الفُراتيُّ الأصيل ..
إنْ أردنا الحديث عن التواضُع ، فشخصيَّتُنا اليوم خيرُ مِثال…
القريبُ من قلوب الطلّاب و قدوتُهم
لِقاءُ عدستِنا اليومْ مع الشخصية المُميَّزة
الدّكتور المُهندس عبدالرّحمن الخالدي❤
عن حياته ونشأته
عبد الرّحمن الخالدي مواليد دير الزّور عام 1969..
أبٌ لثلاثةِ أولاد وبنت..
أكبرهم طالب في كليةِ الأدَب الإنكليزي..
اِبنتهُ في المرحلةِ الثانويّة..
طفلين أحدهما طالب في الإعداديّة والآخر في المرحلةِ الإبتدائيّة.
حاصِل على الإجازة بالهندسةِ الزراعيّة عام 1992 وماجستير ودكتوراه في قسم الإقتصاد الزراعي من جامعة القاهرة..
عضو هيئة تدريسية بجامعة الفُرات..
سابقًا درَّستُ كمعيدٍ لصالح جامعة تشرين من عام 2004 حتى 2009 بعدها انتقلت إلى جامعة الفرات..
حقيقةً الحياة كلُّها صعوبات ويتم أجتيازها بالعمل الدؤوب والمثابرة.
ما هي المناصب التي أستلمتها خلال عملك؟
توليّتُ أكثرَ من منصبٍ إداريّ :
نائب عميد كليّة الإقتصاد من العام 2011 وحتى الـ 2013
2013-2014 نائب عميد كلية الهندسة الزراعيّة في ديرالزور
2014-2015 نائب عميد كلية الإقتصاد بالحسكة
2015 وحتى الآن نائب عميد كلية الهندسة المدنية بالحسكة
ما هي المقررات التي درَّستموها في كليات الهندسة؟
إدارة المشاريع وتنظيمها..
ودرَّستُ في كلية الهندسة الزراعية المقرارت الإقتصاديّة :
مادة الإرشاد الزراعي
الإدارة والمحاسبة الزراعيّة
التسويق الزراعي
بالإضافة لمقررات الدراسات العليا :
إدارة وتخطيط الأرشاد الزراعي وتقييم المشاريع الزراعية والتنمية الزراعية ..
هل لديكم مقالات علميّة قمتم بنشرِها؟
لديّ تقريباً أكثر من عشرون مقالاً منشور ومحكّم في مجلّات علميّة.
هل هنالك مشروع مميز قمت به؟
قمت بمشروع بحثي يتعلق بدراسة العلاقة بين مؤسسات البحث الزراعي مع المؤسسات المهتمّة بتنمية القطاع الزراعي
ماهي الدوافع التي أوصلتكم لدراسة الهندسة؟
منذ أيام الثانويّة كنت أتطلَّع لدراسة الهندسة المعماريّة لكن الظروف الماديّة لم تسمح لي بذلك فاخترت فرع الهندسة الزراعيّة .
أثناء المرحلة الجامعية ما الذي تعتقد أنه تغير في شخصيّتك(ما التغيير الذي طرأ على شخصكم)؟
أجمل ما في المرحلةِ الجامعية الحالة التي تنقلك من مرحلة الشتات أو الطفولة إلى مرحلة النُضج فهي المرحلة التي يتمّ فيها صقل شخصيّتك بسبب تعاملك مع الصعوبات والتعامل مع فِئات المجتمع المختلفة.
أشخاص تعلّمت منهم(مهندسين، دكاترة..)؟
أنا أتعلّم من أي أحد
مِن الأطفال والمهندسين و مِن المدراء …
أيُّ شخصٍ أتعامل معه أتعلّم منه .
هل ندمتم على إختيار الهندسة، وماذا تعني لك الهندسة؟
بالطبع لم أندم، الهندسة بالنسبة لي هي تنظيم وإدارة لحياتك ومنهجُ حياة..
تجربتك مع الغُربة ؟
غُربتي أثناء الدراسة..
من المؤكد أنّ الغُربة مرحلة مؤلمة تُبعدك عن أهلك وبيئتك لكن هي تجربة مميزة لأنك من خلالها تتعرّف على أُناس و ثقافات المجتمعات الأُخرى وهذا له دور في تكوين وصقل شخصية الإنسان والأهمّ ُمن ذلك التحصيل العلمي..
أمّا الغربة التي كانت بسبب ظروف الحرب والعمل..
