●هل الأشخاص طوال القامة يموتون مبكّراً أكثر من غيرهم؟!
●الشهير آندريه روسيموف أو كما يلقب “آندريه العملاق” هو أحد الرياضيين طوال القامة بشكل كبير جداً،
وتوفي بعمر 46 سنة بسبب مشاكل متعلقة بطوله الذي يقدر ب 233 سم؛
حيث عانى في طفولته من العملقة Gigantism، التي تحوّلت في مراحل لاحقة من عمره لضخامة نهايات Acromegaly.
●على الرغم من أنّ العملقة وضخامة النهايات لا يعتبران مرضاً واحداً، إلا أنهما يشتركان بنفس المنشأ وهو الغدة النخامية pituitary gland.
●فما هي العملقة Gigantism!
●عند الأطفال، تحدث العملقة عندما تفرز الغدة النخامية كميات كبيرة جداً من هرمون النمو GH، مما يحفز العظام على النمو طولياً في صفائح النمو بشكل كبير ويسبب لاحقاً زيادة كبيرة في وتيرة النمو.
●أمّا ضخامة النهايات Acromegaly!
فتعتبر مرضاً نادراً وتحدث فقط بعد البلوغ، إلا أنها تنتج أيضاً عن زيادة كبيرة في هرمون النمو GH،
وبما أن غضاريف النمو تلتحم بعد البلوغ، فضخامة النهايات لا ترتبط بزيادة الطول.
●في كلا المرضين، تنتج الزيادة في هرمون النمو عن ورم حميد في الغدة النخامية.
●لسوء الحظ، إن تشخيص ضخامة النهايات ليس بالأمر السهل!
فالعرض الشائع لكل من العملقة وضخامة النهايات هو حدوث ضخامة غير طبيعية في الأيدي والأقدام،
حيث يمكن أن يخطئ الفاحص ويشخصها على أنّها تورّم أو انتفاخ.
أما الأعراض الأخرى كزيادة وضوح ملامح الوجه (زيادة حجم الشفاه وتبارز الجبهة) فلا تظهر إلى أن يصل المرض لمراحل متقدمة.
●ونتيجة لذلك، العديد من المرضى لا يتلقّون العلاج المناسب لهذا الاضطراب الهرمونيّ وينتهي بهم الأمر بالمعاناة من مضاعفاته كالتهاب المفاصل والأمراض القلبية والسكري.
حيث يموت 60% من مرضى ضخامة النهايات بسبب المضاعفات القلبية، و25% نتيجة مشاكل رئوية، و15% بسبب الأورام.
●وبالحديث عن العلاج!
لقد نجح أطباء في جامعة فرجينيا في الولايات المتحدة بإيقاف تطور المرض عند “سلطان كوسن” أطول رجل حي معروف بالعالم بطول 251 سم؛
وذلك من خلال نوع جديد ومختلف من العلاج الشعاعي يدعى Gamma knife radiosurgery.
كما يوجد علاجات أخرى كالاستئصال الجراحي للورم المفرز لهرمون النمو، أو إعطاء أدوية مثبطة لإنتاجه.
●لكن ماذا عن الأشخاص طوال القامة غير المصابين بالعملقة أو ضخامة النهايات؟
وجدت الأبحاث أنهم قد يعانون أيضاً من مشاكل صحية مشابهة!،
حيث تقترن زيادة الطول بزيادة عدد خلايا الجسم وحجم الأعضاء، مما يؤهب للعديد من المضاعفات المرضية كضخامة القلب وما ينتج عنها من تشكل خثرات دموية، وحدوث فشل قلبي، والموت المفاجئ.
●لقد بينت الأبحاث أنّ ممارسي رياضة التزلج بأطوال أقصر ب 15 سم من لاعبي كرة السلة، يمتلكون مأمول حياة أطول ب 7 سنوات تقريباً!.
●كما أظهرت دراسة في جامعة ستوكهولم أن زيادة الطول هي عامل خطر دائم للإصابة بالسرطان!؛
وذلك بعد النظر في بيانات 5.5 مليون ذكر وأنثى في السويد بين عامي 1938 و1991، فتبيّن أنّ كل زيادة 10 سم بالطول تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان 18% لدى الإناث و11% لدى الذكور!.
●إضافة إلى ما سبق، أوضحت دراسة في جامعة آلبرت آينشتاين الطبية أن احتمالية الإصابة بالسرطان عند النساء طوال القامة في سن اليأس، أعلى ب13% مقارنةً مع مثيلاتهم من قصار القامة!.
●ختاماً؟!
في المرة المقبلة التي تجد نفسك أقصر عضو في فريقك أو محيطك، تذكر أنك قد تكون الأكثر حظاً في تفادي المشاكل المتلعقة بزيادة الطول!.