إذا لدغت البعوضة مصاباً بالإيدز قبلي، ما احتمال أن تنقل لي العدوى؟

ينتقل فيروس نقص المناعة البشري HIV عن طريق الدم…

هل ينقل البعوض الإيدز؟ لا أدري إذا كانت تساؤلاتٌ كهذه تؤرق نومك، ولكنها بالتأكيد تؤرق نومي.

فنحن نعلم اليوم أن البعوض الماصّ للدماء يمكن أن ينقل عدداً من الأمراض، كالملاريا وحمّى زيكا وغيرها…

أيجعلها هذا قادرةً على نقل نقص المناعة المكتسب؟

حسناً، نترككم مع الحقائق التالية قبل أن تقرروا الجواب:

يحتوي “خرطوم” البعوضة -أحد الأجزاء المكونة لفمها- أنبوبين منفصلين أحاديي الاتجاه.

ينتقل دمك عبر أحد الأنابيب إلى فم البعوضة، بينما ينتقل عبر الأنبوب الآخر لعاب البعوضة، من فمها إلى جسدك.

ورغم أن لعاب البعوضة قد يكون مقززاً إلا أنه ليس ناقلاً لفيروس نقص المناعة المكتسب.

كما أنه لا يحصل أي اختلاطٍ بين دمك ودم البعوضة أثناء اللدغ بحسب تشريح فم البعوضة الذي تم ذكره.

فأمعاء البعوضة تخلو من الخلايا التائية T-cells على عكس أنسجة جسمك!

وبغياب الخلايا المضيفة بمستقبلاها التي يحتاجها الفيروس ليرتبط ويتضاعف أو يهاجر (الخلايا التائية في حالتنا)، لا يمكن أن تصاب البعوضة به!

بل تقوم أمعاؤها بهضمه وتتخلص منه!

نعم يستطيع فيروس نقص المناعة المكتسب أن يبقى على قيد الحياة في معدة البعوضة لفترةٍ وجيزةٍ

فماذا لو لدغتك قبل أن تهضمه كلياً، وخرج الفيروس مع لعابها إلى دمك حين لدغتك؟

حسناً، لحسن حظّنا فإن فوعة فيروس نقص المناعة المكتسب لا تكفي لتصيبنا بالمرض من عددٍ ضئيلٍ من الفيروسات كهذا

وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد اللدغات اللازم لحصول عدوى نقص المناعة المكتسب من بعوضاتٍ تحمل في معداتها هذا الفيروس حياً هو 10 ملايين عضة!

ما يجعل انتقال الفيروس بهذه الطريقة مستحيلاً عملياً.

نحتاج لوجود كلٍّ مما يلي لتحدث العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب:

♠️ أحد سوائل الجسد التي يمكن للفيروس أن ينتقل عبرها، واللعاب ليس من ضمنها.

♠️ طريق تنتقل عبره الفيروسات: كتماس دم-دم أو الانتقال عبر الأغشية المخاطية، وهو ما لا يحدث في لدغة البعوض.

♠️عددٌ كافٍ من الفيروسات، ما لا يتوافر في لدغة البعوض كذلك.

أنه بإمكانك أن تنام قرير العين هانئاً، لن تنقل البعوضة لك العدوى حتى لو لدغت مصاباً قبلك.

ذلك بحسب الدراسات الحالية على أيّ حال!