” الفرص لا تأتيك بل عليك خَلقها واكتسابها “
بهذه الكلمات استقبلنا الدكتور المهندس عزة بشير خلوف ♥️، أصغر دكتور جامعي سوري في الجمهورية العربية السورية بعمر 30 سنة من كلية #الهندسة_الزراعية بجامعة البعث ، ابن مدينة #حمص وفخرها بأبوابها السبعة التي تشهد على درب تفوقه وتميزه ومحبته .
كان شرف لنا أن نفتتح #أولى مقابلات صفحتنا معه
حوارٌ شيِّق دار بين العدسات والدكتور لننقل لمتابعينا خبرته العلميّة والدراسيّة للاستفادة منها .
الشهادات العلمية التي حصلتم عليها ؟
قد حصلت على إجازة في الهندسة الزراعية من جامعة البعث حيث كنت الخريج #الأول بمعدل 81.08% لعام 2009 بدرجة امتياز، وتم تعييني كمعيد في عام 2010 في قسم المحاصيل الحقلية باختصاص ” نباتات طبية وعطرية ” وفق المرسوم الرئاسي للخرجين الأوائل .
ثم حصلت على درجة الماجستير في النباتات الطبية والعطرية من جامعة دمشق لعام 2015 بمعدل 90.32% بدرجة امتياز، وبعدها على درجة الدكتوراه بنفس الاختصاص بمعدل 98% لعام 2018 من جامعة دمشق بمرتبة الشرف .
لماذا التوجه نحو الإيفاد الداخلي ؟
نتيجة الحصار العلمي المفروض والممنهج على الطلاب السوريين خلال فترة الحرب وعلى مسيرة البحث العلمي في القطر تم سحب العديد من المنح التي كنت قد باشرت بأوراقها (بريطانيا، ألمانيا) بالإضافة لإلغاء العديد من المنح التي كانت تمنح لطلابنا من من عدة بلدان كان لها الدور الأول في إطالة أمد الأزمة السورية، وإدخال فكرة الاحباط لدى الشباب السوري .
فكان الإصرار هنا على تحقيق الحلم وإظهار أنّ الإرادة لا تُكسَر ، فطلبت الإيفاد إلى جامعة #دمشق رغم الأوضاع الصعبة في تلك الفترة ، مؤمنين أن إثبات الذات والنجاح تستطيع تحقيقه بمختلف الظرف .
الخبرة العملية التي قمتم بها ؟
– عضو الرابطة الأهلية للتصنيف النباتي في سورية .
– خبير استشاري لعدة شركات محلية ومنظمات زراعية تعنى بالمنتجات الطبيعية للنباتات الطبية والعطرية .
– مدرب معتمد لعدة مراكز تدريب في سورية تعنى ببرامج الأغذية وتطوير الذات .
– الإشراف على إعادة استصلاح الأراضي البور التابعة لبطراكية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في منطقة القلمون السوري بمحصول الوردة الدمشقية .
– عدة مهمات بحثية في عدد من الدول (لبنان، مصر، تركيا) .
ما أهم الابحاث التي قمتم بنشرها ؟
هنالك عدة أبحاث تم نشرها في عدة مجلات بحثية علمية بالتعاون مع عدة باحثين أو مشرفين .
فلدي أبحاث في مجلة جامعة دمشق والبعث للعلوم الزراعية .. ومجلة أكساد (المجلة العربية للبيئات الجافة) التابعة لجامعة الدول العربية ، بالإضافة إلى بحثين في مجلتين عالميتين هما :
– International Journal of ChemTech Research
– International Journal of Agriculture and Biological Sciences
وأغلب فكرة الأبحاث كانت كيفية زيادة إنتاجية نبات طبي محلي من الغلة الزيتية والبذرية لما له من عائد اقتصادي مهم، بالإضافة إلى الاهتمام بموضوع المكافحة الحيوية حيث أن أغلب الزيوت العطرية لها فعالية واضحة ضد العديد من الأحياء الدقيقة ، فكانت لدينا نتائج واعدة في هذا المجال وبالتالي الأمر الذي يساهم في التخفيف من استخدام المواد الكيميائية في المكافحة مستقبلاً .
