– تستيقظ مشلولًا ساكنًا متعرّقًا ! وجهك شاحب ! تجد صعوبةً في الكلام للحظات قليلة ! و السبب ؟ كابوس !
فهل أبقى التطوّر على هذه الكوابيس التي تعكّر صفو نومنا عبثًا ،أم أنّها تقدّم لنا فائدة بشكل أو بآخر ؟
في ظلّ المخاطر المحيطة بنا ،كان لابدّ من وجود آلية تكيّفية غريزية للاستجابة المثلى في مواجهة هذه المخاطر .
– تلك الآلية المتمثلة عبر جهاز ( Fight or Flight ) هذا الجهاز الذي تُدار دفته من قبل القبطان المعروف بالخوف ..
– هذه الآلية بشكلٍ أو بآخر حدث فيها خلل ما – ربّما لصالحنا – أطلق العنان لإبداع الدّماغ.
– فبدأ برسم مخاوفه و ما يجول في أعماق و خفايا (لاوعيه) !
– ذلك كلّه لإسكات أصوات العقل الباطن التي تتعالى أصداؤها، عبر التعبير عنها !
– يتبادر الآن إلى ذهننا سؤال؛ الكوابيس مفيدة ؟ نعم مفيدة ‼️ صدّق أو لا تُصدِّق ،وُجِدَ أنّ الكوابيس تحسّن من صحتك النفسية !
– فهي إحدى وسائل الدماغ للتعامل الفعّال مع القلق و الضغط النفسي ،حيث يقوم دماغنا المُبدع بإخراج فلم في واقعٍ افتراضي فيه كل مخاوفنا و هواجسنا و يجعلنا نواجهها ببيئة آمنة لا خطر فيها .
– بل تتعدى فوائد الكوابيس هذا الأمر إلى كونها وسيلة لفهمٍ أفضل لمشاعرنا المقيّدة و المكبوحة التي نتجنّب مواجهتها !
– فخلال إحدى مراحل النوم المعروفة بنوم REM يكون جهاز الكبح ( المتمثّل بالفص الأمام الجبهي خاصةً )بحالة استرخاء.
– فلا قيد ولا ضوابط على هذه المشاعر ،فتتحرر من أغلالها لتعكس عمّا يجول في عقلنا الباطن ،فتساعدنا على فهمٍ أعمق لطفلنا الداخلي المهمَّش .
كما أنّها و بحسب الدراسات وسيلة للتشافي الذاتي نظرًا لكونها أحد أشكال العلاج الذاتي بالتعرّض عند الأشخاص الذين تعرّضوا إلى رض نفسي سابق.
– لذلك غالبًا ما تكثر الكوابيس عند مرضى متلازمة ما بعد الصدمات النفسية و العاطفية PTSD ..
ربّما الكوابيس ليست بتجربةٍ ممتعة ؛ لكنّها – هي و الأحلام- وسيلةٌ ذكيةٌ من دماغنا لإجبارنا على الاستماع له !