قد يخيل إليك بادئ الأمر أن عدم الشعور بالألم أمر رائع!؛
أقوم بما أشاء ولا أخشى الخطر أو الصعاب لكن في الواقع الأمر ليس بهذه البساطة، فقد ينتهي بك الأمر على فراش الموت دون أن تشعر بذلك!.
متلازمة CIPA هي مرض وراثي يصيب الأعصاب الحسية واللاإرادية تجعل الشخص غير قادر على الشعور بالألم أو الحرارة سواء البرودة أو السخونة بالإضافة لعدم القدرة على البكاء والتعرق.
●تبدأ الأعراض بالظهور في سن باكرة ويشخص المريض غالباً في مرحلة الطفولة.
●لا يتذمر المصابون بهذا المرض عادةً من عدم إحساسهم بالألم، لأنهم ببساطة لم يجربوا الألم من قبل ولا يجدون أن هناك شيئا غريباً بهم،
لكن في معظم الحالات يلاحظ الآباء على أولادهم حين يصابون بجروح عميقة دون أن يبكوا ويصرخوا مثل بقية الأطفال .
●يعد هذا الأمر خطيراً جداً، نظراً لإمكانية إصابة الجروح بالتهابات وإنتانات بسبب عدم العلاج والملاحظة وقد يصل الأمر إلى تعدد الإصابات والكدمات سواء الداخلية أو الخارجية دون علم المريض.
وليزيد الأمر سوءاً، المصابون بهذا المرض معرضون للموت في أي لحظة بسبب ارتفاع درجة الحرارة الجسم؛
حيث قد ترتفع درجة الحرارة في الليل لدرجات مخيفة دون علم المريض. ومع عدم قدرته على التعرق لن يتم تصريف الحرارة من أي مكان.
●ما سبب هذا المرض؟!
مرض CIPA من الأمراض المتنحية، هذا يعني أن على كلا الأبوين أن يحمل الجين المرضي لكي يظهر المرض في الأولاد والجدير بالذكر أن الأبوين لا يبديان أي أعراض على الإطلاق.
●كيف يتم تشخيص المرض؟!
لا يوجد اختبار بسيط لتأكيد المتلازمة كتصوير الأشعة أو تحاليل الدم، وعند إجراء خزعة قد يظهر لدى المرضى أعصاب غير متطورة وقلة عدد الغدد العرقية.
لكن الاختبار الأدق هو اختبار جيني يمكن أن يجرى في مرحلة الحمل أو بعد الولادة حيث ترى الشذوذات على الصبغي الأول وتدعى ب جينات TRKA.
●أمّا عن العلاج؟!
لا يوجد حتى الآن علاج قادر على تعويض الأعصاب الحسية أو تحفيز القدرة على التعرق!
لذا على المصابين بهذه المتلازمة التكيف معها وتعلم العيش بطرق حذرة؛
على الأطفال مثلاً تعلم كيفية تجنّب الإصابات، وطرق تعقيمها وتضميدها قدر الإمكان،
وعلى الأهل أن يكونو حريصين جداً نظراً لكون الأطفال من محبي المغامرات الخطرة المليئة بالجروح.
●بعض الأنشطة اليومية التي على المصاب تبنيها؟!
■قياس درجة حرارة الجسم يومياً لتجنب ارتفاعها.
■حمل ساعة منبه للتذكير بالدخول الى الحمام.
■تفحص أصابع القدمين بعد الركض للتأكد من عدم وجود تورم.
■تفقد العينين في الصباح للتأكد من عدم خدش القرنية أثناء النوم.
■فحص الجسم بعد القيام بأي نشاط.
■فحص الفم واللثة واللسان من الجروح وعدّ الأسنان.
■تفقد الأطراف بحثاً عن التورم وفحص البشرة بحثاً عن الكدمات.
●وفي الختام!
نستنتج أن الشعور بالألم والخطر أمر جيد وليس نقطة ضعف كما قد يتهيأ لنا للوهلة الأولى، وأن الخضوع لاختبارات قبل الزواج أمر ضروري لضمان سلامة الاطفال مستقبلاً.