تشرف فريق العدسة بلقاء الدكتورة تامار يارد اختصاصية أمراض الأذن والأنف والحنجرة وطبيبة في درجة الدكتوراه في جامعة دمشق♥️
بدايةً عرفينا أكثر عن نفسك، مسيرتك الجامعية والطبية:
بدايةً أنا فتاة سورية من عائلة تؤمن بالعلم وأهميته وأن العلم من أهم ركائز أي بلاد قوية. فتحت لي بلدي أبواب مؤسساتها التعليمية منذ مراحل دراستي الأولى، فقد كانت البداية في واحدة من مدراس دمشق، ثم تابعت دراستي الجامعية في كلية الطب البشري في جامعة دمشق، وبعد أن أنهيتها تابعت الاختصاص في مستشفى المواساة ضمن قسم “أمراض الأذن والأنف والحنجرة”، وحالياً بعد إنهائي مرحلة الماجستير أتابع في درجة الدكتوراه.
حدثينا عن تجربتك في التدريس والإشراف على ستاجات الأذنية في مستشفى المواساة:
هذا السؤال يهمني ويعنيني لعدة أسباب: واحدة من مهامي المطلوبة كطالبة دكتوراه هي الإشراف والتدريس في الستاجات لطلاب السنتين الرابعة والسادسة في كلية الطب، إلا أنني وعلى الصعيد الشخصي أملك شغفاً في التدريس وإيماناً بأهميته، فلا شيء أهم من العطاء بعد سنوات من الأخذ والتعلم، ونحن قبل سنوات قليلة كنا الطلاب الذين نهَلوا العلم من أساتذتهم، والآن دورنا لكي نعطي ما تعلمنا، فذلك له طعم مميز وتحدٍ خاص من نوعه.
أما ستاجات الأذنية بحد ذاتها فلها جانب آخر. ففي أحد الأيام كنت مكان هؤلاء الطلاب، وقرب مستوى التفكير والعمر قربني أكثر منهم ومكنني من فهمهم، وما زلت أذكر رغبة الطالب في هذه المرحلة عندما يداوم في الستاجات، فأحياناً قد تكون له الرغبة في المعلومة السريعة، وأحياناً قد تتملكه الرغبة في زيارة العيادة والتعرف عليها وعلى أدوات الفحص فيها، وبنفس الوقت يكون لديه هدف الامتحان الذي سيقدمه في نهاية الستاج.
ولطلاب السنة السادسة خصوصية كونهم سيفاضلون على اختصاصهم بعد فترة قصيرة، فسيشعرون نتيجة ذلك بمسؤولية كبيرة على أكتافهم. لذلك أشعر أن من واجبي خلال الستاجات أن أترك أثراً فيهم وأن أحببهم بهذا الاختصاص أو أجعله جزءاً من رغباتهم على الأقل. وكوني أدرس في قسمي واختصاصي الذي نشأت وتعلمت فيه فذلك يحملني مسؤولية كبيرة حول كيفية إتقان ما تعلمت ونقله إلى الطلاب بطريقة تناسبهم.
ما هي العقبات التي واجهتِها في تجربتك في التدريس؟
فلنتفق أولاً على عدم تسميتها بالعقبات بل بالصعوبات، فالعقبة قد تقطع الطريق أمامك وتنهيه، أما الصعوبات فهي تولد أمامك تحدٍّ وتقوي الإرادة لتجاوزها والاستمرار. وكما باقي المهن لا بد أن يكون هناك صعوبات وتحديات في مهنة التدريس، فهي تقوم على العلاقة الثنائية المتبادلة بين الطالب والمدرّس، وبالتالي يمكن أن تكون التحديات والصعوبات من جهة الطالب؛ فكما نقابل الطالب الشغوف الذي يتلقى بكل حب وبكل دافع، نقابل الطالب المهمل الذي يستهتر ولا يتلقى ما نقدمه له، الأمر الذي يعتبر صعوبة أمام المدرّس لأنه يقدم للجميع وينتظر في النهاية نتيجة وتقييم ما قدمه، فهي عملية متبادلة إذ إنني عندما أعطي أتلقى ردة الفعل من عيون طلابي ومن أسئلتهم وأجوبتهم على أسئلتي، بالإضافة إلى تمني الحصول على إمكانيات أعلى وتقنيات أكبر وأدوات أكثر وأفضل، فهنا نجد أنفسنا أمام تحدٍّ ومسؤولية بتجاوز هذا النوع من الصعوبات لتقديم المنتج الأفضل.
