Planarians
أحد أنواع الديدان المسطحة..أعجوبة عالم الحيوانات
تتمتع كما يصح القول بموهبة خارقة ..على الأقل.
إذا قمت بقطع واحدة من هذه الديدان إلى المنتصف…كل نصف سوف يشكل دودة منفصلة لينتج لديك توأم متماثل من الديدان.
أقطع رأس هذه الدودة إلى قسمين كل قسم سيشكل رأس منفرد .
انزع عين هذه الدودة، فإنها ستعيد تخليق واحدة من جديد..
نعم إذا تخربت عينها يمكنها إعادة تشكيلها ووصلها بالدماغ!
عملية إعادة توليد (تخليق ) الأعضاء أذهلت العلماء لأكثر من ٢٠٠ سنة
وأصابتهم الدهشة كيف أن عضية صغيرة تستطيع بناء نفسها من الحطام مراراً وتكراراً .
في ورقة بحث نُشرت, كشف الباحثون عن أملٍ بأن يستطيع الجهاز العصبي لهذه الدودة إعادة تجديد نفسه!
حيث أوضح العلماء وجود خلايا عالية التخصص تقود العصبونات الممتدة من العيون المخلقة حديثاً إلى دماغ الدودة مساعدةً إياها على التواصل بشكل جيد.
البحث يؤكد أن الإشارات الخلوية الموجودة على كامل جسد هذا النوع من الديدان يجعل عصبونات الدودة المخلقة حديثاً قادرة على تتبع خطا تمايزها وتطورها.
والجميل في الموضوع أن هذا الاكتشاف وغيره من الاكتشافات الناتجة عن دراسة الديدان المسطحة ، سوف يساعد العلماء يوماً ما لإعادة تخليق العصبونات البشرية المتضررة.
كيف اكتشف العلماء هذه الخلايا المميزة؟
” ماريا سايمون”
باحثة في معهد الأبحاث الطبية الجزيئية التابع لجامعة MIT , هي أول من لاحظ هذه الخلايا بين العين والدماغ عندما كان تدرس
( Schmidtea mediterranea)
وهي نوع من الديدان المسطحة موجود في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.
وضمن دراسة أخرى، لاحظت أن هذه الخلايا هي تعبيرٌ عن جين له علاقة في إعادة التخليق
بالتعاون مع فريقها ، تم إدراك أن هذه الخلايا المتعلقة بإعادة التخليق تتوضع في أماكن تفرع رئيسية ضمن شبكة الأعصاب بين عيون الدودة ودماغها.
وللتوضيح..
لاحظ الباحثون أنهم عندما ينقلون عيناً من دودةٍ لأخرى…
فإن العصبونات تنمو من العين الجديدة وتتجه نحو تلك الخلايا المتخصصة المذكورة آنفاً.. وعندما تصل وجهتها فإنها تكمل نموها باتجاه الدماغ .
ولوحظ أن إزالة الخلايا المتخصصة هذه ..يمنع العصبونات الجديدة من الوصول إلى الدماغ
هل توجد مثل هذه الخلايا لدى كائناتٍ أخرى؟ أم أنها فقط في هذه الدودة؟
هذه الخلايا، التي تعمل كدليل لتوجيه خلايا أخرى في الجسم ،تلعب دوراً مهماً في تطور الجنين في العديد من المخلوقات..
لكن مع تقدم عمر معظم المخلوقات هذه الخلايا تختفي على المدى الطويل.
وهذا يفسر عدم قدرة الجهاز العصبي لدى الإنسان البالغ على تجديد نفسه.
ختاماً…
لا توصف فرحة العلماء والأطباء بعد اكتشاف قدرات الديدان المسطحة – ليس بالضبط بهدف زراعة رؤوس جديدة ، ولكن من أجل شفاء تلف الحبل الشوكي وإصابات خطيرة أخرى.
وفي النهاية كل هذه الجهود المبذولة للكشف عن الآلية الدقيقة لإعادة التخليق لا بدّ لها أن تثمر وتعود بالخير والفائدة على البشرية أجمع!
المصادر:
المساهمون:
ترجمة وإعداد: لبيب يوسف
رفع وتدقيق: رند الجندي