جـامعة دمشق:
“بالإرادة والتصميم تستطيع الوصول لكل ما تريد…وعليك أن تتحلى بالصبر لكي تصل إلى مبتغاك💪”
لقاء عدسة طالب طب اليوم مع صاحبة الأسلوب المميز في شرح مادة البيولوجيا الطبية
أستاذة مادة البيولوجيا والنسج في جامعة دمشق
الدكتورة رغداء الوزة ❤️
لمحة عن شخصيتها ودراستها …
هي ابنة اللاذقية وُلدت ونشأت في دمشق 1979 ،من أسرة متوسطة الحال ،درست وترعرت في مدارسها.
_خريجة جامعة دمشق كلية العلوم الطبيعية اختصاص بيولوجيا _تعينت عام 2003 كمعيدة في كلية الطب البشري باختصاص بيولوجيا الخلية _سافرت إلى فرنسا لمدة خمس سنوات حيث حصلت على الماستر والدكتوراه باختصاص بيولوجيا الخلية (cell biology) ، والآن تدرّس مادتي بيولوجيا الخلية والنسج منذ سبع سنوات وهذه السنة الثامنة في كلية الطب البشرى .
✨ما الصعوبات التي واجهتها أثناء دراستك في فرنسا ؟
إحدى الصعوبات التي واجهتني أثناء دراستي هي إصابة أمي بمرض السرطان ، كنت وقتها في الصف العاشر وتلقت العلاج الكيميائي في مشفى المواساة ، عندها كنت قد أصبحت طالبة جامعة ، والحمدلله شفيت والدتي وبقيت على قيد الحياة لمدة 18 سنة بعد الإصابة .
عندما ذهبت إلى فرنسا واجهتني صعوبات من نوع آخر ؛ كانت لدينا فكرة كعرب أن الغرب دائماً ينظر لنا نظرة دونية مهما كنا متسامحين معهم ، كانوا في الظاهر يبادلونا نظرة المتسامحين لكنهم حقيقةً ليسوا كذلك ؛ على الرغم من أننا متحفظون لكننا نمتلك فكرة تقبل الآخر ، صحيح أنهم مجتمع منفتح لكنهم لا يريدون تقبل الآخر كما هو بل يريدون منه أن ينصهر في ثقافتهم ، وهذا ما عانيته قليلاً في فرنسا ؛ لكن بقي عزائي الوحيد أنني هناك من أجل أن أدرس ، حيث أنني سأبقى فقط خمس سنوات وبعدها سوف أعود .
✨دكتورة في مجتمعنا هناك فكرة سائدة بأن البنت لاتسطيع السفر وحدها، ما رأيك ؟
ليس خطأً أن تسافر ، فأنا كمثال سافرت ولم أتعرض إلى أيِّ شيء يمسني ، فيجب أن يكون الشخص معتمداً عل نفسه وواثقاً بها (قد حالو ) وألّا ينغر بما هو موجود أو يلقي أذناً صاغية لكل ما يسمع.
✨لنتحدَّث عن سر اختياركم اختصاص البيولوجيا وما كان دافعكم لذلك ؟
☑️منذ صغري أي في المرحلة الإبتدائية ، كنت أجلس وأفكر دائماً : نحن كبشر ماذا يوجد داخل جسمنا؟ و مم تتركب أجهزتنا الداخلية ؟ حيث منذ صغري وأنا أملك حب المعرفة ، وهذا ما دفعني نحو الدراسة والسفر.
✨العلامة في مجتمعنا هي من تحدد الفرع الدراسي.. فهل مجموعك في البكالوريا هو الذي أبعدك عن الطّب ؟
☑️في الحقيقة مجموعي أهلني لدخول فرع العلوم الطبيعية ، لكنني -وكما قلت- أمتلك حب العلم والمعرفة ؛ عندما وصلت إلى البكالوريا كنت أميل أكثر إلى الصيدلة لأنني أحببت مادتي العلوم (أي علم الحياة) والكيمياء . لكن حسب المجموع دخلت فرع العلوم الطبيعية ؛ وبعد أول سنة قالوا لي أن أعيد البكالوريا يمكنك أن تحصّلي أكثر لكنني قلت لهم لا ، أنا راضية عن ذلك.
✨حبذا لو حدثتينا اكثر عن حياتك الاجتماعية والأشخاص الذين يحيطون بك؟
☑️في البداية أود القول بأن عائلتي كانت الداعم الأكبر لنجاحي وما زالت تمدني بالقوة والصبر فأنا أعيش في جو أسري متحاب…أنا من عائلة متوسطة واصغر فرد فيها …قد كان وفاة والدتي (رحمها الله) منذ خمس سنوات فاجعة وصدمة بالنسبة لي ولكن أبي وإخوتي يملأن حياتي الآن وانا محظوظة بأن لديً جيران محبون أيضا…أنا أقف مع مبدأ ان الصداقة والعلاقات بشكل عام هي فوق أي مستوى واي اعتبار أي ليست بمشكلة تكوين صداقات مع من هم أقل مني درجة علمية فكما قلت الصداقة هي فوق أي اعتبار…بالنسبة لحالتي الاجتماعية فأنا عزباء ربما فضلت أن أصل إلى هدفي ووضعته فوق أي اعتبار فلم أفكر بالزواج لحد الآن لأنني رأيت انا عائلتي وعملي أهم والحمد لله وصلت لمبتغاي وكما نعلم أن الحياة لا تعطينا كل شيء ولكن مجملا أشعر بالرضا لما حققته.