فالغربة بالنسبة لي هي أن تخرج من بيتك لكن سوريا كلّها بيتك فكانت الغربة بالنسبة لي مكانيّة خفيفة عند أُناس من بيئتي(المحافظات السوريّة) .
لماذا لم تسافر رغم كلّ هذه الظروف؟
“نحن متل السمك مافينا نعيش برّا بلدنا”
نصائحكم العلمية والتوجيهيّة النابعة من خبرتكم الطويلة لطلاب الهندسة في جامعة الفرات،ولِطلاب الهندسة في الجامعات السورية الأخرى؟
أهمّ شيء يفترض على طالب الهندسة ألاّ ينظر إلى فترة الدراسة الجامعية على أنّها فترة إجتياز إختبار للحصول على الشهادة فقط.. يجب أن يكتسب المعلومات والخبرات الأجتماعية والمعارف التي تؤهله عند تخرجه لوضع قدمه على عتبة العمل الهندسي.. أي يجب أن يكون مؤهَّل أكاديمياً بشكل كبير قبل دخوله المجال العملي.. فتكوين البناء المعرفي يُسهِّل العمل المهني..
كمهندس ومُدرِّس ماهي العقبات التي عانيتُم منها بالنسبة للكلية من الناحية الخدميّة، وبالنسبة للطلاب؟
للأسف قد أستلمت العمل الإداري خلال فترة الأزمة في سوريا، فقد كانت الكليات ضمن مناطق غير مستقرة وتعرضت لأكثر من هجوم ووقعت تحت سيطرة أكثر من جهة مسلّحة ممّا أدى لتخريب الكثير من البُنى التحتية وسرقة محتوياتها (المخابر)..
أما المعوّقات مع الطلاب.. بالنسبة لي لم أواجه أي عقبات مع الطّلبة لأن نحن من نخلق الصعوبات أو التسهيلات.
ما هي المُخطّطات المُقرّرة للسنوات القادمة في كليّتنا؟
نتيجة الدمار الذي حصل في الفترات الماضية في كليّة الهندسة المدنيّة من أهم مخططاتنا كانت تحضير وتجهيز مخابر الفيزياء والكيمياء بالإضافة إلى مخابر الحاسوب وفي طور الخطط في السنوات القادمة تجهيز وتحضير مخابر البناء والميكانيك بحيث تعود كليّة الهندسة المدنيّة كما عَهِدناها سابقاً بحيث لا تكون مؤسَّسة خدميّة لتعليم الطلاب فقط ، بل تلعب دوراً مُهمّاً في خدمة المجتمع من خلال تقديم خدماتِها للمجتمع والقيام بالتجارب والدراسات بالإضافة إلى إجراء دورات تدريبيّة للطلّاب أو الخريجين بما يتناسب مع قدرتهم للدخول في سوق العمل.
ماهي الطريقة التي تنصَح بها الطلّاب لدراسة مقرَّركم لتحقيق أعلى نسبة فائدة علميّة وعمليّة؟ وما هو منهَجكم في تقديم المحاضرة للطلّاب؟
من أهم النصائح التي أقدمها للطلبة هي الحضور الجسدي والفكري وعدم الانشغال بأي شيء آخر خارج إطار المقرّر والتفاعل مع الأستاذ يفيد في التعلّم والفهم من 60_70% قبل قراءة مادّة المقرر ويعتمد في قراءة المادّة على حب المادة والثقافة لا على أنها مادة نجاح أو رسوب.
برأيك كمهندس هل الرواتب قليلة لدرجة أن بعض المهندسين يُجبروا على العمل خارج البلد أو بِشركات خاصّة؟
الوضع المادّي الراهن يُجبِر المُهندس على العمل في مشاريع خارجيّة أُخرى (الراتب لا يكفي لثلاثة أيام 😅)
من هو المُهندس عبد الرحمن الخالدي خارج أوقات العمل؟ وماهوايتكم؟
أنا شخص عادي أعيش حياة طبيعة مع أسرتي،بمجرد خروجي من مكان عملي أنسى حياة العمل وألتفت إلى حياة أسرتي.
هواياتي:المطالعة والقراءات الأدبية سواء كانت الشعر أو التاريخ أو…
بالإضافة إلى القراءة والبحوث العلميّة .
كمهندس،أيهما تفضِّل،العمل الإداري والتَّدريس في الكليّة أو العمل في المشاريع الهندسيّة؟
كُل المجالات مُمتِعة بالنسبة لي، ولكن اميل للتدريس والبحث العلمي أكثر من العمل الأداري .
