خريج جامعة #تشرين في الهندسة الميكانيكيّة ، الأوّل على دُفعته والخريج الأوّل بكُليّته ، حاصلٌ على شهادة الباسل أربع مراتٍ ، دكتور في الهندسة الميكانيكيّة من ألمانيا ، مكافح لإيصال معلومته إلى طلبته ، متميز في أساليبه .
لقاء عدستنا اليوم مع شخصيّة مميّزة الدّكتور المُهندس #وسام_قدّار
لمحة عن حياته ودراسته :
– الدّكتور وسام قدّار من مواليد #دمشق عام 1977 ترعرعتُ في #دمشق وعندما كُنت في العاشرةَ مِن عمري انتقلتُ إلى اللاذقية التي أعيش فيها إلى يومنا هذا
– درستُ هندسة الميكانيك في جامعة تشرين تخرّجت عام 2001 وكنت الخريج الأول بها في اختصاصي.
– تم إيفادي إلى ألمانيا لمتابعة دراسة الدّكتوراه عام 2004 بقيت في ألمانيا حوالي الست سنوات ، عُدت أواخر عام 2010 بدأت في التّدريس عام 2011 في جامعة تشرين .
– في عام 2012 التحقت بالخدمة الإلزاميّة وتم تسريحي نهاية عام 2014 وعدت إلى التّدريس في جامعة تشرين كمدرس في كلية الهندسة الميكانيكيّة والكهربائيّة في عام 2015 .
– هنا لا يمكنني الحديث عن صعوبات في المرحلة الدراسية طالما أنني كنت أعيش في كنف أهلي وليس لدي من همّ سوى الدراسة ، أي عملياً لا يوجد صعوبات غير صعوبات الدّراسة التّي لم تكن مشكلة بالنسبة لي أساساً، لا بل كنت أستمتع بها ، الصّعوبات كانت مقتصرة في المرحلة الثانويّة على الصف الثاني عشر منها . وهذا عائد برأيي لخلل في النظام التدريسي لدينا ساهم في تحويل (البكالوريا) إلى بعبع بالنسبة للتلاميذ.
– أما في ألمانيا لم يكن هناك صعوبات حياتيّة أيضا ، لأن كل شيء كان مؤمّناً ، كوني كنت موفداً، لم يتوجب علي العمل للي أدرس ، إنّما الصّعوبات كانت في أن أثبت نفسي ، على سبيل المثال هنا كنت متفوقا في دراستي ، فكان هذا الشيء نتاج فريق عمل مكون من الأهل ومني أنا وكان كل شيء متوفراً وميسراً بسهولة ودونما جهد كبير ، بينما في ألمانيا توجب علي أن أثبت نفسي لأرى ما يمكنني عمله منفردا ، أيضاً لا يمكنني أن أقارن ذلك مع صعوبات أخرى قد يكون مرّ بها أُناس آخرون ، الأمر برمته كان فقط إثباتاً و اختباراً لذاتي بعيداً عن الأهل والأصحاب والأقارب وخارج البيئة التي اعتدت العيش فيها .
ما هي الشهادات العلميّة التي حصلتم عليها ؟ وما هي المقرّرات التي تدرّسونها ؟
– الشهادات العلمية : حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة تشرين .
حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية بتخصص التصنيع التوليدي بواسطة الليزر من جامعة دويسبورغ – إيسن في ألمانيا .
– مدرّس لمقرر الميكانيك الهندسيّ 1 إستاتيك لطلّاب قسم التّصميم والإنتاج للسّنة الأولى .
– مقرّر مقاومة المواد 2 لطلّاب قسم التّصميم والإنتاج السّنة الثالثة .
– مقرّر طرائق التّصنيع 1 لطلاب هندسة القوى الميكانيكيّة .
– مقرّر تصميم آلات لطلاب السنة الثالثة هندسة .
– ميكاترونيك قسم المتميّزين .
– إضافة للغة الألمانيّة في المعهد العالي للغات .