الدوافع التي أوصلتكم لإختيار دراسة الهندسة الزراعية ؟
كنت أرغب بفكرة الدراسة في المحافظة التي كنت موجود بها ، على الرغم من مجموعي أهلني لعدة اختصاصات هندسية في غير محافظات ، بالإضافة لعدم رغبتي بأعباء مالية إضافية للعائلة، من هنا أصريت على دخول كلية الهندسة الزراعية رغم معارضة الأهل ورغبتهم المختلفة عني .
لكن نتيجة السماح لي بحرية القرار فكان هذا الحافز الأول لي على النجاح والتفوق وإثبات مدى قدرتي على تحمل مسؤولية قراري، بالإضافة لمحبتي لهذا الفرع المتجدد والمتنوع في اختصاصاته.
هل ندمتم لإختياركم الهندسة الزراعية ؟
بالطبع لا .. بالرغم من عدة عروض مهمة في تلك الفترة من عدة شركات زراعية أو حتى السفر خارجاً .. جعلني أقع بفترة شك بسيط مابين الحصول على مردود مادّي كبير أو أكمل تحصيلي الأكاديمي ، فأصريت على فكرة العلم من منطلق أن العلم مفتاح لعدة أبواب تستطيع من خلاله تحقيق الذات وإحداث التغيير بصورة أكبر من العمل في مكان محدد المهام وجامد .
لماذا لم تختار السفر رغم كل هذه الظروف ؟
السبب الأهم والجوهري هو الانتماء الوطني لهذه الأرض والإصرار على تحقيق النجاح هنا رغم صعوبة الظروف والامكانيات المحدودة ، فكانت إرادة الحياة والإصرار على التحصيل العلمي من أكثر النقاط التي أستطيع بها اعطاء جرعة أكسجين أخرى لبلدي .
فأنت في بلد الاغتراب مجرد رقم ، فهل يمكن أن تترك سجل كامل لك هنا من الأحداث والذكريات والتاريخ وشجرة النسب وأن تتحول إلى رقم على دفتر الإقامة !! كانت من المفارقات التي لم أستطع تقبلها .
ما أجمل ما في اختصاص النباتات الطبية والعطرية وإذا لم تختره فما هو الاختصاص الذي يمكن أن تفكر به ؟
عُرِض عليّ أثناء تعييني كمعيد ثلاث أختصاصات هي:
1- نباتات طبية وعطرية
2- إنتاج أسماك
3- تحسين وراثي بساتين
حُبّي للنباتات العطرية بالدرجة الأولى لاعتبار منطقة بلاد الشام تشمل العديد من الأنواع النباتية تصل لحوالي 1600 نوع نباتي، بالإضافة لأهمية النباتات الطبية والعطرية في حياتنا اليومية وتداخلها مع عدة علوم تطبيقية من الصيدلة والكيمياء وعلم الحياة مما له أثر مباشر على حياة الإنسان سواء بالصناعات الدوائية والغذائية والتجميلية، كل هذا دفعني لاختياره .
أحب أيضاً اختصاص المكافحة الحيوية لأهميته التطبيقية الواسعة في مختلف المجالات .
أسوأ موقف مررت به كمهندس خلال مسيرتك الدراسية أو المهنية ؟
من أغلب المواقف المحرجة التي نتعرض لها في بداية تخرجنا كمهندسين زراعيين غالباً ، في السؤال عن اسم هذا النبات وذاك، فالواقع العام يظن معرفتك والمامك بكافة النباتات بمجرد نيلك الإجازة الجامعية وهذا لايمكن تحقيقه مباشرة إلا بعد ممارسة المهنة بصورة عملية .
كمدرّس في الجامعةِ ما هي العقبات التي نعاني منها في الجامعات؟
أولى العقباتِ التي نُعاني منها صعوبة الحصول على بعض الأنواع من الأجهزة العلمية أو إصلاح بعضها نتيجة الحصارِ العلمي الجائر المفروضّ على سورية ، على الرغم تم إصلاح العديد منها بخبرات وكفاءات محلية .
