قاسيون! ذلك الجبل الذي يحمل على أكتافه نصف سكان دمشق.
المحور البصريُّ الأبرز للمدينة .
أينما حطت أقدامنا فيها، ظهر لنا بكتله البيتونية المتراكبة كقطع المكعبات.
تلك الكتل التي باتت تضفي هويةً جديدةً لدمشق، لم يعهدها العالم قبل مخطط إيكوشار.
ورغم أن الظلام قد يشفع له، ويغطي بشاعة الكتل المتسلقة على أكتافه،
مستبدلاً إياها بالأضواء البرّاقة، إلاّ أنه يعجز عن تغطية بقية الكوارث التي يحملها الجبل على عاتقه.
ماهي أبرز مشكلاته؟
مشاكلٌ إنشائيةٌ لاحصر لها. ولاتكاد تمر عاصفةٌ دون أن يُهدم بيتٌ فيه.
سيولٌ لاترحم بشراً ولا حجراً. كيف لا ولا بنية تحتية، وميل الطرقات يكاد يقترب من الشاقول!
ميلٌ قد أرهق أقدام قاطنيه قبل أن يرهق سفح الجبل.
الأمر لايقتصر على هذه الأخطار وحسب،
إنما أيضاً تواجه المنطقة خطر الإنسان ذاته!
فالبيوت متراكبةٌ فوق بعضها البعض وتراساتها عشوائيةٌ بامتياز والأمان منعدم فيها.
ولن نتطرق إلى الحل المعماري الداخلي للبيوت،
فهي تكاد تختنق لانعدام التهوية والتشميس، كيف لا وهي مبنيةٌ على أيدي متعهدي البناء!.
ماهو أكبر تهديد للجبل؟
لعلّ أكبر التهديدات وأسوأها، هو غضب الطبيعة!
البيوت جلّها مبنيةٌ على مغاوير دون أن تُردم. والهزات الأرضيةُ تتربص بها. ولنا أن تخيل حجم الكارثة على الجبل وسفحه وحتى محيطه، في ظلّ النشاط الزلزالي الأخير في سوريا!.
ما الحل إذن؟
إنّ كلّ ماسبق يُنبأ -لسوء الحظ- أن لاحل لهذه الكوارث الهندسية سوى الإزالة. وأن كل محاولات الترميم والتجميل قد تبوء بالفشل.
ولكن مهلاً! ماذا لو تمت الإزالة؟ ماذا سيحل بركن الدين مثلاً؟ هل ستتحول إلى “مشروع دمر” أُخرى؟ علبٌ كبريتيةٌ مستنسخةٌ فوق جزر! أهذا ماتحتاجه دمشق فعلاً للتعبير عن هوية قاطنيها؟ وهل لنا أن نعيد تخطيط سفح الجبل، دون أن تتغير ديموغرافية منطقةٍ لطالما عُرفت بإنها حيٌّ للأكراد منذ مئات السنين؟!
إن كانت الكلفة أكبر مخاوفنا، وعلى رأس قائمة حساباتنا الهندسية، فلنبتعد إذن عن علب الكبريت المستنسخة. ولنستفد من تجارب الدول الأخرى في سعيها لتأمين السكن الصالح للعيش بكلفةٍ ماديةٍ ليست بالكبيرة. وإن كان الهدف من التنظيم هو المشاريع التنموية والسياحية, فإن مشاريع التنمية والترفيه ليست حكراً على الأبراج الشاهقة والهندسة المكلفة.
أحد الأمثلة على ذلك هي مدينة شفشاون في المغرب العربي. حيث أنها مدينة جبلية تقليدية، ذات بنية هندسية رائعة، فضلاً عن كونها مدينةً سياحيةً بامتياز. فما المانع أن يصبح جبلنا المشوه كشفشاون!
كما رأينا موادٌ تقليديةٌ بسيطة وصديقة للبيئة، ذات كلفة زهيدة نسبياً، استطاعت أن تؤمن بيئة صالحةً للعيش بشروط هندسية ومعايير تصميمية مبدعة، المواد ذات الكلفة الزهيدة، ليست بالضرورة تلوثاً بصرياً.
ولاضير في مشاريع التنمية، لكن ليس على حساب المنطقة ومن فيها.
إننا كمهندسين يجب أن نضع نصب أعيننا، حقيقة أن الهندسة المعمارية خُلقت لخدمة الإنسانية أجمع، ليست لطبقةٍ معينةٍ دوناً عن سواها، ختاماً استحضر قول المهندس المعماري الشهير ” اليخاندرو أرفينا” : ”إنها فرصةٌ نادرةٌ لنظهر أن العمارة يمكن أن تقدم منفعةً كبيرةً للجميع وأن التصميم يجب أن يشكل قيمةً مضافةً للمشروع وليس مجرد تكاليف زائدة، وأن العمارة هي تعبيرٌ عن العدالة”.
إعداد وتحرير العدسة: روان العسكر
انتي متخيلة كمية الهدم اللي رح تصير .. طب متخيلة كمية الناس اللي ساكنة ع سفح الجبل .. هدول رح يروحو لبين ما يرجعو يبنو الشكل الهندسي اللي حكيتي عنو .. مافي منطقة بتستوعب هالكم الهائل من السكان … الخطة والفكرة اللي طرحتيها كتير حلوة ومميزة .. بس التنفيذ صعب ومستحيل