ما رأيك باختصاص الأذن والأنف والحنجرة في سورية ؟
كثيراً ما أحب الحديث عن الموضوع لأنه حياتي اليومية اختصاص الأذنيّة بكل ماتعني الكلمة من معنى هو أمراض الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق وجراحتها، فهو اختصاص واسع وعميق جداً وله الكثير من الخصوصية، فهو يتعامل مع الحواس، كالسمع والتذوق والشم ومع التوازن، الإدراك، اللغة، الصوت، والتنفس فنحن نتعامل مع تفاصيل تقوم عليها حياتنا اليومية ومع شرائح عمرية واسعة، مع اختصاص نتواجد فيه ضمن عيادة وضمن جراحة.
وفي ساحات العمل الجراحي يتيح الاختصاص لك ساحات واسعة منها الأورام والعنق أو تنظيرية مثل جراحة الجيوب أو تجميلية مثل تجميل الأنف والصيوان والشفاه، والأهم أمام ساحات عمل جراحي ميليمترية أو مجهرية خاصة مثل جراحة الأذن الداخلية أو زراعة الحلزون.
وإذا أردنا الحديث ضمن سنوات الاختصاص فهي خمس سنوات والسنة السادسة هي سنة امتياز. خلال سنوات الاختصاص نتطرق إلى جميع الأقسام بدءاً من العيادة الأذنية، قسم السمعيات، العمل الجراحي والإسعاف. أما خارج سنوات الاختصاص فإن اختصاص الأذنية يضعنا في تحدي التعلم المستمر، فطالما الفيزياء والهندسة والمعلوماتية والتقنيات والروبوت في تطور، وطالما أن العلم في تطور فإن اختصاص الأذن والأنف والحنجرة في تطور ويتطلب منا الدراسة والقراءة المستمريين.
بما أن الاختصاص له قسمين عيادة وجراحة فهل نستطيع اختيار أحد القسمين فقط دون الآخر؟
بالتأكيد خلال فترة الاختصاص سيتم التدريب على جميع الأقسام وسيتخرج كطبيب اختصاصي بأمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها. لكن ما بعد مرحلة الاختصاص يستطيع الطبيب الاختيار وبإمكانه التعمق بأحد الطريقين أو كلاهما. ولكن مهما كان الخيار فهو يتطلب بحر واسع من العلم والمتابعة ولايوجد خيار أقل من الآخر لكل منهما متطلباته للنجاح.
حدثينا أيضاً عن تجربتك كطبيبة مدرّسة في كلية العلوم الصحية:
بغض النظر عن تجربة التدريس التي ذكرت محبتي لها وشغفي وإيماني بها، إلا أن تجربة التدريس في كلية العلوم الصحية كان لها حصة مختلفة لعدة أسباب؛ السبب الأول هو أنني لم أجلس على مقاعد هذه الكلية ولم أكن طالبةً من طلابها، إلا أنها بالمقابل فتحت لي أبوابها وسمحت لي بالتدريس فيها، الأمر الذي شكل لي تحدٍّ من نوع آخر وتجربة كانت وما زالت لدي الرغبة بتجربتها.
السبب الثاني هو أن الطلاب الذين أدرّسهم في هذه الكلية ليسوا بطلاب طب، الأمر الذي يشدد من جهة على فكرة الفريق متعدد الاختصاصات الذي يجب أن يكون ناجحاً بكل مفاصله العلمية والعملية، محققاً تكاملاً في العلم والجهد، ومن جهة أخرى يضعني أمام تحدٍّ بأن أكون الطبيبة التي تقدم هذه المعلومات الطبية إلى طلاب ليسوا بطلاب طب؛ الأمر الذي يتطلب مني معرفة متطلبات هذا الاختصاص والتمييز بين ما يجب إعطاؤه وما يجب عدم إعطائه.
