“أثر الفراشة لا يُرى .. أثر الفراشة لا يزول “
عذرًا محمود درويش ،ففي مرضنا اليوم أثر الفراشة يُرى بل و يطبع بصمته على وجه مريضنا ؛إنّها الذّئبة الحُمامية الجّهازية SLE ،فما هي و ما أعراضها ؟
– الذّئبة الحُمامية هي مرض جهازي مزمن ،يشقّ فيه جهاز المناعة عصا الطاعة على الجسم ،فتصبح كل أعضاء الجسم عرضةً لهجوم مناعي ذاتي مُباغِت .
– تُصيب الذّئبة الحُمامية النساء بصورة أكبر من الرّجال ،يُعزى تفضيل الذّئبة لجنس النّساء إلى :
▪︎ عوامل متعلّقة بالإستروجين.
▪︎ مواقع جينية على الصبغي X (مثل المواقع الجينية TLR7 و MECP2 ) .
و يدعم هذه الفرضية كون خطر الإصابة أعلى عند الرجال الحاملين للصيغة (XXY) ( كلاينفلتر) بينما تندر الإصابة عند مريضات متلازمة تورنر ذوات الصّيغة الصّبغية (XO) .
الفئة العمرية الأكثر إصابة :
-أمّا عن العُمر الذي تبدأ فيه الذئبة بالتسلّل إلى الجسم فهو في 65% من المرضى بين عمر 16 – 55 سنة ..
الفيزيولوجيا المرضية :
-السبب الأساسي للذئبة غير معروف بعد “Idiopathic” ،و يُعتقَد أنّها مجموعة من الأمراض أكثر من كونها مرض لوحده !
الأعراض الجهازية و المفصلية :
-أمّا عن تظاهراتها السريرية ،فيأتي التعب ليتربّع على عرش الأعراض و قد ترافقه حاشيته المتمثلة بالحمى و الألم العضلي و نقص الوزن و غيرها من الأعراض العامة.
-التهاب المفاصل و الألم المفصلي يحدث في حوالي 90% من مرضى الذئبة و هو واحد من أبكر الأعراض التي قد تكشف وراءها أثر الذئبة.
-يميل هذا الالتهاب و الألم المفصلي لأن يهاجر من مفصل إلى آخر و بشكل متناظر و أن يطبع بصمته في العديد من المفاصل ..
-أمّا عن تظاهراتها الجلدية ؛فهي ترسم على وجه المريض في بعض الأحيان بعد تعرّضه للشمس طفحًا على شكل فراشة.
شاملةً خدود المريض و أنفه ،و يعفّ عن الثنية الشفوية الأنفية.
-قد تكون في بعض الأحيان هذه التظاهرات الجلدية أعنف .
– مشكّلة آفات قرصية تترك وراءها ندبات ،كما قد تجعل الذئبة مريضها حسّاسًّا للضوء و أشعة الشمس ..
– لا تتوقف على إصابتها الجلد بل تتعداه لتتسلل الدفاعات المخاطية محدثةً قرحاتٍ غير مؤلمة على الأغشية المخاطية.
مميّزةً نفسها عن الإصابة المخاطية المُحدثَة بفيروس الحلأ البسيط .
أعراض أخرى :
-بالانتقال إلى تظاهراتها القلبية ،فالتهاب التامور هو التظاهرة القلبية الأكثر شيوعًا للذئبة سواء أترافق مع انصباب أم لا ..
-تأتي خطورة الذئبة بإصابتها لمصفاة الجسم من البول و الفضلات ” الكلية ” بنسبة 50% من الحالات ..
فتشكّل هذه الإصابة سببًا لا يستهان به في الوفيات الناجمة عنها ..
و لا تتوقف هنا ،بل تطبع آثارها في بقية أجهزة الجسم : الهضمي و العصبي و البصري و الدموي و غيرها .
مرافقاتها :
و الذئبة بطبعها تكره الوحدة .. لذلك قد نجد في 50% من الحالات ترافقها مع ظاهرة رينو، كما قد تترافق مع التهابات الاوعية و بعض الحوادث الخثارية و الصّمية .
ماذا يمكن أن أتصرّف ؟
رغم كون الذئبة مرضًا غير قابل للعلاج بشكل جذري و نهائي !
-لكنّ العلاجات العرضية المتوفّرة كالكورتيزونات و كابتات المناعة و غيرها من العناصر الدوائية الجديدة التي تبزغ بين كلّ فترة و أخرى .
– تساهم في هجوع و إخماد هجمات الذئبة و إطالة زمن بقيا الأعضاء الحيوية.
لذلك بوعيك و كشفك الباكر عنها ، تساهم بإيقاف أثر هذه الفراشة – الفراشة المخادعة – على جسمك و حياتك.
مبدع دكتور شفيق