كنا نعاني أيضا في السنوات الأولى من الأزمة من ضعف في تطبيق الشق العملي في بعض الاختصاصات على أرض الواقع، لاحتياجه لمعسكرات تدريبية للطلاب وجولات ميدانية كانت الحرب سبباً في محدودية العمل الميداني.
بالإضافة لخسارتنا لعدد من الكفاءات العلمية التي كانت مستهدفة بالدرجة الاولى .
برأيك ما هي الطّريقة المُثلى لإعطاءِ المقرر وما هو منهجكم في تقديمِ المحاضرة ؟
برأيي كمدرّس أفضلُ طريقة هي البعدُ عن النمطيّةِ في التدريسِ و التفاعل معِ الطّالب في العملية التدريسية كجزء أساسي، بالإضافة لدور وسائل العرض الحديثة بشرط أن لا تلغي أسلوب المدرس في الحوار والمناقشة مع الطالب.
كما أسعى كمحاضر لتغير الرّوتين الاعتيادي في المحاضرة كاللجوء لبعضِ الأمثلة الخارجيّة التطبيقية على أرض الواقع لتوضيحِ بعض الأفكارِ المهمة، وبث روح الدعابة المقصودة والمضبوطة في بعض الأحيان مع الطلاب لجعله منشدا ومهتما أكثر بالمعلومة.
كيف أستطعت أن تكسب محبة الطلاب والزملاء خلال فترة قصيرة ؟
أتمنى أن أكون حققت ذلك .. فعليك أن تقوم بواجبك بكل محبة وتواضع لأن التعليم هو رسالة بالدرجة الأولى بعكس المؤسسات الأخرى التي تقدم خدمات اجتماعية ، وهنا يدل على قدسية التعليم ومدى أثره في الذات البشرية، لذلك أسعى إلى المحافظة ع صورته بالاحترام المتبادل سواء مع الطالب أو الزميل .
بعيداً عن الهندسة و خارج أوقات العمل.. ماهي هوايتكم ؟
كرةُ السّلة بالدرجة الأولى حيث كنتُ من الأشبالِ و النّاشئين في فريقٍ محلي لكن نتيجة للإصابة المبكرة فلم يكن محبذ متابعة اللعب ، بالإضافة لهوايتي في العزفِ على آلة الغيتار.
ماهي الطريقة التي تنصحوا بها الطّلاب لدراسةِ مقرراتِهم لتحقيقِ أعلى نسبة نجاح فيها ؟
– بدايةُ التّركيزِ على الموادِ العمليّة لأنّها مفتاح الموادِ النّظرية.
– البعدُ عن تراكمِ الموادِ و المحاضرات لتخفيفِ العبء عن الطّالبِ أثناءَ الامتحانِ.
– لتحقيقِ أعلى نسبةٍ من النّجاحِ بأيِّ عمل.
– عليكَ المبادرة للسؤالِ مهما كانَ صغيراً دونَ الخجل او الخوف من النّتائج ، لتوضيح كافة المعلوماتِ أمامه ولتكريسها في الفائِدة مُستقبلاً .
كلمة لعدستنا .. “عدسة طالب هندسة”
أتمنى التوفيق لكم لأن عملكم احترافي ينم عن احترام الذات والشخص المخاطب، من خلال الاهتمام بواقع الجامعات السورية ونشر قرارات وزارة التعليم العالي والمنشورات التعريفية عن الكليات ، وكل ماهو جديد في إطار الهندسة والإبداع .
فأنتم “عدسة” عليكم إخراج الصورة الجميلة للضوء، بكل آمانة ومهنية.
وبدورنا نتقدَّم بالشكر للدكتور عزة على كلامه الراقي واستقباله الجميل ونتمنّى له التألِّق الدائم❤️
كان في شرف اللّقاء العدسات:
كارولين الحلاق
جميلة عنداني
صادق الموسى المكسور
ريتا الدرويش
تصوير العدسة : عبدالله كنعان