فكانت وما زالت تجربتي مع اختصاص السمعيات واختصاص تقويم الكلام واللغة تجربة جميلة، كذلك أيضاً كانت تجربتي السابقة مع طلاب علم النفس السريري.
ما رأيك في دور كلية العلوم الصحية بتخريج كوادر متخصصة بهذا المجال، وما رأيك بضرورة وجود اختصاص السمعيات وتقويم الكلام واللغة ضمن الفريق الطبي؟
بالتأكيد لها دور كبير، فبمجرد افتتاحها المجال، جعلت الطريق أسهل وأوضح، جعلته متاحاً، الاختصاص موجود عالمياً ولكن هي جعلته موجود بين أيدينا ووفرت الكادر التدريسي العالي ووفرت الكادر الإداري المتميز. قامت بوضع كل الأدوات والإمكانيات بإيدي هؤلاء الطلاب، ووهبتهم الثقة وتنتظر منهم كل منتج صحيح.
ونرى طلاب هذه الكلية يحتكون مع مختلف الاختصاصات، فقد يكون المحاضرون أطباء، مهندسين، اختصاصيي سمعيات، اختصاصيي تقويم كلام ولغة، اختصاصيي علم نفس سريري، اختصاصيي علاج نفسي حركي. فهم يقابلون ضمن نفس المؤسسة التعليمية مختلف الاختصاصات وطلاب كليات مختلفة، وهذا بدوره تعزيز للفريق متعدد الاختصاصات الذي هو هدف منشود على مستوى العالم.
لن أتحدث عن ضرورة وجود هذه الاختصاصات ضمن الفريق الطبي لأنها ضرورة متفق عليها عالمياً، فهي اختصاصات لم تبتكرها سورية، بل هي موجودة في كل أنحاء العالم وبالتالي فهي حاجة. لكن سوف أسقط سؤالكم على مثال، عن ضرورة هذه الاختصاصات لكي نوصل دورها إلى الناس، وذلك لأنه إلى يومنا هذا هناك الكثير من الناس لم تسمع عنها أو ليس لديها معلومات حولها، لنفترض أنا كطبيبة أذنية اليوم أمام مريض جاء بشكوى نقص سمع قمت بأخذ القصة، وقمت بفحص مريضي وكنت واثقة من موجودات الفحص السريري ولكن أنا الأن بحاجة إلى استقصاء، أجريت الاستقصاء السمعي وبنتيجته أنا بحاجة إلى معينة سمعية، وقمنا بتركيبها، وفيما بعد أنا بحاجة إلى متابعتها ومعايرتها وصيانتها، فإذاً بكل هذه المفاصل التي تحدثت عنها من التخطيط إلى المتابعة إلى اختيار المعينة إلى التكامل في العمل فأنا بحاجة إلى اختصاصي سمعيات.
مثال آخر؛ أنا أمام طفل بعمر خمس سنوات دون تطوير كلام ولغة وراجعني الأهل كطبيبة أذنية وأجريت تقييم سمعي كامل فيزيولوجي وسلوكي وبنتيجته كان الطفل يعاني من نقص سمع، وهنا العقبة في تطوير الكلام واللغة. فهل يا ترى إذا قمنا بتدبير نقص السمع سواء بعمل جراحي أو بتركيب معينات سمعية أو بزراعة حلزون.. هل نكون أتممنا العلاج؟ بالتأكيد لا. لا يمكن أن أحقق الهدف دون أن يكون عملي متوازي مع جلسات صحيحة من تدريب سمعي وكلامي، فأنا بحاجة الى اختصاصي تقويم الكلام واللغة، وذات الطفل إذا لم يكن لديه أي تطوير للكلام واللغة ولدي تقييم سمعي طبيعي، فأنا أيضاً بحاجة إلى اختصاصي تقويم الكلام واللغة لأننا قد نكون أمام تأخر تطور معرفي أو سلوكي أو ضعف في القدرات التعليمية. فهي في الحقيقة تكامل أدوار، هو فريق متعدد الاختصاصات، هي حاجة متكاملة للارتقاء بالأداء وبالتالي الوصول إلى رضى المريض.
