جامعة دمشق:
✨الإنسان أسمى غاية في الوجود ومن واجب الطبيب إيلاء هذه الغاية كل الاهتمام والحب 💙 ✨
– ابن سورية وفلسطين ويحمل الجنسية الفرنسية، من مواليد 1970 ، متزوج ولديه 3 أبناء.
– نشأ في أسرة بسيطة تحب العلم بين 15 أخ وأخت (8 شباب و7بنات).
– دخل كلية الطب لحبه للعلوم ليتخرج منها طبيباً عامّاً عام 1994، ليتخصص بعدها بالأمراض الباطنة في مشافي الدراسات بدمشق بين عامي 94-98.
– تابع الاختصاص الفرعي في الداخلية القلبية بمشافي وزارة الصحة بدمشق.
– بعد إنهاء التخصص الفرعي تقدّم لمفاضلة المعيدين في العلوم الطبية الأساسية لصالح جامعة دمشق، وقُبل في علم الفيزيولوجيا ليسافر مبعوثاً إلى فرنسا ويمكث هناك 7 سنوات، حاز خلالها :
-شهادة الدراسات المعمقة DOA في فيزيولوجيا الأمراض الحرجة 2003.
-تعميق الاختصاص في الأمراض القلبية 2003.
– الدبلوم في أمراض القلب من فرنسا 2007.
– الدكتوراه في الفيزيولوجيا 2008.
تشرّفت عدستنا بلقاء أ.د. بركات شاهين وإجراء حديث لطيف نستفيد من خبرته وتجربته❤️
✨ شخص بين 15 فرد في عائلة واحدة، هل كان هذا العدد الكبير عائقاً بمسيرتكم العلمية، كيف تعايشت مع تلك المسألة؟
☑حقيقة في الحياة ككل، حاولت اعتبار أي صعوبة كحافز لي؛ عندما ترى وضع عائلتك صعباً فهذا يكون حافزاً لك، والتفوق العلمي هو الحل الوحيد ببساطة، بالنسبة لعدد أفراد العائلة الكبير وعلى الرغم من النظرة السلبية لدى أغلب الناس فأنا أخذت من كل أخ وأخت من أخوتي شيء وبالمقابل هم أيضاً أخذوا مني, فكلما زاد عدد أفراد الأسرة زادت الأشياء التي تتعلمها منهم.
✨ لماذا اخترت الباطنة دوناً عن كل الاختصاصات ؟
☑أحببت الباطنة من البداية .. باختصار هي أم الطب، تفتح المجال أمام الطبيب لمساعدة شريحة واسعة من المرضى ما أراه عاملاً مهماً لتحقيق هدفي من دخول الطب ، كانت لديّ ميول نحو العينية لكن متطلبات الاختصاص المادية العالية ثمناً للأجهزة لم تكن متوفرة آنذاك.
✨ إذا لاحقاً، لماذا فضّلت العمل في مجال التدريس والعمل الاداري على العمل في العيادة؟
☑ أجمع بين الأمرين لدي عيادة ولا أترك العمل فيها، ولكن الهدف من دخولي مجال التدريس هو البقاء على تواصل مع العلم بعد إنهائي للاختصاص، أحب المحاضرات مع الطلاب ومع زملائي الأطباء في الجلسات العلمية التخصصية، ولولا ذلك ما استطعت مواكبة التطور العلمي على أكمل وجه.
غداً ترون أن الطبيب يكتسب معرفته من خلال كتابه ومريضه، فالمريض يعلّم الطبيب في كثير من الأحيان .
كيف ذلك؟ أرى كل مريض هو لوحة جديدة متكاملة يرسمها الطبيب البارع: تفقد أدويته، قياس ضغطه، تحرّي تخطيط القلب لديه، والصورة العامّة لحالته المرضية،ثم المراجعة وإجراء التحاليل والاستقصاءات، كلها تختلف من مريض لآخر وتمنح الطبيب المدرّس متعة ممارسة ما يعطيه كل يوم على خشبات المدرج للطلاب في عيادته الخاصة، وتزيده علماً كل يوم..
✨ لو عدنا إلى حياتك الجامعية، حبذا لو تحدثنا عمّا طبعته ذاكرتك عن دراسة الطب في تلك الفترة؟
☑وضع الطلاب الجامعيين حالياً أفضل بكثير من أيامنا، والسبب ببساطة عدم توفر وسائل المعلومات المتاحة اليوم من حواسيب وانترنت وغيرها، أذكر أن جامعة دمشق بأكملها كان لديها حاسوب واحد فقط، لذا لم يكن لدى أساتذتنا القدرة على تجديد معلوماتهم باستمرار كما هو اليوم، لدرجة أنه في بعض الأحيان كنا ندرس كتبنا بما فيها من معلومات تبيّن أنها قديمة وخاطئة حتى نستطيع تقديم الامتحان.