ما الدّوافع التي أوصلتكم للهندسة ؟ وما سرّ دراستكم لهندسة الميكانيك ؟ أثناء مرحلتكم الجامعيّة ما أكثر شيء رسخ بذهنكم ؟
– لا أخفيكم أنّ دخولي لكلية الميكانيك كان عن رغبة كبيرة ، كنت أحب السيارات والتصنيع ، معرفة تركيب الآلات وتصليح الأشياء والأجهزة المعطلة ومحاولة الاستفادة منها بشكل أو بآخر، عند دخولي للجامعة بأول سنة صُدمت بالمقررات فلم أكن أتوقع هذا الكم الهائل من الرياضيات البحتة والفيزياء والكيمياء و …. أشياء لم اطأشعر في البداية أن لها أي علاقة بالميكانيك ، في الفصل الأول حملت مادتين ، عند دخولي الفصل الثاني كان أكبر همي ترفيع موادي فقط والنجاح في السنة ، فوصلنا آخر العام وبعد صدور المعدلات ، صدر لي ترتيب فكنت الخامس على الدفعة حينها ، أما في السنة الثانية بدأ الأمر يتغير كدخول مواد الرسم الهندسي والميكانيك التخصصية و التصميم وما شابه ذلك الأمر الذي أحببته وبرعت فيه ، فانتهت السنة بترتيب أيضاً فكنت الأول حينها ، الشيء الذي شجعني أيضاً هي شهادة الباسل والجائزة فيها التي كانت محفزة في ذلك الوقت ، وفي السنة الثالثة كنت الثاني و الأول في الرابعة والخامسة، وكنت الخريج الأول في الكلية في قسم هندسة التصميم والإنتاج آنذاك .
هل تفكر بالسفر مجدداً ؟
– كنت مقتنعا تماما بالعودة ، عدت إلى سورية أواخر عام 2010 وكانت الحياة لاتزال سعيدة في بلادنا وكان بإمكاني البقاء 3 أشهر إضافية مدفوعة من الدولة في سوريا لإنهاء الإجراءات الخاصة بعودتي وإنهاء جميع أموري في ألمانيا (تأمين صحي – إيجارات – بالإضافة لاستلام الشهادة … ) إلا أني وبعد بقائي لمدة 6 سنوات في ألمانيا لم أكن أصدق متى أعود إلى سوريا وكما قلت أنني عدت برغبة كبيرة جداً ولا أفكر حالياً بالسفر للالتزام المعنوي والوجداني مع البلد والتزامي بعقدي مع الجامعة هنا وواجبي الخاص تجاه جامعتي وأهلي .
نصائحكم العملية والتّوجيهية النّابعة من خبرتكم لطلّاب الهندسة في جامعتكم جامعة تشرين ، وطلاب الهندسة في الجّامعات السّوريّة الأخرى ؟
– طالما أنهم اختاروا عالم الهندسة ، الميكانيك خاصة وباقي الهندسات عامة ، يفترض بهم محبة فرعهم لأنه من المستحيل نجاحهم بفرعهم إن كانوا كارهين له أو حتى غير مقتنعين به ، الهندسة تحتاج حباً كي تبدع بها ، وعدم اكتفائهم بما يعطى لهم في المحاضرات ، يجب على طالب الهندسة خاصة أن يكون فضولياً في العلم ، ويحاول الربط بين النظري والعملي ، أي ألا يكونوا محدودين بدراستهم ، كون المناهج للأسف في بعض الأماكن دون الطموح والتوقع والإمكانيات ، لكن بوجود الإنترنت يمكنهم التوسع بعض الشيء ، وألا يكتفوا بما يعطى لهم في الجامعات .
كمهندس ومدرّس ما هي العقبات التي عانيتم منها بالنّسبة للكليّة خدميّاً وبالنّسبة للطلّاب ؟
– لنعترف جميعنا بأن بلادنا في حالة أزمة ، يمكننا أن نتجاوز بعض العقبات كأعضاء هيئة تدريسيّة ، يمكنني ذكر الكثير من العقبات ، على سبيل المثال البسيط أننا نكون ست أو سبع زملاء بمكتب واحد الأمر الذي سيؤثر على نتاجنا العلمي وعملنا و يؤثّر أيضا على الطّالب الذي يمكن أن يكون لديه مشكلة أو أمر ما ويريد طرحه على أحد الزملاء فبسبب وجود عدد من الدكاترة يتسبب هذا للطالب بالخجل ويكون غير قادر على طرح مشكلته ، وعدم وجود الإنترنت أيضاً ،
أما الصعوبات الأكبر فهي من نصيب أبنائنا الطلبة : منها مثلاً أن الغالبية منهم يحضرون المحاضرات واقفاً لعدم توفر القاعات لاستيعاب هذا العدد الضخم من الطلاب أولا والكراسي أو المقاعد ثانيا، الـ Data Show جهاز واحد أو جهازين نسلمهم لبعضنا بعضا كدكاترة (في حين أنه يجب تزويد كل قاعة درسية بجهاز عرض خاص بها) ، ومن الصعوبات التي تواجه الطلبة: عدم توفر المخابر الكافية والمجهزة بأحدث التجهيزات وووجود نقص في الوسائل التدريسية الاخرى و صعوبة المواصلات … ، فأمام ما يعاني منه الطلبة ننسى ما نعاني منه كأعضاء هيئة تدريسية ، نأمل أن يتحسن وضع البلد عموما ويتم تجاوز كل هذه العقبات .
