يعتبر التهاب القولون التقرحي ومرض كرون من أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة غير المعروفة المسببات.
ورغم تشابههما في جوانب عديدة، إلا أنها تظهر بعض السمات المتناقضة، ومن الأمثلة النموذجية علاقتهما بتدخين السجائر.
فبينما يبدو أن للتدخين آثار ضارة في داء كرون، هناك أدلة وبائية ساحقة على أن التدخين يحمي من التهاب القولون التقرحي،
وخطر الإصابة بالمرض أقل بكثير لدى المدخنين منه لدى غير المدخنين أو المدخنين السابقين.
وتقترح الفرضيات بأن النيكوتين قد يكون العنصر النشط في التدخين المسؤول عن الآثار المفيدة على مسار المرض.
🔴 وللتأكد من صحة الفرضية أجريت اختبارات عدة…
حيث تم إعطاء 16 مريضاً يعانون من التهاب القولون الأيسر الذين يتلقون أنواعاً مختلفة من العلاجات (ميسالازين، سلفاسالازين، ستيروئيدات) بالإضافة إلى النيكوتين 30 ملغ يومياً في بقع عبر الجلد لمدة 4 أسابيع.
وأبلغ غالبية المرضى عن تحسن سريري وتنظيري ونسيجي أثناء تناول النيكوتين.
🔴 ومن ناحية أخرى…
أثبتت تجربة ثانية بأنّ الأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي الخفيف إلى المتوسط في الجانب الأيسر الغير قادرين أو غير راغبين في تلقي العلاج بالكورتيكوستيرويد، قد يمثل مزيج من الميسالامين والنيكوتين عبر الجلد بديلاً فعالاً في حوالي 60٪ من الحالات.
وفي دراسة مضبوطة، تم إعطاء المرضى الذين يعانون من اندلاع سريري لالتهاب القولون التقرحي أثناء العلاج الوقائي بالميسالازين،
علاجاً إضافياً إما باستخدام النيكوتين عبر الجلد 15 ملغ يومياً أو بريدنيزون لمدة 5 أسابيع ثم تمت متابعتهم لمدة 6 أشهر مع استمرار الميسالازين.
فلوحظت انتكاسات التهاب القولون التقرحي في 20٪ من المرضى المعالجين بالنيكوتين وفي 60٪ من المرضى المعالجين بالبريدنيزون.
يمكن الاستنتاج من هذه البيانات أن النيكوتين عبر الجلد وحده له فعالية محدودة في التهاب القولون التقرحي النشط وغير فعال كعلاج وقائي.
🔵وهنا علينا أن نقف قليلاً لتفهم آلية تأثير النيكوتين:
1-زيادة سماكة مخاط القولون، وبالتالي يعزز حماية الغشاء المخاطي المعوي، ولكن هذا لم يتم تأكيده بعد.
2-خفض معدل تدفق الدم المعوي،
ولكن من غير المحتمل أن تكون هذه الظاهرة مسؤولة عن التأثيرات الإيجابية للنيكوتين في التهاب القولون التقرحي، نظراً لأن إمداد الدم عن طريق المستقيم لدى مرضى التهاب القولون التقرحي أقل بالفعل من المعدل الطبيعي.
3-التأثير على الجهاز المناعي الخلوي والتداخل مع الاستجابة الالتهابية، ربما من خلال تحفيز إطلاق الستيرويد الداخلي.
4- التأثير على حركية الأمعاء،
لكن الصلة المحتملة لهذا التأثير مع نشاطه في التهاب القولون التقرحي غير معروفة حيث يبدو أن التدخين يقلل من نفاذية الأمعاء، ولكن لم يظهر تأثير مماثل للنيكوتين.
🔵 باختصار وحقيقة أن الآليات المسؤولة عن الفائدة العلاجية التي يمارسها النيكوتين في التهاب القولون التقرحي لا تزال قيد الدراسة.
🚫تنويه:
المقال لايشجع ابداً على معاقرة التدخين ف للنيكوتين آثاره الضارة التي تتفوق بشكل كبير على فائدته المحدودة.
المصدر:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2014383/
المساهمون:
اعداد وترجمة: جاد منصور.
تدقيق ورفع: نيرمين المنديل.
تصميم الصورة: نيرمين المنديل.