يزعم البعض أن شرب الماء المشروبات مع الوجبات يضر بعملية الهضم.
ويقول آخرون أنه يمكن أن يسبب تراكم السموم، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية.
بطبيعة الحال، قد تتساءل عما إذا كان كوب بسيط من الماء مع وجبتك يمكن أن يكون له آثار سلبية – أو إذا كانت هذه مجرد أسطورة أخرى.
أثناء عملية الهضم، يتم تكسير الطعام داخل جسمك بحيث يمكن امتصاص العناصر الغذائية الخاصة به في مجرى الدم.
فيما يلي الحجج الثلاثة الأكثر شيوعًا للادعاء بأن شرب الماء مع الوجبات تضر بعملية الهضم:
الكحول والمشروبات الحمضية تؤثر سلبا على اللعاب:
- يرى بعض الناس أن شرب المشروبات الحمضية أو الكحولية مع الوجبات يؤدي إلى جفاف اللعاب، مما يزيد من صعوبة هضم الطعام على الجسم.
- يقلل الكحول من تدفق اللعاب بنسبة 10-15% لكل وحدة كحول.
- من ناحية أخرى، يبدو أن المشروبات الحمضية تزيد من إفراز اللعاب.
- ولكن، لا يوجد دليل علمي على أن الكحول أو المشروبات الحمضية، عند تناولها باعتدال، تؤثر سلبًا على عملية الهضم أو امتصاص العناصر الغذائية.
شرب الماء وحمض المعدة والإنزيمات الهاضمة:
يزعم الكثيرون أن شرب الماء مع الوجبات يخفف من حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة، مما يزيد من صعوبة هضم الطعام على الجسم.
ومع ذلك، فإن هذا الادعاء يعني أن جهازك الهضمي غير قادر على تكييف إفرازاته مع قوام الوجبة، وهو أمر خاطئ.
شرب الماء: السوائل وسرعة الهضم
الحجة الشائعة الثالثة ضد شرب الماء مع الوجبات تنص على أن السوائل تزيد من سرعة خروج الأطعمة الصلبة من معدتك.
ويعتقد أن هذا يقلل من وقت اتصال الوجبة بحمض المعدة والإنزيمات الهاضمة، مما يؤدي إلى سوء الهضم. ومع ذلك، لا يوجد بحث علمي يدعم هذا الادعاء.
لاحظت دراسة حللت إفراغ المعدة أنه على الرغم من أن السوائل تمر عبر الجهاز الهضمي بسرعة أكبر من المواد الصلبة.
إلا أنها ليس لها أي تأثير على سرعة هضم الطعام الصلب.
لذا من غير المرجح أن يؤدي شرب السوائل – الماء أو الكحول أو المشروبات الحمضية – مع الوجبات إلى الإضرار بعملية الهضم
السوائل وشرب الماء قد تحسن عملية الهضم
تساعد السوائل على تكسير قطع كبيرة من الطعام، مما يسهل عليها الانزلاق إلى أسفل المريء وإلى المعدة. كما أنها تساعد على تحريك المواد الغذائية بسلاسة، مما يمنع الانتفاخ والإمساك. علاوة على ذلك، تفرز معدتك الماء مع حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة أثناء عملية الهضم. في الواقع، هناك حاجة إلى هذا الماء لتعزيز الوظيفة المناسبة لهذه الإنزيمات.
بالخلاصة سواء تم تناولها أثناء أو قبل الوجبات، تلعب السوائل عدة أدوار مهمة في عملية الهضم.
قد يقلل شرب الماء من الشهية وتناول السعرات الحرارية
يمكن أن يساعدك شرب الماء مع الوجبات أيضًا على التوقف بين الوجبات، مما يمنحك لحظة للتحقق من إشارات الجوع والامتلاء.
هذا يمكن أن يمنع الإفراط في تناول الطعام وربما يساعدك على إنقاص الوزن.
تشير الأبحاث أيضًا إلى أن مياه الشرب قد تسرع عملية التمثيل الغذائي لديك بحوالي 24 سعرة حرارية لكل (500 مل) تستهلكها.
ومن المثير للاهتمام أن عدد السعرات الحرارية المحروقة انخفض عندما تم تسخين الماء إلى درجة حرارة الجسم.
قد يكون هذا بسبب حقيقة أن جسمك يستخدم المزيد من الطاقة لتسخين الماء البارد حتى درجة حرارة الجسم.
ومع ذلك، فإن تأثيرات الماء على عملية التمثيل الغذائي طفيفة في أحسن الأحوال ولا تنطبق على الجميع.
ضع في اعتبارك أن هذا ينطبق في الغالب على الماء، وليس على المشروبات ذات السعرات الحرارية حيث إنّ الماء خالي السعرات الحرارية تماماً.
أي.. قد يساعد شرب الماء مع وجبات الطعام في تنظيم شهيتك، ومنع الإفراط في تناول الطعام، وتعزيز فقدان الوزن. وهذا لا ينطبق على المشروبات التي تحتوي على سعرات حرارية.
وفي الختام، عندما يتعلق الأمر بشرب السوائل مع وجبات الطعام، اتخذ قرارك بناءً على ما هو أفضل.
إذا كان تناول السوائل مع طعامك مؤلمًا، أو يتركك تشعر بالانتفاخ، أو يزيد من سوء ارتجاع المعدة، فالتزم بشرب السوائل قبل أو بين الوجبات.
وبخلاف ذلك، لا يوجد دليل على أنه يجب عليك تجنب الشرب مع الوجبات.
على العكس من ذلك، فإن المشروبات التي يتم تناولها قبل أو أثناء الوجبات مباشرة يمكن أن تعزز الهضم السلس، وتؤدي إلى الترطيب الأمثل، وتجعلك تشعر بالشبع.
فقط تذكر أن الماء هو الخيار الأكثر صحة.
المصدر:
https://www.healthline.com/nutrition/drinking-with-meals