من هو الدّكتور وسام قدّار خارج أوقات العمل؟ وما هي هوايتكم؟
– خارج أوقات العمل (الذي لايترك لي الكثير من الوقت عموماً) فأنا أحب ممارسة الرياضة ، فالرياضة عندي أساسية لأنها نظام حياة ، وأحب أيضاً السّباحة صيفاً وشتاءً ، نهاية الأسبوع والعطلة الأسبوعية أحاول قدر المستطاع إنهاء التراكمات من أعمال منزلية أو القيام بجولة سياحية قصيرة … ، وأيضاً المطالعة وقتما يسمح لي الوقت .
كمهندس أيهما تفضل : العمل الإداري والتدريس في الكلية أو العمل في المشاريع الهندسية ؟
– أي أحد منا درس مجالاً ما ، فهو يحب العمل في اختصاصه كي يرى العمل على أرض الواقع ، فأنا طبعاً أفضل وجود مشاريع خارج الجامعة ، في الدول الأوروبية يتم ربط الجامعة بالمجتمع ، فترى شركات كثيرة تدعم مشاريعاً طلابيةً … توكل حل مشاكل صناعية للجامعة يتم حلها من خلال مشاريع طلابية في مراحل متعددة بكالوريوس.. ماجستير و دكتوراه ، حيث يستفيد الطالب من الخبرة العملية ، فهذي الشركات عند تعاونها مع الجامعة تقول بتمويل مشاريع الطّلبة وتأمين مستلزمات البحث العلمي .
– أنا أُفضّل عملي ضمن مجالي في القطاع الصناعي ، لكن للأسف ولعدم توفر الإمكانية فعملي هو في مجال التّدريس الذي أحبّه أيضاً ، فأنا أحبّ الاثنين معاً .
ما هي خططك المستقبليّة للسّنوات القادمة في الكليّة ؟
– مهنياً أتمنى أن يكون عندي وقت أكثر لأُطوّر نفسي علميّاً ومهنيّاً ، فأنا أحبّ دوماً أي يكون عندي شيء جديد لأقدمه للطلّاب ، ولأحاول أن أخفّف الهوّة بين المعلومات التي نقدمها لطلابنا وما سيروه خارجاً في حال سفرهم بحيث لا يجدوا فرقاً كبيراً .
ما هي الطريقة التي تنصحون بها الطلاب لدراسة مقرركم لتحقيق أعلى نسبة فائدة علميّة وعمليّة؟ وما هو منهجكم في تقديم المحاضرة ؟
– المقررات التي أقوم بتدريسها معظمها له أساس رياضي ، ومفهوم فيزيائي وفي النهاية يأتي التطبيق الواقعي العملي ، أنا أنصح الطلاب بالفهم الجيد أولاً للأساس الرياضي ، ومن ثم الربط بين المفهوم الرياضي و المفهوم الفيزيائي ، والابتعاد عن البصم ، عدم الاكتفاء بالدراسة البحتة ، فيجب دراسة الشيء وفهمه ، ومحاولة إيجاد تطبيقات عمليّة غير التي يتم إعطاؤها في الجامعة والأهم دراسة المحاضرات أولاً بأول وعدم تأجيل ذلك لفترة الامتحانات.
– أحب أن أوصل المعلومة للطالب بأبسط الطرق الممكنة من صور وفيديوهات عن طريق الـ Data Show ، والربط بين المعلومة النظرية والتطبيق العملي ، أحاول أحياناً اتباع أسلوب بين المزاح والجد ، بموقف طريف مثلاً .