ما رأيك بالاختصاص الطبي والدراسة خارج سورية؟
بالتأكيد أي تطور إضافي هو أمر هام، وأي تقنيات لا نمتلكها من المهم التعرف عليها، أي تقدم علمي بالتأكيد يجب أن نطلع عليه وبالتأكيد هي فرصة وتجربة مفيدة، فإذا كانت متوافرة يلزم استثمارها، ومن المؤكد أنها سوف تغنينا تقنياً، علمياً، والأهم أنها سوف تكسبنا طريقة تفكير مختلفة؛ لأنه بمجرد السفر، مقاربة الشعوب الأخرى، اكتساب خبرات جديدة، طريقة تفكير مختلفة سوف تتغير طريقة تفكيري، ومن الممكن أن أضيف عليها وأعدلها أيضاً، فهي أثر متبادل. ولكن الحقيقة الأهم وهذا الذي نراه حتى من أساتذتنا، ليس فقط أنني سافرت، أنني اكتشفت وبنيت معرفة سواء أنا داخل سورية أو خارج سورية. ومن الواجب أن أكون على علم بما أريد؛ فعندما يكون لدي هدف سوف أعلم كيف أستثمره بالأدوات المتاحة بين يديّ، فإذا كانت هذه الأدوات متاحة ولا أعلم كيف أستثمرها، فلم أستفد شيئاً، والأهم إذا عدت أن أوظّفها وأستفيد منها، أن أكون قناة تواصل، أن أكون قناة استثمار حقيقية، أن أكون قادرة على استخلاص ونقل الذي تعلمته. وتأكدوا تماماً أنه بالثقة في النفس، سوف تكونون نقطة مضيئة، سواء في السفر للخارج أو في العمل داخل البلد، تستطيعون أن تُحدِثوا فرقاً، وأن تُفرِضوا شيئاً جديداً غير مسبوق.
ما هو رأيك بأهمية البحث العلمي في اختصاصك الطبي؟
لدي إيمان كبير بالبحث العلمي وأهميته، فهو أداة تطوير طريقة التفكير، وأداة للمقاربة الحديثة للمريض، وللاطلاع على كل جديد. وبالنسبة لاختصاص الأذن والأنف والحنجرة لا يمكن للطبيب أن يطور ذاته ومعلوماته دون القراءة المستمرة لآخر المقالات والأبحاث، والاطلاع على جهود زملائه أيضاً.
إضافة إلى أنه في اختصاصنا يوجد الكثير من التداخل مع مجالات أخرى يتوجب الاطلاع على آخر المستجدات فيها. فمثلاً يوجد الكثير من التداخل مع تطور البحث العلمي في المجال الجيني الوراثي، لما له من تأثير في أمراض الأذن والأنف والحنجرة، بالإضافة إلى التداخل مع تطور الأبحاث في مجال التقنيات الجراحية الحديثة، على مستوى الجراحة التنظيرية والمجهرية. وبالتالي فهو شبكة علمية متواصلة ومترابطة. ولطالما كان البحث العلمي هدفاً بالنسبة لي.
ما هي التجارب البحثية التي شاركت بها والأوراق البحثية التي قمت بنشرها؟
كانت تجربتي الأولى بورقة بحثية عن متلازمة جوب Jop Syndrome وهي متلازمة فرط IgE في الدم، سُجِّل منها 250 حالة عالمياً، وقمت بتسجيل الحالة رقم 251 لطفل عمره سبع سنوات، راجع العيادة الأذنية في مستشفى المواساة الجامعي، محوّل من مشفى الأطفال. نُشرت المقالة العلمية بمجلة عالمية محكّمة دولياً.
أما تجربتي الثانية فكانت عن حالة سريرية case report ل angiofibroma على حساب الوتيرة الأنفية لطفل عمره سبع سنوات. كانت الحالة الأولى على مستوى سورية، والسابعة على مستوى العالم وتم نشرها في مجلة محكمة دولياً.
