تشرف فريق عدسة طالب طب بلقاء مع نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون الطلابية ومدرس مادة الفيزيولوجيا في جامعة دمشق
الدكتور الرائع صبحي البحري❤️
حدثنا عن نفسك، مواليدك، نشأتك، مسيرتك المهنية بشكل عام.
بداية نرحب بكم في مبنى رئاسة جامعة دمشق.. هذه الجامعة العريقة التي عمرها مئة عام وحلم كل طالب التعلم بها.
أنا من مواليد دمشق وتعلمت في مدارسها، دخلت الطب سنة 1982 وتخرجت سنة 1987، ثم دخلت اختصاص الجراحة العظمية، وقدمت على مسابقة المعيدين وأوفِدتُ إلى جامعة الإسكندية بمصر🇪🇬، وأخذت الماجستير ثم الدكتوراة بالفيزيولوجيا.
وعدت إلى كلية الطب لاتتم دَيْنِي لجامعتي التي علمتني بالمجان، وأخدمها وأحاول المساعدة في جعلها أفضل لأجل طلابنا وأولادنا.
ودرست في جامعة الملك سعود بالسعودية عام 2003.
ما المناصب التي استلمتها خلال فترة عملك؟
🔹نائب عميد كلية الطب للشؤون الإدارية بين عامي 2008 و 2012.
🔹رئيس شعبة المعالجة الفيزيائية بمشفى المواساة لثلاث سنوات.
🔹عميد كلية الصيدلة بجامعة الجزيرة الخاصة لسنة تقريباً.
🔹مدير طبي بمشفى المواساة لسنتين.
🔹نائب رئيس جامعة دمشق منذ سنة ونصف وحتى الآن.
من الأساتذة الذين أثروا بك؟
الكثير من أساتذتي كان لهم أثر كبير، منهم:
الدكتور محسن الأسود❤️ رحمه الله
والدكتور سهيل سمعان❤️
والدكتور وليد النحاس❤️
الذين أعطونا من خبرتهم الطويلة… والدكتور معاوية عبد الهادي❤️
الذي أحببت الجراحة العظمية بسببه فاتخذتها إختصاصاً لي☺️.
هل دخلت الطب عن رغبة أم هناك سبب آخر دفعك للدخول؟
هذا السؤال متأخر جداً
كانت رغبتي هندسة الميكانيك⚙️ ولكن كان للمجتمع والأهل تأثيرهم.
هل تنصحون أولادكم بدراسة الطبّ؟
طبعاً لا أفرض عليهم شيئاً، فالحصول على أعلى العلامات لا يعني بالضرورة اختيار التخصص الأعلى، لأنّ دراسة ما نحب هي ما تجعلنا نبدع به.
هلّا حدثتنا عن تجربتك في الغربة؟
درست الطبّ في السعوديّة لأربع سنوات، وقد أتاحت لي الدراسة باللغة الإنجليزية والتعرّف على أنماط التعليم المختلفة مثل نظام PBL (التعلّم عن طريق حلّ المشكلة) وكانت هذه إحدى التجارب المفيدة جداً لنا.
ما رأيكم بالإختصاص في بلدنا، والإختصاص بالخارج؟
أصبحت الدراسات العليا متطورة ومتوسعة جداً بإختصاصاتها، والخبرة التي يأخذها الطلاب أصبحت أكبر ودوماً أنصح الطلاب بالإختصاص هنا☝️، لا يوجد أحد يعلم الجراحات مثلنا، وطلابنا يمارسون العديد من العمليات في سنواتهن الأولى، إضافة للحالات العديدة التي يرونها، فمثلاً الحالات الموجودة في الطابق الخامس بمشفى المواساة من اختلاطات وأمراض معقدة المحولة من مشافي أخرى لم تستطع علاجها، فتكسب الطالب خبرة كبيرة.
ومن خلال زيارتي لألمانيا منذ فترة رأيت خريجينا ينافسون ويحققون نجاحات كبيرة.
فالدراسات العليا لها موثوقيتها والطالب الذي يجتهد سيحصل على شهادة تعبر عن المحتوى العلمي والتدريب الذي ناله.
ولدينا العديد من المشافي التخصصية، ونسعى إلى افتتاح مشافي تخصصية أكثر لأن التخصص هو سمة التطور.