برأيك كمهندس هل الرواتب قليلة جداً لدرجة أن بعض المهندسين يجبرون للعمل خارج الجامعة أو بالشركات الخاصة ؟
– بالطبع نعم هي قليلة جداً ولا تتناسب لا مع الجهد المبذول ولا مع الاحتياجات الأساسية للحياة ، مايؤلم أننا نرى كثيراً من الطلاب الذين يدخلون كليات الهندسة إما مجبرين بسبب معدلهم في الثانوية العامة الذي لا يؤهلهم لدخول غير هذا الفرع أو بسبب وجود التزام من قبل الدولة بتعيين خريجي الهندسة ، فيقول بعضهم (خلونا ندرسا ونتخرج وبكون إلنا راتب) فأنا أقول لهؤلاء الطلاب لا داعي أن يقوموا بهدر وقتهم ، فبكل بساطة يمكنهم العمل في أي مجال آخر يحبّونه ويمكنهم الوصول إلى دخل أفضل بكثير من دخل المهندس ، أكثر من الراتب الذي يعطى لخريج الهندسة ، نجاحهم في أي مجال آخر يحبّونه سيؤمّن لهم دخلاً أفضل . أما إذا كانت لديهم رغبة فعليّة في دراسة الهندسة فعندها سأشجعهم على ذلك و أنصحهم بأن يثابروا في دراستهم .
ما هو أسوأ موقف قد يمرّ به المهندس خلال مسيرته التدريسيّة أو العمل المهنيّ؟ إذا وضعتم في موقف محرج ضمن مجالكم كيف تتصرف ؟
– بشكل عام كمهندس في المجال التقني ، أسوء موقف يمكن أن يضع المهندس به نفسه ، عندما يريد التكلم عن شيء ما في معمل مثلاً ، فيخطأ في كلامه ، فيأتي عامل لديه معرفة أكثر من المهندس ، ويصحح له .
– بكل بساطة أحاول الخروج منه عن طريق نُكتة أو موقف طريف ، لكن يمكن أخذ هذه الأمور بصدر رحب فجميعنا بشر نُخطئ ونصيب وبحاجة دائمة للتعلم .
كيف استطعتم أن تكسبوا محبة الطلاب لشخصكم الكريم ؟
– في حال كان هذا الواقع فأنا أحاول أن أكون صادقاً معهم أعاملهم كأخ كبير لهم ، أعتمد في المحاضرات كما أسلفت بأسلوب يجمع بين الجد والمزاح أحيانا بحسب ما تقتضيه الأجواء فيها ، ومن الممكن أن أساعدهم في حال وجود مشكلة لديهم اقترح حلولاً لهم ، وأحاول أن أكون قريباً منهم بشكل أساسي .
جملة أو مقولة تقولونها وتؤكّدون عليها أثناء محاضراتكم ؟
– دائماً ما أقول جملة للطلاب (يقال بأن هناك ثلاثة أمور لا يمكن إخفاؤها هي الحبّ والحبل وركوب الجمل) أما أنا فأضيف عليها أمراً رابعاً وهو الهندسة ، بما معناه أنه من غير المنطق أن يدرس أحد الهندسة دون أن تنعكس الهندسة عليه وعلى تفاصيل حياته ، من طريقة لبسه و تفكيره وكلامه …. ، فيجب أن يكونوا فخورين بدراستهم الهندسة ويجب أن يكونوا جديين في ذلك ومقتنعين به ، وأن يكونوا فضوليين بالعلم .
هل تجدون المناهج التي تدرس صالحة لهذه المرحلة من التّطوّر أم أنه يجب تجديدها؟
– دائماً هناك ما هو أفضل وماهو بحاجة للتطوير والتحديث تماشياً مع التطور العالمي ، نسبة كبيرة من الزملاء يحاولون العمل على أنفسهم وتطوير ذاتهم بالرغم من الظروف الصّعبة التي نمر بها ، دائماً هناك إمكانيّة لذلك ، بالنسبة لي كل عام أحاول أن أغيّر شيئا بالمحاضرة ولو كان صورة أو مقطع فيديو وأن أعدّل عليها وأطوّرها ، فلا يوجد شيء في المجالات العلميّة يسمى منهجاً صالحاً لكل زمان ومكان ، دائماً هناك حافز وحاجة للتطوير ضمن الإمكانات المحدودة المتوفرة ، لكن للأسف النّقص الأكبر يكون في الجزء العملي أكثر من النظري ، أي في الجزء التطبيقي .
ختاماً كلمة منكم لعدستنا “عدسة طالب هندسة”
أتمنى لكم التوفيق وأن تلاقي عدستكم النجاح والرواج وتنعكس إيجابيّاً على أداء الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسيّة والطلّاب .
وبدورنا نشكر الدّكتور وسام على استقباله الرّائع والمقابلة الرّائعة ونتمنّى له التألّق الدّائم .
كان في شرف اللقاء :
حسام عبدالله داود
محمّد صالح مدنيّة
علي سامر سلمان
تدقيق وتحرير العدسة : محمّد صالح مدنيّة