Edluar)
▪️ Zaleplon (Sonala)
▪️ Eszopiclone (Lumesta)
أفضل مساعدات النوم غير المسببة للإدمان:
إذا كنت تبحث عن ما يساعدك على النوم دون خطر الإدمان فإليك بعض الخيارات الطبيعية:
• ميلاتونين.
• كبسولات لافندر(نبات الخزامى).
• البابونج.
• حشيشة الهر.
• بلسم الليمون.
• زهرة العاطفة.
و لكن، يجب ذكر أن خبراء الصحة أصبحوا في قلق متزايد بالنسبة لجرعات الميلاتونين بسبب سوء التسمية و الاستخدام المطول.
يمكنك أيضاً أن تعمل على تغيير عادات نومك من أجل التعامل مع الأرق و اضطرابات النوم. مثلاً، حاول تجنب الشاشات و الكافيين قبل النوم و التعرض لأشعة الشمس أثناء النهار.
وختاماً
على الرغم من أن إدمان النوم ليس حالة طبية معترف بها ، قد يكون هناك عدة أسباب تجعلك تعاني من النوم المفرط.
📌المصادر:
https://www.healthline.com/health/sleep-addiction#vs-sleeping-pill-addiction
Nutt D, et al. (2008). Sleep disorders as core symptoms of depression.
ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3181883/
Léger D, et al. (2014). The risks of sleeping “too much”. Survey of a national representative sample of 24671 adults (INPES Health Barometer).
ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4165901/
Geoffroy PA, et al. (2017). Insomnia and hypersomnia in major depressive episode: Prevalence, sociodemographic characteristics and psychiatric comorbidity in a population-based study.
researchgate.net/publication/320027859_Insomnia_and_hypersomnia_in_major_depressive_episode_Prevalence_sociodemographic_characteristics_and_psychiatric_comorbidity_in_a_population-based_study