وثالث تجربة بحثية لي هي رسالة الماجستير وتخرجي من الاختصاص، والتي كانت بعنوان دراسة انتشار نقص السمع الحسي العصبي عند الأطفال المصابين بالداء السكري من النمط الأول باستخدام البث الصوتي الأذني، وهي دراسة سريرية تقدمية. نشرت الدراسة في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحية، وحصلت على الموافقة للمشاركة في مؤتمر EHDI السنوي لعام 2023 المقام في الولايات المتحدة الأمريكية، ولاية أوهايو في مدينة سينسيناتي جامعة DUKE، شارك فيها البحث ببوستر رقمي.
وبعدها كانت تجربتي مع مقالة بحثية قيد التحكيم حالياً في مجلة على منصة Springer Nature وهي عن طفل راجع العيادة بتشوهات خلقية متعددة MCA. كنت أمام طفل يعاني من نقص سمع، تعدد أصابع، انشقاق حنك، وبقع قهوة بالحليب. وقارنت في المقالة الموجودات السريرية للحالة مع موجودات سريرية لمتلازمات أخرى معروفة وموثقة في الأدب الطبي، لكن الفرق أن تلك المتلازمات مترافقة مع صيغة صبغية معينة قمت بشرحها بالتفصيل في المقالة، أما في حالة هذا الطفل وبعد متابعة التحليل الصبغي تبين أنه طبيعي الصيغة الصبغية (46,XY) وهنا وضحت المقارنة بين صفات متلازمية مع صيغة صبغية طبيعية، ومتلازمات معروفة سابقاً مع صيغة صبغية غير طبيعية، كي أنوه لأهمية الدراسات الجنينية، وأهمية رفع الوعي المجتمعي تجاه زواج الأقارب، باعتبار أن هذا الطفل ولد نتيجة زواج أقارب من الدرجة الأولى.
حدثينا عن تجربة فوزك بجائزة أفضل عشر بوسترات بحثية علمية في المؤتمر الأخير لأكاديمية الشرق الأوسط لطب أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحة الرأس والعنق في دبي.
كانت هذه المشاركة حصيلة رحلة من البحث العلمي. سبق لي أن شاركت في مؤتمر IFOS عام 2023. وبهذا العام شاركت في مؤتمر أكاديمة الشرق الأوسط لأطباء الأذن والأنف والحنجرة وتحديداً في مسابقة هاينز شتاينبرجر وحصلت على جائزة أفضل عشر بوسترات بحثية علمية من ضمن أربع وخمسين بوستراً بحثياً مشاركاً من مختلف أنحاء العالم.
حقيقة كانت تجربة رائعة، لن أنساها مهما تجددت. كانت مسابقة مليئة بالتحدي وبأجواء تنافسية عالية. ولا يسعني سوى القول بأن كل المشاركين كانوا يستحقون الفوز، فالجميع قدموا أبحاثاً مهمة، وبمجهود عالٍ. عند البدء بإذاعة الأبحاث الفائزة بالجوائز كان الشعور جميلاً جداً، أتمنى بصدق للجميع تجربة هذه اللحظة. وكنت الممثلة الوحيدة في المؤتمر عن بلدي سورية، وكان لي الفخر بذلك.
ما هي الخطوة القادمة بعد نيل الماجستير والتحضير للدكتوراه؟
كانت إحدى الخطط أن أدرس الدكتوراه والحمد لله أنا الآن طالبة دكتوراه سنة أولى بقسم الأذنية بمشفى المواساة الجامعي، وأنهي السنة الأولى بشهر آب من عام 2024 ، مدة الدكتوراه ثلاث سنوات، وحالياً أنا أفكر بالبحث الذي سأقدمه لنيلها، يجب أن يكون بحث يحقق فائدة على مستوى بلادي وعلى مستوى قسمي وجامعتي، مطلوب دائماً من طالب الدكتوراه أن يقدم شيئاً جديداً وأن ينافس بحثه الأبحاث العالمية، وبنفس الوقت الطموح لن يتوقف والدكتوراه ليست الحد، فالعلم مستمر ما دامت الحياة مستمرة، وأملي المستقبلي وشغفي هو جراحة الأذن وتحديداً عند الأطفال ما يسمى pediatric otolaryngology ، حيث يوجد فقط 600 طبيب في العالم بهذا الاختصاص.