ما هو أسوأ موقف قد يَمُرُّ بِه المُهندس خلال مسيرته التدريسيّة أو العمل المهني ؟
أسوأ موقف قد يَمُر بهِ المُهندس هو أن يدخل مجال العمل وهو لا يفهم شيئاً مِمّا درسَهُ خِلال فترة دراسَتِهِ الجامعيّة .
إذا وُضِعتُم بموقِف مُحرِج ضِمن مجالِكم كيف تتصرّف ؟
عندما تكون واضحاً وصريحاً فلا توجَد أيّةُ مشاكِل أو إحراجات وأحياناً اتَّبِع أسلوب الانسحاب التكتيكي… 😁
كيف استطعتُم أنْ تكسبوا محبّة الطلاّب لشخصِكُم الكريم ؟
برأيي اكتساب محبّة الطالب يكون بالتقرُّب منه وبإزالة المُدرِّس للحواجز التي قد تكون موجودة بينَهُ وبين الطالب (ممكن أن تكون هذه الحواجز هو مَن وضعها أو قد يكون الطالب مَن وضعها) كَ :
– الحاجز العُمري : الذي يمكن إزالته بالتعامل مع الطالب كَ شاب مِن عُمرِه
– الحواجز المكانيّة : فمثلاً عندما تكون واقِفاً وراء المِنبر
فأنتَ بذلكَ تضع حاجِزاً بينك وبين الطّلبة ، فَعِندما تتجوّل بينهم في المدرَّج أو القاعة وتناقِشهم فأنت بذلك تكسُر هذا الحاجز .
و أَهم شَيء لِكسر جميع الحواجز مع الطّلبة هو أن تشعُر بِهم وأنْ تضَع نفسكَ مكانَهم أو تتذكّر عندما كُنتَ طالباً مِثلَهُم .
هل تَجِدون المناهِج التي تُدرَّس صالحة لهذه المرحلة من التطور أم أنّه يجب تغييرها وتجديدها؟
برأيي التغيير أو التحديث ستكون سلبياته أكثر من أيجابياته لأننا نَمُر بمرحلة غير مستقرّة فإذا غيّرنا بمقرراتنا ومناهجنا الحاليّة سوف ندخل بمتاهة مثل تلك التي دخلت فيها وزارة التربية عندما غيّرت مناهِج التعليم الإبتدائي، فأدت لتدهور التعليم أكثر من تطويره..
▪️فمن الممكن أنّ تكون عمليّة التطوير تدريجيّة في ظِل الأزمة التي نمُر بها، ونفكّر بالتطوير على المدى المتوسط في الفترة القادمة وذلك بعد التأسيس.
دكتورنا ..هل ترى أنَّ المُهندس خرّيج جامعة الفُرات بكفاءة خريجي الجامعات السورية الأخرى؟
أنا أقول:
– قبل الأزمة كان خريج جامعة الفرات يتفوق على أي خريج من الجامعات السوريّة الأخرى لسبب بسيط وهو أن كليّات جامعة الفرات وخصوصاً الهندسة كانت تفتقر للكوادر التدريسية فكانت تستعين بخبرات وكوادر الجامعات الأخرى والنُّخبةِ منهم..
– أما في ظل هذه الظروف.. فطالبنا أثبت بأنّه ليس بأقل كفاءةً من طلبة الجامعات الأخرى.. وهذا الأمر يتعلق بطبيعة أبناء المنطقة الشرقيّة بحبّهم للعلم والعمل وبالتالي نجد الكثير من طلّاب الدِّراسات العليا في الجامعات الأخرى من طلبة جامعة الفُرات بالأضافة لدخول غالبيتهم إلى الكوادر البحثيّة في الدِّراسات العُليا.
أخيراً .. كلمة منكم لعدستنا “عدسة طالب هندسة”
أتمنى أنْ يكون منظور عدستكم للقضايا التي تجمع وتُنمّي العمل الهندسي والبحث في الجانب الإيجابي.. وشُكراً لكُم.
وبِدورِنا كفريق العدسة نتقدَّم بالشُّكر للدّكتور عبد الرّحمن على استقبالِه الجميل لنا ونتمنّى لَهُ مسيرة تدريسيّة وعلميّة مليئة بالنجاحات 💙
كان في شَرف اللِّقاء العدسات :
عبدالإله الرّجب
بُشر العلي
رقيّة العلي
أحمد الحمد
شيماء السليمان