لقاء وليس كأيّ لقاء يتصف بالبسمة الدائمة على وجهه دائما ما يتواجد بين الطلبة ولطالما ساندهم وحفزهم وغيّر وجهة نظر الكثيرين عن الهندسة الزراعية
كان لنا الشرف أن نلتقي بالدكتور أنور أحمد رمضان الحائز على إجازة دكتوراه في إدارة الموارد المائية من جامعة حلب عام 2005 وقد ناقشنا معه العديد من المشكلات ووجهنا له بعض الأسئلة :
عن حياته ونشأته :
ولدت بتاريخ 1\10\1973، ابن حرب تشرين التحريرية…
نشأت ودرست في محافظة حمص. متزوجٌ وأبٌ لثلاثة أولاد (ابنتين وابن)
حدثنا عن الشهادات العلمية التي حصلتم عليها، والمناصب التي استلمتوها أثناء عملكم، والمواد التي درّستموها، والمقالات التي نشرتموها .
– خريج جامعة حلب كلية الهندسة الزراعية شعبة عامة ، عُيّنت معيداً في جامعة البعث عام 1999، دبلوم حراج وبيئة .
– وفي عام 2003 حصلت على ماجستير حراج وبيئة في اختصاص تنمية الموارد المائية، ثم حصلت على الدكتوراة بجامعة حلب ( إدارة الموارد المائية ) .
أما المواد التي درّستها فهي:
– مناخ وأرصاد وعلم بيئة في كلية الهندسة الزراعية بجامعة البعث.
– درّست أربع سنوات في كلية العلوم مادة أساسيات علم البيئة النباتية.
– درّست مواداً في كلية الصيدلة مثل النبات 1و 2.
– درّست مادتي هيدرولوجيا وهيدروبيولوجيا لطلاب الهندسة المدنية.
– درّست مواداً لطلاب السنة الرابعة والخامسة زراعة تعليم مفتوح.
أما المقالات التي قمت بنشرها هي كثيرة ومنها :
نشرت عدداً من الأبحاث في مجلة جامعة حلب، وفي جامعة البعث حوالي خمس مقالات، وذلك بالإضافة إلى العديد من المؤتمرات.
حدثنا عن الصعوبات التي عانيتم بها أثناء دراستكم وكيف استطعتم التغلب عليها .
– انتقالي من محافظة حمص إلى حلب كان عقبةً بسيطةً استطعت التغلب عليها، واعتبرتها عقبةً لاختلاف البيئة، إضافةً إلى أن معظم العائلات في حمص من ذوي الدخل المحدود .
– أحد أسباب نجاحي في مسيرتي الدراسية هو إخلاصي لوالدي الذي كان محفزاً بالنسبة لي، بالإضافة إلى دعم أمي المستمر وحرصها الدائم على أن أكون الأفضل .
حدثنا عن تجربتك أثناء الغربة… ولماذا لست في الخارج رغم كل هذه الظروف .
– درست في جامعة حلب، وتابعت دراستي فيها، وذلك على الرغم من أنه قد عُرض علّي السفر إلى بريطانيا قبل انتهائي من نيل شهادة الدكتوراة بسنة. وبعد تقديمي ونجاحي في امتحان اللغة وقبولي للسفر… اعتذرت عن السفر بصراحة لسببين:
– الأول أنني أخذت بنصيحة مديرة العلاقات الثقافية أن أنهي دراستي في بلدي وأحقق هدفي بنيلي شهادة الدكتوراة وأن أكون أصغر دكتور في سوريا.
– والسبب الثاني هو الأجر الضعيف إلى حدٍّ ما.. ما لايستحق أن أترك بلدي لأجله.
– وكذلك رُشحّت من قبل البحوث العلمية لـ بلغاريا في دكتوراة في تربية النبات واعتذرت أيضاً.
– لم أرغب إطلاقا في ترك بلدي في بداية الظروف، على الرغم من أنني سافرت لفترة قصيرة إلى لبنان والأردن.
– وفي الشهر الأخير من العام الماضي سافرت لحضور مؤتمرات عديدة في الأردن، ولم أفكر للحظة في ترك بلدي، فأنا أفضّل دراستي وعملي على مرارة الغربة.
نصائحكم العلمية والتوجيهية النابعة من خبرتكم الطويلة لطلاب الهندسة في جامعة البعث ولكل طلاب الجامعات السورية الأخرى .
على كل طالبٍ أن يحب هدفه بشدّةٍ وأن يتمسك به وأن يسعى إلى التميز به بكل ما أوتي من قوّة وإرادة، وذلك لكي يصل إلى حلمه.
كيف استطعت أن تكسب محبة الطلاب لشخصيتك الكريمة؟
أتمنى أنني قد حققت ذلك فعلاً…
المحبة متبادلةٌ بأسلوب جميل ومواقف رائعة مع طلابنا الأعزاء.
فأنا أتعامل مع كل طالب كأنه أخي، ابني، ابن عمي..
وأسعى أن أعطيه أفضل ما لديّ، فأنا أحاول تأدية الأمانة الموكلة إليّ كـ دكتور وكصديقٍ للطالب
نحن اليوم نرى طلاب يحصدون معدلات عالية دون خبرة عملية ونرى العكس.. فما رأيك في هذه الظاهرة ؟
طلاب المعدلات العالية يدرسون بجد وربما يكون عندهم بعض الأنانية.. أعتقد أنه يجب إيجاد آلية محددة لتكون الامتحانات عملية أكثر ، لكي يستوي الطالب الذي يعتمد على الحفظ البصم مع طالب يفهم المادة .
