في يومنا هذا وبفضل التثقيف الصحي، أصبحت دودة الإسكاريس معروفة لدى البعض بخطورة أعراضها الهضمية والمشاكل المتعلقة بها.
ولكن يغيب عن ذهن الكثيرين إمكانية تفاديها للجهاز الهضمي وانتشارها لأجزاء أخرى من الجسم.
هذا ماتمت مشاهدته عند تحضير مقطع عرضي روتيني لرأس وعنق الإنسان أثناء تدريس مادة التشريح، إذ شوهدت ٣ ديدان ناضجة من نوع الصفر الخراطيني (الإسكاريس) في الجيوب الفكية (٢ ذكور وأنثى) ، و٣ في الجيب الوتدي (٣ إناث)!
طول هذه الديدان بلغ حوالي 11-7 سم، وبالفحص تحت المجهر الضوئي لجدار الجيب الفكي، تم اكتشاف عدة بيوض للدودة على علاقة وثيقة بالظهارة.
قدرة الأسكاريس الناضجة على الهجرة موثقة بشكل جيد وغالباً ما تتضمن الأقنية الصفراوية والبنكرياسية (حسب ASRAT & ROGERS 1995).
فقد سببت هذه الدودة التهاب بنكرياس حاد في 23% من 256 مريض في دراسة في كشمير، الهند (حسب KHUROO et al., 1993).
كما تم استخراج الديدان و نزح القناة الصفراوية المشار اليها في 32% من 156 مريض كانوا يعانون من داء الأسكاريس الكبدي الصفراوي والبنكرياسي، وأدى النزح واستخراج الديدان إلى تحسن سريع في الاعراض لدى أغلب المرضى (حسب KHUROO et al,.1993).
في حالتنا المعروضة، كان اتساع فوهة الجيوب بين 3 و 4 ملم، مما كان كافياً لتعبر الدودة الناضجة من خلاله إلى الجيوب.
ليس لدينا علم بأية حالات منبتذة للاسكاريس في الجيوب، والمعلومات السريرية قبل الوفاة في هذه الحالة لم تكن متوفرة.
لكن خصوبة الاسكاريس عالية، وحقيقة أنه تم العثور على عدد قليل من البيوض في الجيوب يوحي بأن هذه الديدان كانت غير ناضجة أو أن هناك تقليل في إنتاج البيوض إما بسبب الاكتظاظ أو لعدم كفاية تغذيتها.
أما الآن، فنتمنى أن تكون قد أدركت حقاً خطورة هذه الدودة ولو كانت نادرة الهجرة، ليبقى سلاحنا الوحيد هو التشخيص والكشف المبكر للمسارعة بالعلاج.
ترجمة وإعداد: جاد منصور
المصدر: oxford academic