شفاء أول امرأة في العالم من فيروس نقص المناعة البشرية باستخدام علاج جديد.
✓ أعلن العلماء يوم الثلاثاء الفائت أن امرأة من عرق مختلط هي ثالث شخص يتم علاجه من فيروس نقص المناعة البشرية على مستوى العالم ،
وذلك باستخدام طريقة جديدة تتضمن زرع دم الحبل السري والتي تفتح إمكانية علاج المزيد من الأشخاص من خلفيات عرقية متنوعة أكثر مما كان ممكناً في الماضي.
قدم الباحثون بعض تفاصيل الحالة الجديدة يوم الثلاثاء في مؤتمر الفيروسات القهقرية والعدوى الانتهازية في دنفر ، كولو.
يتوفر دم الحبل السري على نطاق واسع أكثر من الخلايا الجذعية البالغة المستخدمة في عمليات زرع نقي العظم التي عالجت المريضين السابقين ،
ولا تحتاج إلى أن تكون مطابقة بشكل كبير مع المتلقي.
معظم المتبرعين في السجلات هم من أصل قوقازي ،
لذا فإن السماح بمطابقة جزئية فقط له القدرة على علاج عشرات الأمريكيين الذين لديهم كلاً من فيروس نقص المناعة البشرية و السرطان كل عام .
قال الباحثون:
إن الجنس والخلفية العرقية للحالة الجديدة تمثل خطوة مهمة إلى الأمام في تطوير علاج لفيروس نقص المناعة البشرية.
حيث أشار الباحثون أن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية يُعتقد أنها تتقدم بشكل مختلف لدى النساء عن الرجال ،
و في حين أن النساء يمثلن أكثر من نصف حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم ، إلا أنهن يشكلن 11 % فقط من المشاركين في تجارب العلاج.
لا تعد زراعة نقي العظم خياراً جيداً لمعظم المرضى.
حيث تعتبر عمليات الزرع هذه مجازفة كبيرة ومحفوفة بالمخاطر ،
لذلك يتم تقديمها بشكل عام فقط للأشخاص المصابين بالسرطان الذين استنفدوا جميع الخيارات الأخرى.
لم يكن هناك سوى حالتين معروفتين من فيروس نقص المناعة البشرية تم علاجها حتى الآن.
بقي المريض الأول الذي يُشار إليه باسم “مريض برلين” ، خالياً من الفيروسات لمدة 12 عام ، حتى توفي عام 2020 بسبب السرطان.
في عام 2019 ، تم الإبلاغ عن شفاء مريض آخر من فيروس نقص المناعة البشرية ، مما يؤكد أن حالة المريض الأول لم تكن مجرد مصادفة.
تلقى كلا الرجلين عمليات زرع نقي العظم من متبرعين يحملون طفرة تمنع العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية.
تم التعرف على الطفرة في حوالي 20000 متبرع فقط ، معظمهم من أصل شمال أوروبا.
تم تشخيص المرأة ، التي تجاوزت منتصف العمر الآن بأنها مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية منذ يونيو 2013.
حيث أبقت الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية مستويات الفيروس منخفضة.
و في مارس 2017 ، تم تشخيص إصابتها بابيضاض الدم النقوي الحاد.المريضة المعالجة و المصابة أيضاً بسرطان الدم ،
تلقت دم الحبل السري لعلاج ابيضاض الدم من متبرع مصاب بطفرة تمنع دخول فيروس نقص المناعة البشرية إلى الخلايا ولكن مطابق لها جزئياً ،
بدلاً من الممارسة المعتادة المتمثلة في العثور على متبرع بنقي العظم من بنسبة تطابق عالية.
ولكن قد يستغرق الأمر حوالي ستة أسابيع حتى تبدأ خلايا دم الحبل السري بالعمل ، لذلك تم إعطاؤها أيضاً خلايا جذعية دموية متطابقة جزئياً من قريب من الدرجة الأولى.
حيث عملت كجسر أوصلها لنقطة بدء عمل خلايا الحبل السري.
غادرت المرأة في الحالة الأخيرة المستشفى بحلول اليوم السابع عشر بعد الزرع و لم تصاب بداء الطعم ضد الثوي .
و يبدو إن الجمع بين دم الحبل السري وخلايا قريبها ربما يكون قد أنقذها من الكثير من الآثار الجانبية الوحشية لعملية زرع نقي العظم النموذجية.
اختارت المريضة التوقف عن العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية بعد 37 شهراً من الزرع.
بعد أكثر من 14 شهراً ، لم تظهر عليها الآن أي علامات تدل على وجود فيروس نقص المناعة البشرية.
في اختبارات الدم ، ولا يبدو أن لديها أجساماً مضادة للفيروس يمكن اكتشافها.
و قال الخبراء إنه من غير الواضح بالضبط لماذا تعمل الخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري بشكل جيد.
أحد الاحتمالات هو أنها أكثر قدرة على التكيف مع البيئة الجديدة.
قد يحتوي دم الحبل السري أيضاً على عناصر تتجاوز الخلايا الجذعية التي تساعد في عملية الزرع.
يمكن للأدوية القوية المضادة للفيروسات القهقرية السيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية ، لكن العلاج هو المفتاح لإنهاء الوباء المستمر منذ عقود.
في جميع أنحاء العالم ، يعيش ما يقرب من 38 مليون شخص مع فيروس نقص المناعة البشرية ، ويتلقى حوالي 73 % منهم العلاج.
نأمل أن ينجح العلماء بتطوير هذا النوع من العلاج ليكون باباً لشفاء الكثير من المرض و تخفيف معاناتهم.
إعداد وترجمة: وجدي فارس أبو حسين
تصميم الصورة: حمزة أبو حسون