هل هناك حلم لم تحققه وتتمنى أن تراه في أحد أبناءك ؟
الحمدلله .. أستطيع أن أقول أنني حققت نسبة كبيرة من أحلامي والشيء الذي لم أحققه استبدله الله بما هو أفضل بكثير
ولا ننسى أن أمنيات أطفالنا تختلف عن أمنياتنا اختلافاً كبيراً.
ماهي الطريقة التي تنصح بها الطلاب لدراسة أي مقرر لتحقيق أكبر نسبة فائدة علمية وعملية، وما هو منهجكم في تقديم المحاضرة؟
– كل مقرر وله مفتاح لدراسته… لكن يوجد مفتاح مشترك لجميع المقررات، وهو أن تدرس وتجتهد به ولا تعيش في ظل ضغوطات دراسية وكثافة المواد وصعوبتها.
– بالنسبة لي أحب أن أكون بين الطلاب دوماً وأن أعلمهم كيف يفكرون..
– أفضّل الجلوس بينهم ومشاركتهم آرائهم وأسئلتهم وأتّبع في بعض الأحيان طريقة عرض مقاطع فيديو للطالب لجعل المادة أكثر متعة ولنخرج من أسلوب السطور والصفحات ومحتواها التقليدي وأحاول أن أتجه نحو الفائدة العملية، خصوصا أن العلم يتجه نحو التطور والتجديد .
كمهندس… أيهما تفضل؛ العمل الإداري والتدريس في الكلية أو العمل في مشاريع هندسية؟
برأيي وفي الوضع الراهن ومع حبّي لعملي التدريسي في الكلية، قليلون هم الذين يحبذون العمل الإداري والدوام اليومي، وبالمقارنة مع مشروع خاص، يستطيع أي مهندس القيام به والنجاح في مجاله.
برأيك ما الفرق بين طلاب الماضي وطلاب الحاضر؟
طلابنا مظلومون إلى حد ما بسبب ضعف التجهيزات، وبالتأكيد الأوضاع المعيشية كانت أسهل في الماضي بالمقارنة مع الحاضر، فقد أصبحت تؤثر سلباً على الطالب
ونحن كمدرّسي مقررات نتمنى أن تكون هناك مخابر مجهزة بشكل أفضل من حيث الأدوات والمجاهر مثلاً، وأن تكون هناك رحلات علمية أكثر، لكن الميزانية تعطى دائما للشيء الأكثر أهمية .
– الدكتور أنور رمضان خارج أوقات العمل؟ وما هي هوايتك؟
أنا شخص لدي عائلتي التي لها أغلب وقتي الخاص وهي من أولوياتي طبعاً.
هوايتي كرة القدم التي أتابع أخبارها بشكل دائم، وقد كنت لاعباً لنادي الكلية لكرة القدم، وفريقي المفضل الكرامة السوري، وأحب كذلك السباحة والمطالعة .
ما هي الدوافع التي أوصلتكم لاختيار الهندسة الزراعية؟
في الحقيقة كانت رغبتي الهندسة المدنية… لكن الظروف لم تلبي طموحاتي، ودخلت الهندسة الزراعية. ورغبتي بأن أكون شخصاً مميزاً وأن أبدع في المكان الذي وضعت فيه وألا أقبل أن أكون عادياً ولا رقماً من الأرقام .
ما هو سر دراستكم للهندسة الزراعية؟ وما أكثر شيء رسخ في ذاكرتكم ؟
في كل سنة من السنوات الدراسية كنت أجرب طريقة في الدراسة لأصل لهدفي، طبعا والدي كان قدوة لي بتعبه في عمله كنت أتخيله بين صفحات الكتاب وهذا الشيء الذي حفزني على التستمرار والمواظبة.
أما ما رسخ في ذاكرتي هو أستاذي الدكتور #جميل_عباس
كان أباً وأخاً وصديقاً أخلاق عالية فقد أكملت دراساتي (دبلوم، ماجستير، دكتوراة) عنده، ويسرني أن أتقمص شخصيته.
جملة تقولها وتؤكد عليها أثناء محاضرتك
ادرس وتعلم كي تصبح ناجحاً… فالنجاح لا يأتي إلا من الدراسة بجد لتكون مهندساً زراعياً ناجحاً في مجاله، فالمهندس الزراعي يُختبر مرّةً من قبل فلاح ليثبت ذاته، فيسأله عن مرضٍ لنبات ما، فإذا عرف الداء والدواء كان ثقة للفلاح ولغيره.
كلمة منكم لفريقنا فريق “عدسة طالب هندسة”
فكرة رائعة جداً وأحببتها كثيراً، أتمنى لكم المزيد من التألق، وأن يكون فريقكم صورةً للجامعات وصوتها… وأتمنى لكم النجاح الدائم
وبدورنا نتقدم بالشكر للدكتور أنور على استقباله اللّطيف ونتمنى لهُ التألّق الدائم.
كان في شرف اللّقاء :
كارولين الحلاق
بيان الزين
عبد الله كنعان
ريتا الدرويش
عمار إسماعيل