ما رأيكم في الستاجات التي تجري في قسمكم؟ وفي المشافي بشكل عام؟
من المفترض أن يكون الستاج عبارة عن درس عملي، وأن يكون هناك مريض يتم فحصه، فهذه الحالات السريرية التي يتعلمها الطالب في الستاجات وطريقة تشخيصها سوف ترسخ في ذاكرته مدى العمر، فإلى الآن أنا لا أنسى حالات الفتق والدوالي التي شاهدتها عندما كنت في السنة الرابعة في ستاج الجراحة العامة بإشراف الأستاذ محسن الأسود رحمه الله.
فالستاجات فرصة لإعطاء الدروس العملية وليس النظرية😕، للأسف اليوم لا يحضر جميع الأساتذة إلى الستاج لإعطاء الدرس السريري ويقتصر الدرس على إعطاء النظري فقط في المدرج.
ما هو رأيكم بتخصص الجراحة العظمية وهل تنصح به أم لا؟
تخصص الجراحة العظمية تخصص متعب😩 في المناوبات و الدوام أثناء الدراسات العليا فكثير ما تأتي حالات إسعافية من كسور و إصابات أوتار سابقاً -حالياً أصبحت هذه الإصابة ضمن تخصص جراحة التجميل- كما أن تجهيزاتها مكلفة للمريض، فضلاً عن أن نتائجها تحتاج وقتاً لتظهر فالتحام العظم يستغرق من شهر إلى شهر ونصف على خلاف باقي التخصصات التي تعطي المريض راحة فورية أو تعافي خلال وقت أسرع.
هل تفضل التدريس في كلية الطب على العمل في العيادة أو العكس و لماذا؟
أنا لا أفضل أحدهما على الآخر، فالتدريس في الكلية يفرض على الأستاذ نمط حياة معينة، إذ أنه قد يصادف طلابه في الكثير من الأماكن مما يجعل حياته الخاصة محددة قليلاً عند الخروج من المنزل😅، إضافة إلى كون التدريس في الكلية يفرض على الأستاذ مواكبة التطور والمواظبة على القراءة🔍 دوماً لإيصال كل جديد إلى الطلاب.
علماً أنني إلى الآن أشعر بالرهبة عند دخولي إلى المدرج لإعطاء المحاضرة في بداية كل فصل.
ما الذي دفع حضرتكم إلى تدريس الفيزيولوجيا بدلاً من تخصص الجراحة العظمية الذي تمارسونه في عيادتكم؟
يعود ذلك إلى أن التعيين يعود إلى المعيدية التي قمت بها وهي الفيزيولوجيا فقد أوفدت للحصول على الفيزيولوجيا ووجب علي الالتزام بهذا في التدريس.
وأيضاً بالنسبة لمادة الفيزيولوجيا فقد كان عندي ضعف بها وأحببت أن أتعمق فيها وخصوصاً الفيزيولوجيا العصبية التي أحب البحث في تفاصيلها ويوجد أبحاث منشورة في مجلة الجامعة بهذا الخصوص.
ما هي النصيحة الذهبية التي توجهها للطلاب في دراسة مادة الفيزيولوجيا؟
إن مادة الفيزيولوجيا هي أساس الطب إذا قمت بفهم الفيزيولوجيا استطعت فهم الطب، ولكن عند إهمالها والاعتماد على الأسئلة المكررة للنجاح، ربما يتم تحصيل علامات ولكن دون أي فهم للمعلومة لذلك أنا انصح بحضور مادة الفيزيولوجيا.
ما هي نصائحكم العلميّة والتوجيهيّة النّابعة من خبرتكم الطويلة لطلاب الطبّ في جامعاتنا؟
في الحقيقة المعدلات العالية للطلاب تسعدنا، ولكن لا نعرف بالضبط هل هي حقيقيّة أم نتيجة النظام المتّبع في جامعاتنا .. ننصح الطلاب دوماً بالاعتماد على الجهد الشخصي والمحاكمة العقليّة وتحسين المهارات السريريّة وكذلك المتابعة للحالات في المشافي مع أطباء الدراسات وعدم الاكتفاء فقط بالحصول على العلامات العالية النظرية.
إن الطالب مطالب الأن فقط بدراسته وعليه التركيز فيها🤓، واستغلال أوقات الفراغ⌚️.
كدكتور مدرّس ، ما العقبات التي عانيتم منها بالنسبة للكلية خدميّاً، وبالنسبة للطلاب؟
ينبغي تأمين المدرّجات والأجواء الملائمة لإعطاء المحاضرات، وتأمين المخابر والقاعات المجهّزة في المشافي، وكذلك تأمين مكتبة للحصول على المراجع الحديثة على الرغم أنّنا بدأنا نستغني عن الورقيات عملياً بالاستخدام السهل والسريع للانترنت.
