منذ حوالي اليومين، أطل علينا إيلون ماسك بخبرٍ قد يبدو مجنوناً ما لبث أن تصدر الإنترنت.
شريحةٌ صغيرةٌ بحجم قطعة نقودٍ تم تطويرها لتزرع في الدماغ، قد تمنحنا قدراتٍ لم نكن نحلم بامتلاكها!
ما الهدف منها؟ هل سنصبح أنصاف روبوتات؟
كان الهدف من تطوير نيورالينك هو علاج المشاكل والإصابات العصبية المركزية (للدماغ والنخاع الشوكي) بزراعة جهاز لا يمكن ملاحظته!
أي أن يستعيد المصاب قدراته، وفي ذات الوقت يشعر ويبدو للآخرين كأنه طبيعيٌ تماماً.
ما الأمراض التي سيمكن لنيورالينك معالجتها؟
العديد من الأمراض التي قد يعجز العلم الحالي عن علاجها!
كفقدان الذاكرة، والصمم، والعمى، والشلل، والاكتئاب، والأرق، والآلام الشديدة، والاختلاجات، والقلق، والإدمان، والنشبات، وأذيات الدماغ!
بل ويتوقع أنها مستقبلاً ستقرأ المواد الكيميائية في جسدك لتتنبأ بإصابتك ببعض الأمراض حتى تعالجها قبل أن تظهر أعراضها!
المبدأ السحري!
لأن السمع والبصر والإحساس والألم والأوامر الحركية كلها تأتي من كمونات عمل وسيالاتٍ عصبية
فإننا إن تمكنا من إصلاح الاضطرابات في مسير السيالات العصبية، فسنتمكن من أن نعيد هذه القدرات للمريض!
كيف سنعدل على السيالات؟
نحن بحاجةٍ إلى جهازٍ يمكنه “قراءة” النشاط الكهربائي للدماغ، وكذلك “كتابته” أي إنتاج النشاط الدماغي.
وهذا تماماً ما تفعله نيورالينك!
سوف تقرأ الكثير من معطياتك، مثل توضعك في الفراغ و وأوامرك الحركية وحواسك، ودرجة حرارتك وضغط الدم لديك وغيرها
كما أنها ستنتج نشاطاً دماغياً، أي أنها ستعطي الأوامر العصبية تماماً كما تفعل العصبونات في دماغك.
ماذا عندما ينتهي شحن الجهاز؟
إن بطارية نيورالينك تدوم حوالي اليوم الواحد، وهي تشحن لاسلكياً لذا يمكنك شحنها ليلاً عندما تنام.
زراعة الشريحة: الجراحة الأدق في العالم!
بدايةً إن شريحة نيورالينك هي بحجم قطعة نقدية كبيرة، تنطلق منها إلكترودات رفيعةٌ للغاية.
لتركيب الشريحة، ستتم إزالة قطعة من جمجمتك تساوي قياس الشريحة، وسيتم وضع الشريحة كبديلٍ لقطعة العظم المزالة.
إن ثخانة نيورالينك 8 ملم، لهذا هي تتناسب جيداً مع ثخانة الجمجمة.
وسيتم غرس الإلكترودات التي تنطلق من الشريحة ضمن النسيج الدماغي بدقة عظيمةٍ حتى أنك تكاد لا تنزف أثناء ذلك!
ثم سيتم إغلاق كل شيءٍ وتكون انتهيت من زراعة الشريحة!
لن يظهر أي جزءٍ من الشريحة للخارج، ولن تترك سوى ندبٍ صغيرٍ يغطيه الشعر فلا يظهر للعيان.
ما مدى أمان العملية؟! ألن تخرب جزءاً من الدماغ؟؟!
ستكون العملية آمنة للغاية، وسيجريها لك روبوت! نعم روبوت جراحيٌ خاص، أدق من اليد البشرية بكثير!
ولأن الإلكترودات دقيقةٌ جداً فإنك لن تنزف ولن تصيبك أية أذياتٍ دماغيةٍ أبداً بالمقارنة مع التقنيات المتاحة حالياً.