✨برأيكم ما العقبات الي تعترض عملية التدريس الأكاديمي في جامعة دمشق حالياَ؟
☑️التدريس هنا في الكلية ممتع وجميل ولكن بنظري المشكلة الأكبر هي عدد الطلاب الهائل الذي نواجهه في كل محاضرة سواء بالنظري او بالعملي ..بالنسبة للطلاب فبرأيي ان تخليكم عن الحضور والاعتماد على النوط والملاحق فقط هو خاطئ… انصح النسبة التي لا تحضر بأن يحاولوا أن يحضروا لكي يستفيدوا ولو قليلا فأي محاضرة كانت ستخرج منها بمعلومة أو اثنين على الأقل…ورجائي أن يقلل طلابنا من استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي التي تضيع وقتهم في أمور تكون بلا فائدة في بعض الأحيان لأن استخدامهم الزائد والمتكرر لتلك الوسائل يضعف من طاقاتهم…
✨ نعلم بأنك تدرًسين طلاب السنة التحضيرية أيضا فما رأيك بإدراج السنة التحضيرية كبديل للسنة الأولى للكليات الطبية وهل تعتبرينها خطوة ناجحة قي تسيير العملية التعليمية؟
☑️فيما يخص السنة التحضيرية كسنة دراسية أولى في الكليات الطبية فهي ناجحة فهي تشبه عملية غربلة للطلاب وتساعدهم في إيجاد الفرع المناسب لهم وفقا لمعدلاتهم ومستواهم ربما يكون هناك حالات ظلم لبعض الطلاب لكن إجمالا هي خطوة إيجابية ونلاحظ أيضا ان مستويات طلاب الجيدة وفوق الجيدة أي انه هناك خامات موعودة بمستقبل مشرق…ولكن أكبر مشكلة تواجه نظام السنة التحضيرية هي العدد الهائل من الطلاب نتحدث هنا عن 3 آلاف طالب في اول سنة من البدء بهذا النظام و4 آلاف طالب في السنة التي تليها والكادر قليل وقليل جدا وكنا نضطر إلى الاعتماد على قلة من الأشخاص…ولكن منذ بداية العام الجديد حرصت وزارة التعليم العالي على جلب معيدين ومشرفين ذوي خبرة في هذا المجال من كليات العلوم الطبية وغيرها…
✨لو تحدثينا عن صعوبات اللغة أناء دراستك في فرنسا؟
☑️اللغة كانت صعبةً في البداية على الرغم من أنها لغتي المدرسيّة و متابعتي لدروس اللغة الفرنسية لتسعة أشهر، ولكن الاكتساب الحقيقي لها يكون عن طريق الممارسة.
ففي أول سنة كانت الجمل أساسية هي المتداولة فقط بيننا، كصباح الخير وما حالك، في السنة الثانية ساعدتني ممارسة اللغة بالإضافة لثلاثة أشهر من التدريب على تحسينها.
الصعوبة الثانية التي واجهتها بشأن اللغة أن في سنة الماستر كان علي تقديم عرض باللغة الانكليزية وأنا لا أعرفها على الإطلاق، فقمت بحضور درس للغة لثلاثة أيام، على الرغم بعدم معرفتي بها تفاجأت المدرسة بي وبتقديمي بنفسي وعرّفتني على موقع الكتروني لكي أتابع منه تعليمي، وعندما حان وقت العرض كنت قد أتقنت ما يلزم منها، فبالإرادة والتصميم نستطيع فعل أي شيء.
✨من هي الدكتورة رغداء خارج أوقات الجامعة ؟
☑️كنت أخفف من وطئة غربتي في فرنسا بقراءة الكتب، النثر والروايات وما زالت هوايتي الآن على الرغم من عدم إسعاف الوقت لي في بضع الأحيان.
بالإضافة إلى المشي والتأمل في الطبيعة، وحضور السينما والمسرح بما يناسب وقتي وخاصة في السنوات الأخيرة.
✨ نصيحتك لطلاب الطب البشري؟
☑️خلال حديثي أوردت بعض النصائح ، ولكن تبقى النصيحة الأهم هي المثابرة إلى الأمام والاجتهاد والتركيز على دراستهم وعملهم وأن يكون عملهم إنساني بحت.والإنسان بحاجة للمادة ليعيش وبالمقابل يجب أن لا يكون إنسان مادي .
كلمة منكم لعدستنا….💙
فخورة بعملكم الإيجابي لأنكم تحاولون نقل وتغطية تجربة كل طبيب او مدرس ولأن الطالب يأخذ الشيء الإيجابي من هذه المسيرة ويستفيد منه .أتمنى لكم التوفيق والمزيد من النجاح وتجربتكم جيدة جداً .
وبدورنا نشكر د.رغداء❤️ على استقبالها الجميل وكلماتها اللطيفة.
كان في اللقاء:
محمد الجزائرلي
دلشاد خليل
هبة الواع
اديب قضماني
مروة عمر
حول الكاتب