كما أرجو من الطلاب الاهتمام والمحافظة على مرافق جامعاتهم ولا مانع من القيام بحملات طوعية بما يخدم ذلك.
ما هو رأيكم في الامتحان الطبي الموحد؟
في 2009 اشتكت وزارة الصحة من نقص المهارة السريرية عند خريجي كلية الطب، فطلب وزير الصحة إجراء امتحان قبل دخول الطالب إلى الاختصاص، إضافة إلى دخول الجامعات الخاصة وعدم التأكد من مخرجاتها، فكان لا بدّ من إجراء فحص موحد اعترفت به جميع الجهات.
من إيجابيات الفحص الوطني الموحد أنه وحّد المعايير بين جميع الجامعات وساعد على تخريج بعض طلاب الجامعات التي عانت من ظروف صعبة في فترة الأزمة في ظل غياب جزء من الكادر التدريسي مثلا،ً وحالياً فكرة إدخال المراجع الأجنبية المترجمة وحّد المعايير بشكل أكبر ولغى الظلم بين الجامعات.
فبقاء نسبة النجاح بنظام المقابلات مماثلة لما هي عليه بعد تطبيق الفحص الوطني الموحد في جامعتنا أكّد على فعالية هذه الطريقة وعدم ظلمها للطلاب.
الخبرة تأتي من كثرة مقاربة المرضى والغاية هي تخريج أطباء يمتلكون مهارات سريرية كافية.
ألا تلاحظون حضرتكم وجود سوء خدمات في السكن الجامعي؟
عندما ألاحظ وجود النفايات خارج القمامات أكثر من داخلها، على من تقع هذه المسؤولية يا تُرى؟! على الطالب حتماً، فأولى بي قبل أن أكون طبيباً و أحصل على الشهادات العلمية أن أهتم بهذه المرافق بالحد الأدنى.
طبعاً يقع على عاتقنا مسؤوليات كتأمين الخدمات الأساسية للطلاب من دورات المياه🚾 وغيرها وقد قمنا بجولة على السكن الجامعي وتم تحويل المقصرين في أعمالهم إلى الجهات الرقابية.
فجزء من المسؤولية تقع على عاتقنا وجزء منها يقع على عاتق الطلاب.
هل يوجد مخططات أخرى على مستوى الكلية ستعملون عليها لاحقاً أو يتم العمل عليها حالياً؟
يوجد مخطط على مستوى جميع الكليات بجعل الامتحانات مؤتمتة ومحوسبة تشبه نظام ال icdl ، حيث تقوم بتوفير الوقت والجهد للتصحيح وكذلك سيتمكن الطالب من معرفة نتائج إجابته مباشرةً 🙃 حيث يتقدم الطالب للامتحان عن طريق الانترنت📱 وهو في منزله.
وحالياً يتم تجربتها على نطاق صغير لمعرفة مدى جدوى هذه الطريقة في الأسئلة قبل تطبيقها في الجامعات.
من هو الأستاذ الدكتور صبحي البحري خارج أوقات الدوام؟
كنت أحب ممارسة الرياضة وخاصة كرة السلة🏀 قديماً ولكن حالياً مع ضغط العمل الشديد بين العيادة والتدريس فلا وقت لدي أبداً لممارسة الهوايات و الأنشطة مع الأسف.
كلمة من حضرتكم لفريق عدسة طالب طب:
الله يعطيكم العافية ويقويكم وأتمنى لكم التوفيق 🤗
وما يهمني الآن هو المحافظة على مرافق الجامعة والسكن فهي بالنهاية تعد منازلنا الثانية، وستكون لأخرين يهمنا أمرهم فيما بعد.
فأنا أقترح بجعل يوم يدعى “يوم النظافة ” حيث يساهم جميع الطلاب بتنظيف المرافق العامة للكلية.
♥️ بدورنا نشكر د. صبحي البحري على ما أتحفنا به في هذا اللقاء المفيد، وعلى ما فَرّغَ لنا من وقته، ونتمنى له كل التوفيق😍.
كان في اللقاء العدسات:
~ د.دليار سعدو
~ مرح شرف
~ مهند منذر
~ بشار زعيتر
~ رهف الملقي
تدقيق وتنسيق العدسة: معاذ النداف.
عدسة طالب طب