“هيدروكسي كلوروكين” دون التوقعات في مواجهة COVID-19 !!!
إنّ المقال الذي أثار هوسَ إدارة ترامب بالهيدروكسي الكلوروكين كعلاجٍ للعدوى بالفيروسِ التاجي (الكورونا) لاقى قلقاً من الجمعيّة العلميّة الناشرة للمجلة التي ظهر فيها المقال.
في2020/4/3 ، الثالث من نيسان، صدر بلاغٌ 1 من المجلةِ الدولية لوكلاء مضادات الميكروبات IJAA، ينصّ على أنّ المقال:
((هيدروكسي الكلوروكين والأريثروميسين كعلاج لـ: Covid-19 نتائج تجربة سريرية غير عشوائية ذات تسمية مفتوحة)) 2
والذي نشر بتاريخ 2020/3/20 وجذب إدارة ترامب لا يفي بالمعايير المتوقعة من [الجمعية الدولية للعلاج الكيميائي المضاد للميكروبات ISAC]، خاصةً فيما يتعلقُ بقلةِ وجود تفسيراتٍ لمعايير الشمول وفرز المرضى لضمانِ سلامتهم.
وتقول الجمعيّة إنّها “تشارك المخاوف” بشأن المقالةِ، ولكن يبدو أنّها لن تتخذ أيّة إجراءاتٍ إضافيةً!!
لقد قاد الدّراسة الدكتور ديديير راولت، من جامعة مرسيليا، الذي خضع تاريخُ نشرهِ للتدقيق. وتعرضت دراسته للعديد من الانتقاداتِ منها:
▪️ في الشهر الماضي، اطلعت إليزابيث بيك 3 بدقةٍ على الدراسة ووضحت قائمةً طويلةً من المشاكل الخطيرة فيها
بما في ذلك أسئلة حول أسسها الأخلاقية، والمتغيرات الفوضوية، والمرضى المفقودين، والمراجعة المتعجلة والمتضاربة، والبيانات المربكة.
▪️ كما أشار أخصّائي الأمراض المعدية الدكتور بنيامين دافيدو، من مستشفى ريمون بوينكاريه في باريس، في مقابلة مع ميد سكيب4 إلى أن الدراسة لا توفر إجاباتٍ على جميع الأسئلة التي يبحث عنها الأطباء على الخط الأمامي.
▪️ بينما استخدمَ آخرون 5PubPeer للإبلاغِ عن مشكلاتٍ إضافيةٍ في مقالة راولت.
وإضافةً إلى الانتقاداتِ والأخطاءِ الكثيرة، لم يستجبْ راولت لطلب التعليق من المسؤولين عن مراقبة المقالات العلميّة.
بالطبع، فات الأوان للسؤال عما إذا كان ينبغي إجراء التدقيق، يتلقى الآن عددٌ لا حصر له من المرضى الكلوروكين وهيدروكسي الكلوروكين لمعالجةِ عدوى COVID-19، ويرجع الفضل في ذلك بشكلٍ كبيرٍ إلى التشجيع على الأدوية من الرئيس الأمريكي ترامب!!
أين تكمن المشكلة؟
على الرغمِ من توقع بعض الخطوات المتسرّعة في الأزماتِ الطبيةِ، وكون رمي الحلول عشوائياً خياراً قابلاً للتطبيق أحياناً في ظروفٍ كهذه ، إلا أنّ استخدام العلاجات التي تم التدقيق فيها بشكلٍ سيءٍ سيكون مليئاً بالمخاطر.
وفي هذه الحالة، لا تحمل الأدوية آثاراً جانبيةً كبيرةً فحسب، بل هي علاجاتٌ حرجةٌ للأشخاص المصابين بالذئبة الحمامية والتهاب المفاصلِ الروماتيدي وهم المرضى الذين يأملون الآن أن يتمكنوا من الحصول على الأدويةِ التي تبقيهم على قيدِ الحياة، والآن يوجد دولٌ تخزن هيدروكسي الكلوروكين والكلوروكين لهؤلاء الأشخاص على وجهِ التحديد!!!
وبعبارةٍ أخرى، على الرغم من أنّ الرئيس الأمريكي قد يكون محقاً بنسبةٍ قليلة عندما يقول إنّ مرضى COVID-19 “ليس لديهم ما يخسرونه“ بتناول الأدوية، فإنّ هذه اللعبة محصلتها صفر.
وفي النهاية نقول:
من المرجح أن نرى الكثير من العلاجات “الواعدة” التي يُكتَشف لاحقاً أنها غير مفيدةٍ في الأيام والأسابيع المقبلة.
وعندما يتعلق الأمر بالنتائج، فإن قطار Covid-19 سريعٌ، بينما قطار العلوم بطيءٌ جداً
وحتى يصل ذلك القطار البطيء إلى وجهته النهائية، كلّ هذه الأبحاث والمقالات ذات المراجعة الضعيفة، وتصريحات دونالد ترامب (التي هي فرضاً لصالح الخير)، سيكون من الحكمة وضعها في صندوقٍ أسود مع كتابة تحذيرٌ عليه:
“هناك بعض الأدلة على صحّة هذا الآن. ولكن سيتضح بالمستقبل أنه كان بها خطأٌ جزئيٌ على الأقل.”
المساهمون:
ترجمة وإعداد: مهند منذر
تدقيق ورفع: رند الجندي
المصادر:
0: https://www.medscape.com/viewarticle/928336
1: https://www.isac.world/news-and-publications/official-isac-statement
2: https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0924857920300996
4: https://www.medscape.com/viewarticle/927758
5: https://pubpeer.com/publications/B4044A446F35DF81789F6F20F8E0EE