نحن نحبك جداً وحضرتك تركت أثراً كبيراً ومحبة بقلوب طلابك، من هم الأساتذة الذين قد أثروا فيك؟
وأنا أيضاً أحبكم جداً وأعبر عن حبي لكم بثقتي بكم فأنتم شباب سوري واعد طموح يتحمل المسؤولية وتستحقون الكثير، وإيماني أنا وكل أساتذتكم بكم كبير.
هذا أصعب سؤال… كيف أسمي؟! بعدما دخلت مجال التدريس شعرت بمدى صعوبة المهمة. أتمنى أن تعيشوا هذه التجربة إن شاء الله، فالعطاء صعب جداً، يحتاج جهداً كبيراً.
شكراً لكل أستاذ. أولاً أساتذة الحياة الأولى والدي ووالدتي أول أساتذة لي، أساتذة مدرستي، نحن دائماً حصيلة جهد سابق، شكراً لكل أستاذ في كلية الطب البشري دخل إلى المدرج وتحمل عناء الوقوف وعناء إعادة المعلومة وعناء العطاء والتحضير وتحمل الطلاب بمختلف النماذج، شكراً من القلب لكل أستاذ وكل مشرف دون استثناء بقسم الأذن والأنف والحنجرة بمشفى المواساة الجامعي، هناك أساتذة وقفوا بجانبي دراسياً، في المحاضرات، في الدوام اليومي، في العيادة والإشراف والإسعاف، وأساتذة أمسكوني الأدوات في الجراحة ووثقوا بي عندما أعطوني المشرط وقالوا “ابدئي” ، هناك أساتذة وثقوا بي في مجال البحث العلمي وكانوا معي خطوةً خطوة حتى كتبت أول كلمة بأول مقال. شكراً لكل شخص أعطى من وقته دقيقة أو أكثر.
كيف تحاولين الموازنة بين العمل في المشفى والعيادة والتدريس والمهام الأخرى؟
لن أجيب إجابةً تقليدية ولن أقول بتنظيم الوقت، تنظيم الوقت إحدى الأدوات وأحياناً يفلت من بين أيدينا ولكن نحاول، هناك جهد كبير للموازنة. هناك أيام من عدم النوم، لكن طالما امتلكت الرغبة والإرادة والإيمان بأني أريد أن أكون مدرّسة وأريد أن أعمل في العيادة وأتابع تحصيل الدكتوراه وليس لدي خيار آخر، هذا خياري الوحيد.. أكون أو لا أكون أنجز أو لا أنجز.
لا أستطيع قول أن تامار هي نتاج نفسها. أنا لست نتاج نفسي فقط، مثلما أتعب أنا هناك من يتعب معي، أهلي، أساتذتي، زملائي دائماً يداً بيد، طلابي الذين يرجعون عليّ بتلقيم راجع إيجابي. فأحياناً أبدأ بتحضير محاضرة اليوم التالي في الحادية عشرة ليلاً، في يومي الذي بدأ في السادسة صباحاً، لكنني أعلم أن هناك من سأقف أمامهم غداً وأعرض أمامهم المعلومات، فإما أن أكون قادرة على حمل المسؤولية، أو أنسحب.
كلمة منك لفريق العدسة:
كلمة شكراً لن تكفي، لكن اقول لكم شكراً من القلب على مبادرتكم اللطيفة في هذه المقابلة. وشكراً لكون الطالب محوراً لأعمالكم ومشاريعكموأتمنى لكم كل التوفيق في اليوم وغداً في جميع أعمالكم.
بدورنا، نشكر د. تامار على تجربتها ووقتها الثمين، ونتمنى لها دوام التوفيق♥️😌