هذا الوضع دفع الكثيرين ومنهم أنا إلى اللجوء إلى تحصيل المراجع للقراءة منها ودراسة المعلومات الصحيحة، فدرست سلسلة كتب الفحص الأمريكي بأكملها وقدمت الامتحان فيها في السنة السادسة مع التخرج عام 1994-1995 ونجحت فيهما معاً.
الفكرة المهمّة هنا أنه علينا كطلاب وضع نصب أعيننا المعلومة الصحيحة بغض النظر عن اللغة ، بالتالي تحصيلها ليس شرطاً لتجنب التدريس والدراسة باللغة العربية، فالفهم وبناء الفكرة الصحيحة واجب باللغة العربية ثم نستطيع أن نبني عليها بالانكليزي أو الفرنسي ، ومن الأساتذة الذين أغنوا مسيرتي المهنية الأستاذ الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى والأستاذ الدكتور محمد اياد الشطي
✨ بما أنك عشت في فرنسا سبع سنوات ونلت الجنسية أيضاً، فما الذي دعاك للعودة إلى هنا؟
☑شيئان: الأول: الجامعة لها فضل كبير عليّ، فهي درّستني الطب مجاناً تقريباً، وهي التي بعثتني للدراسة في فرنسا وعلى حسابها، فليس من المعقول أن أنكر الجميل وأنسى ما قدمته لي. وذلك يعتمد على فكرة أن المبدأ الصحيح يجب أن يبقى بشكله الصحيح بغض النظر عن الظروف، فمثلاً أتيحت لي الفرصة هناك أن أحظى بعمل مناسب ناهيك عن نيلي للجنسية الفرنسية، ولكن ذلك لم ينسني بلدي وجامعتي، فالغاية لا تبرر الوسيلة. لكن لو أنني سافرت وتخصصت على حسابي فكان لي الحق بأن أبقى هناك.
الثاني: أنني لم ألاحظ أن الحياة الاجتماعية في فرنسا والغرب ككل مناسبة لي لتكوين أسرة، فمهما كانت درجة تأقلمك سيبقى أمراً صعباً، مع أنني كسرت حاجز اللغة وأصبح عملي جيداً هناك لم أحبّذ البقاء، فما نراه انفتاحاً في بلدنا يعتبر عندهم من أبسط الأمور ويمكن أن يرقى حتى إلى درجة المسلمات، وهذا لا يواتيني خصوصاً على الصعيد الأسري، فإذا أردت أن أربّي أولادي تربية صحيحة فعليّ أن أوفر البيئة المناسبة لذلك.
✨ ما رأيك بالطلاب التي تختص هنا، مقارنة بمن يختص بالخارج؟ وما رأيك بالأجور؟
☑برأيي الدراسات العليا في بلدنا ممتازة، لكن ما يضاف لها بالخارج هو أنك تستطيع التعامل مع مختلف الأجهزة، كذلك التعامل مع المرضى هناك يكون ضمن نظام بروتوكول صارم أكثر من هنا.
أما من جهة نمط التعلم وأعداد المرضى فربما تكون هنا أفضل، فحسبما رأيت فإن طلابنا المختصين في أمريكا ليسوا أفضل سريرياً من زملائهم أخصائيي سورية.
بالنسبة لأجور الاختصاص، بشكل عام الأجر لا يتوافق مع مقدار الجهد المبذول وفي كل مكان، حتى لأساتذة الجامعة.
أذكر على أيام اختصاصنا في الدراسات كان الراتب 3 آلاف ليرة فقط.
ولكن ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه” بغض النظر عن الأجر المادّي، أؤمن بأن التعويض سيأتي و قد يكون ربانياً أو اجتماعياً أو في مكان آخر ، وهذا يعطيني دافع أكبر خلال العمل بعيادتي الخاصة.
✨ كدكتور مدرس ما هي المشاكل والعقبات التي عانيت منها بالنسبة للطلاب وبالنسبة للكلية خدمياً؟
☑ العدد الهائل للطلاب؛ لا يتيح حق الطالب كما أريد، فلذلك نرجو لو تقسّم الطلاب على شُعب فيصبح عندها التفاعل أكبر.
– من جهة أخرى المنهاج القديم؛ فلو نستطيع أن نحدّث الكتب الحالية، فمثلا نحن في قسم الفزيولوجيا بلا كتاب من 4 أو 5 سنوات خصوصاً بعد إحداث السنة التحضيرية وتغير الخطة الدراسية.
– أما خدمات الكلية مع أنها ليست مثالية لكنها مقبولة نوعاً ما، ولكن نأمل أن يصبح الوضع أفضل؛ مثلاً بأن نزيد الخدمات الالكترونية وعدد الحواسيب، وأن نعطي متسع أكبر للطالب بأن نزيد عدد المكتبات أو نوسعها، ومواقع أخرى يمكن للطلاب أن يتعاملوا معها بشكل مباشر، وكل ذلك سيزيد في إمكانيات الطلاب واستغلالها بالشكل الأمثل.