فمثلاً تحريض الدماغ العميق Deep brain stimulation الذي يستخدم حالياً لعلاج بعض الأمراض المستعصية يدمر ما يساوي حجم مكعب سكر من المادة الدماغية.
نيورالينك ستكون أكثر أماناً بكثير!
من الجدير بالذكر أن الشريحة تُطَوَّر بالعمل مع الـFDA، وقد وعد ماسك أنهم لن يكتفوا بتحقيق معايير الأمان التي فرضتها عليهم الـFDA، بل ستملك نيورالينك أقصى أمانٍ ممكن.
ساعة واحدة فقط!
مدة العملية لن تتجاوز ساعةً واحدةً
وستخرج من المستشفى في ذات اليوم!
ويمكنك إجراء العملية بلا تخديرٍ عامٍ لو رغبت!
ماذا لو أردت إزالة الشريحة لاحقاً؟
لا مشكلة، فهذا ممكن، يمكنك إزالتها بدون أية عقابيل.
سيمكنك أيضاً إزالتها لاستبدالها بنسخةٍ أحدث من الشريحة إذا رغبت.
هل تمت تجربة الشريحة؟ وهل تعمل حقاً؟
تمت تجربة زراعة الشريحة على الخنازير، كما تمت تجربة إزالتها، أو حتى زراعة شرائح متعددة في نفس الوقت.
لم يسبب ذلك أية أذيةٍ للخنازير.
لنتأكد من أنها تعمل حقاً، علينا التأكد من أنها تقرأ النشاط الدماغي وتنتجه:
1. دليل قراءة النشاط الدماغي:
تمكنت نيورالينك من قراءة النشاط الدماغي للخنازير والتنبؤ بالكيفية التي ستحرك بها أطرافها بدقةٍ عالية.
2. دليل إنتاج النشاط الدماغي:
في الصورة، نرى باللون الأحمر الالكترود يطلق التيار الكهربائي فتنطلق السيالة العصبية ويبدأ النشاط الدماغي
وباللون الأخضر نرى لعصبونات الدماغية تستجيب للتيار الذي يطلقه الإلكترود.
التجارب على البشر!!
أعلن إيلون ماسك أنهم يتجهون الآن لإجراء الأبحاث الطبية والتجارب على البشر.
وستكون التجربة الأولى موجهةً للمصابين بالشلل النصفي السفلي paraplegia، والشلل الرباعي tetraplegia.
على المدى الطويل، عبّر ماسك عن رغبتهم في زراعة شريحتين:
1- الأولى في الدماغ، لتقرأ النشاط الدماغي
2-والثانية بعد منطقة الإصابة لتتلقى الأوامر من الشريحة الأولى وترسلها للأعضاء التالية.
وبالتالي نكون قد تجاوزنا منطقة الإصابة أو منطقة انقطاع النخاع الشوكي او ما شابه.
وكأننا استخدمنا شنت عصبي!
وبهذا بأملون أن يمكّنوا المريض من استعادة قدرته على تحريك كامل جسده.
ماذا عن التكلفة؟
رغم أن التكلفة البدئية ستكون باهظةً حقاً، إلا أن الهدف النهائي هو الوصول إلى تكلفة للجراحة والشريحة معاً تقدر بحوالي عدة آلافٍ من الدولارات.
لتشبه بذلك عملية الليزك.
آمالٌ للمستقبل
يأمل الباحثون أن تتمكن نيورالينك مستقبلاً من حفظ الذكريات وتخزينها سحابياً لإعادة تنزيلها في حال حاجتها
كما يأملون أن يوفروا قدرة “البصر الخارق”، كأن ترى بالأشعة تحت الحمراء لو رغبت
والقدرة على التواصل عبر الأفكار بدون الحاجة للكلام حتى!
أو حتى تصدير التصاميم والرسومات من عقلك مباشرةً إلى الحاسوب!