كشف باحثون من #جامعة_كاليفورنيا في سان فرانسيسكو #UCSF عن بعض هذه الأسرار المتعلّقة بالنّوم، وخاصّةً الدّور الّذي تلعبه الجينات في مقدار نوم الشّخص.
قبل الخوض في البحث، من المهم فهم الوظيفتين المشاركتين في آليّة النّوم. الأولى هي الوظيفة الإيقاعيّة للسّاعة البيولوجيّة الّتي تُحدّد أوقات النّشاط وساعات النّوم.
تتناول دراسة UCSF الوظيفة الثّانية، الاستتباب المتباين بين البشر، الّذي يعمل كجهازِ ضبطِ وقتٍ داخليٍّ خاصٍّ. باختصارٍ، كلما طالت مدّةُ اليقظةِ، زاد الضّغط للحصول على النّوم، وذلك بشكلٍ مختلفٍ بين البشر.
تعمل إيقاعات السّاعة البيولوجيّة والاستتباب بشكلٍ متناسقٍ للتّأثير على أنماط النّوم، ولكن لا يزال الاستتباب غيرَ مفهومٍ تماماً.
درس الباحثون في UCSF عائلةً تملك المورّثة الطّافرة ADRB1 الّتي تكمنُ وراءَ شعورهم بالرّاحة على الرغم من فترة نومهم القليلةِ نسبياً. يقول الدكتور Louis Ptáček، وهو طبيب الأعصاب في UCSF : (هؤلاء الأفراد مثيرون للاهتمام، فهم ينامون من 4 إلى 6 ساعاتٍ في الّليلة، ويشعرون بالرّاحة عند الاستيقاظ.
يكمنُ السِّرُّ في أنَّ هذا العامل الوراثيِّ ينتج مستقبلاً لمركَّبٍ يدعى الأدينوزين، وهو أحد الأهداف الّتي يعمل عليها الكافيين، ويشارك في عواملَ بيولوجيّةٍ أخرى أكثرَ تعقيداً، فعندما قمنا بنسخِ هذا الجين، كان الأمرُ مثيراً للغاية، فهو أوّلُ دليلٍ على أنَّ هذا الجين له علاقةٌ في تنظيم النوم، لذا، إذا كان بإمكاننا التّأثير على الاستتباب المتباين، فقد لا نحتاج إلى الكثير من النّوم الذي نحتاجه حاليّاً، وهو احتمالٌ نظريٌّ قويٌّ للغاية للتّفكير فيه).
لكن ليكن في الحسبان أنَّ أيَّ شيءٍ يساعدنا على النّوم بشكلٍ أفضل هو مفيدٌ لصحّتنا. وأنّ الحرمان المزمن من النوم يسهمُ في زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض: السّرطانات المختلفة، وأمراض المناعة الذاتية، وما إلى ذلك.
إذاً توجد الكثير من المساهمات الجينيّة المؤثّرة على نوعيّة النّوم، نحن نرجو أن يفهم النّاس أن عليهم أن يكونوا اكثر انفتاحاً للاعتراف بهذه الاختلافات البيولوجيّة. هناك أشخاصٌ يحتاجون إلى 10 ساعات في اللّيلة ليشعروا براحةٍ تامّةٍ ويعملوا بالشّكل الأمثل، وهذا لا يعني أنّهم كسولون، فلا يمكننا أن ننكر أنَّ كل واحدٍ منّا مختلفٌ وراثيّاً في هذا الصّدد، ونحن بحاجةٍ إلى احترامِ ذلك.
إعداد وتدقيق: محمد طحان