✨طالب الطب عندنا أحياناً يتخرج (كسنة سادسة) وليس لديه فكرة عن البحث العلمي، بالمقابل قد يعتبر ذلك بالخارج أمراً أساسياً، فما تعليقك بما أنك أنجزت أبحاثاً بفرنسا؟
☑حتى نضعكم بالصورة؛ البحث العلمي أساسي بالخارج لكن ليس للكل، فمثلاً الطالب يمكنه أن يدرس الطب فقط بشكل مستقل أي أن يتخرج كطبيب عام دون أن يتطرق للبحث العلمي، بالمقابل من يود أن يدخل بهذا المجال كطبيب باحث أو أستاذ جامعي، فيأخذ مع دراسته للطب برنامج أضافي مختص بالبحث العلمي.
فمثلاً إذا قام الطالب بسيرتفيكا بالتشريح أو الفزيولوجيا أو المكروبيولوجي أو البيولوجيا الجزيئية، وحصل على اثنتين منها عندها يمكنه أن يسجل بماستر البحث العلمي (DOA) وإذا نجح به يدخل ببحث الدكتوراة. إن عدد أبحاث جامعات الخارج أكبر بشكل ملحوظ لما يتوافر من إمكانيات أكثر للباحثين والأساتذة.
أما عندنا فهناك ضعف من الناحية المادية و قلة بالتجهيزات حتى أسس البحث العلمي ليست مبنية بالشكل الكافي، لذلك مجمل الأبحاث في جامعاتنا تأتي من الأساتذة وبعض الطلاب المهتمين بالبحث العلمي بشكل خاص. نحن يمكننا تدريس طلابنا مادة عن أسس البحث العلمي لكن ذلك لا يفي بالغرض المطلوب بل نحتاج مسار منفصل عن دراستهم للطب خصوصاً للطلاب المهتمين، وينبغي زيادة الموارد المالية المخصصة للأبحاث.
✨ من هو الدّكتور بركات شاهين خارج أوقات الدوام والعمل؟ وما هي هواياتكم؟
☑عندما كنت طالباً كنت ألعب كرة القدم وأتابعها، وكانت لدي هواية جمع الطوابع ولا زلت محتفظاً بما جمعته للآن، لكنني أظن أن مثل هذه الهواية قد اختفت بالوقت الحاضر. وأحب السفر من فترة لأخرى وزيارة المواقع المميزة. وأحب أيضاً قراءة الكتب الدينية والاجتماعية والروايات العامة. حالياً كل هذا الهوايات خفّت بسبب ضيق الوقت للأسف.
✨ كونه لديك ابن طالب في السنة التحضيرية، فما تقييمك لها وهل هي خطوة ناجحة ؟
☑خطوة لا بأس فيها، جيدة للطلاب من ناحية أنها تحدد للطالب ميوله لإحدى الأفرع الطبية الثلاثة.
لكن سلبيتها أنها كانت خطوة متسرعة لا تخلو من بعض الأخطاء، ولم يعد بالمقدور التراجع عنها؛ فخلال تدريسي لمادة الفيزيولوجيا لاحظت أن هناك بعض الأبحاث في الكتاب المقرر تزيد عن حدّها بالشرح، بمقابل أبحاث أخرى مختصرة أكثر من اللازم.
– وأتمنى خلال الفترة القادمة فتح باب المقترحات لتحسين المنهاج و تلافي الأخطاء التي حصلت خلال الأعوام الماضية.
✨ رأيك بالامتحان الطبي الموحد؟
☑جيد نظراً لوجود عدد كبير من الطلاب من مختلف الجامعات سواء جامعات القطر أو الجامعات الخاصة وتفاوت المستويات التعليمية فيما بينهم.
ومن وجهة نظري أجد أنه من الجيد تحديد منهاج خاص للإمتحان الطبي ومرجع لكل مقرر.
✨ نصيحة منك لطلاب الطب في جامعة دمشق خصوصاً وفي مختلف جامعات القطر عموما؟
☑أرجو منهم المثابرة على التفوق والتميز والعيش بتفاؤل والنظر للمصاعب من ناحية إيجابية دائما، ورؤية النصف المليء من الكأس 😃
ومن ناحية عملية أتمنى عليهم تحرّي التصرف بالشكل الصحيح دائماً،ومعاملة المريض كأنه أحد أفراد عائلته، هذا مكمن الطب.
✨ كلمة منك لفريق عدسة طالب طب؟
☑ فريق ممتاز، أتمنى لأعضاءه التوفيق الدائم والاستمرار بالعود بالفائدة على طلاب الطب وأساتذته وأطباءه
وتمنياتي لكم بالتميز والتفوق.
💫كان في اللقاء: دلشاد خليل-فتون ديبو-معاذ النداف-سامي جمعة
💫تحرير المقابلة: ندى الحمود-خلود عبود.
💫تدقيق: همام بركات-محمد الجزائرلي.