لطالما كانت تجربة الموت ومايحدث قبله أمراً غامضاً ومثيراً للفضول.
هل سنتمكن أخيراً من معرفة ما يحدث قبل أن يلفظ الإنسان أنفاسه الأخيرة.
دعونا نتابع الدراسة الآتية لدى مرضى السكتة القلبية.
السكتة القلبية وتجربة الموت
تبين أنّ بعض المرضى الذين تمّ إنعاشهم بالإنعاش القلبي الرئوي بعد ساعةٍ من توقف قلبهم يتذكرون تجربة الموت التي خاضوها، حيث تم تنميط دماغهم أثناء غيابهم عن الوعي، ومراقبة ما يتعلق بالتفكير والذاكرة.
وصف بعض المرضى الذين نجوا من السكتة القلبية تجربة الموت التي خاضوها أثناء غيابهم عن الوعي، بالرغم من العلاج الفوري، تعافى أقل من ١٠% من أصل ٥٦٧ مريضٍ مدروس بعد تلقي الإنعاش القلبي الرئوي في المشفى وتم تخريجهم.
الأذية الدماغية في تجربة الموت لمرضى السكتة القلبية
بالرغم من الاعتقاد الشائع أنّ الأذية الدماغية الدائمة تحدث بعد توقف القلب بعشر دقائق، تبين أنّ الدماغ يبدي فعاليةً كهربائيةً بعد فترةٍ طويلةٍ من الإنعاش القلبي الرئوي المستمر.
استعاد ٤ من أصل ١٠ ناجين درجةً من الوعي أثناء الإنعاش ولكنها لا تُقاس بالمقاييس المعيارية.
استعاد ٤٠% من هؤلاء المرضى نشاطهم الدماغي الطبيعي أو شبه الطبيعي بعد أن كان معدوماً بعد مدةٍ تصل إلى ساعةٍ من الإنعاش.
تم تسجيل النشاط الدماغي بواسطة EEG وهي تقنيةٌ تسجل نشاط الدماغ بواسطة الكترودات، حيث وُجدت موجاتٌ كهربائية غاما، دلتا، ثيتا، ألفا وبيتا وجميعها مرتبطةٌ بالوظيفة العقلية العالية.
وتبين أنها مختلفةٌ عن الهلوسات، الأوهام، الانخداعات، الأحلام أو ما يسمى الوعي المحدث بالإنعاش القلبي الرئوي.
يفترض مؤلفو هذه الدراسة أنّ الدماغ الميت المُعبَّر عنه بالخط المسطح يزيل الأنظمة المثبطة الطبيعية.
تُدعى هذه العملية بإزالة التثبيط، والتي قد تفتح آفاقاً جديدةً من الواقع، كتذكّر جميع الذكريات المخزّنة منذ الطفولة وحتى لحظة الموت.
بالرغم من عدم معرفة السبب التطوري لهذه الظاهرة، إلا أنها تتيح لنا اكتشاف مايحدث للشخص بعد الموت.
قد تكون هذه الدراسة خطوةٌ كبيرةٌ توضح أنّ تغيرات الموجات الدماغية هي دليلٌ على العناصر المشتركة العالمية لتجربة ماقبل الموت.
وتتيح اكتشاف طرقٍ جديدةٍ لإعادة تشغيل القلب أو منع الأذيات الدماغية، وتضع حدّاً لعمليات الزرع.
في الختام، لم يثبت مؤلفو الدراسة أو ينفوا حقيقة أو المعنى الحقيقي لتجربة ماقبل الموت.
تتطلب هذه التجربة تحقيقاتٍ تجريبيةً وخطةً لإدارة الدراسات التي تعرّف الواسمات البيولوجية للوعي السريري بشكلٍ أدق.
والتي تراقب التأثيرات النفسية طويلة الأمد للإنعاش بعد توقف القلب.
المصدر:
https://www.sciencedaily.com/releases/2023/09/230914175140.htm