هذه الإحصائية المذهلة حفزت الباحثين وقادة الصناعة إلى البحث عن حلول مبتكرة يمكن أن تحول هذا العملاق الصناعي إلى قوة سلبية للكربون.
من هنا جاءت فكرة الخرسانة سلبية الكربون حيث يستغل هذا الابتكار الثوري قوة العمليات الطبيعية لالتقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي داخل بنيته.
📌 كيف يتم ذلك؟
يكمن السر في استخدام مواد رابطة بديلة تتفاعل مع غاز ثاني أكسيد الكربون وتحتجزه بشكل معدني مستقر أثناء إنتاج الخرسانة وتصلبها.
إحدى هذه الطرق هي تقنية المعالجة بالكربنة، حيث تعرض الخرسانة لبيئة غنية بثاني أكسيد الكربون مما يسمح بعملية التكربن المعدني.هذه العملية تحول المركبات الغنية بالكالسيوم في الخرسانة إلى كربونات الكالسيوم الصلبة مما يؤدي إلى حجز الكربون الملتقط.
هناك طريقة مبتكرة أخرى تتضمن دمج منتجات الفضلات الصناعية مثل الخبث أو رماد الفحم كبدائل جزئية للأسمنت البورتلندي حيث تتمتع هذه المواد بالقدرة على التفاعل مع ثاني أكسيد الكربون والاحتفاظ به مما يقلل من بصمة الكربون الإجمالية لخليط الخرسانة.
📌 فوائد الخرسانة سلبية الكربون:
تتجاوز فوائد هذه الخرسانة مجرد تخفيض الانبعاثات، إذ تظهر أيضاً تحسناً في القوة والمتانة وزياده المقاومة للضغوط البيئية، وتحسين خصائص الأداء الإجمالية.هذا يترجم إلى هياكل أطول عمراً وانخفاض في متطلبات الصيانة، بالإضافة إلى أثر بيئي أصغر على مدى دورة حياة المبنى.
إلا أن الثورة في البناء المستدام لا تقتصر على الخرسانة فقط، حيث يعمل الباحثون والمصنعون أيضاً على تطوير مواد بناء أخرى تمتص الكربون مثل الطوب الماص للكربون والركام المعالج بالكربنة وحتى مواد العزل الماصة للكربون.
هذه الحلول المبتكرة لا تغير فقط الطريقة التي نبني بها، بل تفتح أيضاً آفاقاً جديدة لصناعة البناء لتصبح لاعباً رئيسياً في المعركة العالمية ضد تغير المناخ، حيث يمكن لهذا القطاع الانتقال من كونه مساهماً رئيسياً في الانبعاثات إلى أن يصبح بالوعة نشطة للكربون، تزيل الغازات الدفيئة من الغلاف الجوي بفعالية.
إعداد:مارلين حداد