يجتمع الناس على مختلف معتقداتهم وجنسياتهم وبلدانهم في يوم 14/2 من كل عام على تجديد مشاعر الحب والاحتفال بعيد القديس «فالانتاين» أو ما يسمى ب «عيد الحبّ».
🔴فما هو الحب؟ وما رأي الطّب حيال هذا الشعور؟
الحُبّ ظاهرة فيزيولوجية معقدة، تتحكم فيها فعاليات الجسد المختلفة لتنتج هذا المزيج من الأحاسيس والأفكار والتي نختصرها في ثلاثة حروف “حُبّ“
وإذا ما أردنا تفسير أهم الآليات المولّدة لهذه العاطفة، سنعتمد على ثلاثة محاور:
1-الفعالية القشرية
2-الفعالية الهرمونية
3-الفعالية العصبية الذاتية
أولاً: الفعالية القشرية:
تتحكم باحات عديدة من القشرة المخيّة في الإحساس بالحب، فعلى عكس الاعتقاد السائد بأن المحبة من القلب، سيّد الجسم –الدماغ – له رأي آخر؛
إذ تشمل هذه الباحات:
• الحصينhippocampus
• الوطاء (تحت المهاد)hypothalamus
• التلفيف الحزامي الدماغي anterior cingulated cortex
وتفعيل هذه المناطق ينتج عنه تثبيط السلوك الدفاعي، وتقليل الخوف و القلق، الإدراك والطمأنينة والثقة.
وفي نفس الوقت، يتم تثبيط مناطق دماغية، مثل اللوزة الدماغية (Amygdala)، والقشرة الأمامية كنتيجة الحُبّ اللاعقلاني.
بالتالي» استجابة الدماغ تتمثل بتفعيل مناطق الثواب والمكافأة في الدماغ والتقليل من التوتر والاكتئاب.
ثانياً:التأثير الهرموني (Hormonal Influence):
هرمونات الحب بشكل أساسي هي:
🔺الدوبامين
🔺الادرينالين
🔺الأوكسيتوسين OXT
🔺الفازوبريسين ADH
🔺كما تتحكم الهرمونات الجنسية بالانجذاب الجنسي.
♀️إنّ هذه الهرمونات تؤثر على الجنسين، لكن يكون تأثير الأوكسيتوسين أكبر تجاه النساء، بينما يكون تأثير الفازوبرسين أكبر تجاه الرجال.
🧪آلية تأثيرها:
يتحرض كل من الأوكسيتوسين والفاسوبريسين عند الوقوع في الحب، وتتفاعل هذه الهرمونات مع عدة أنظمة دماغية ومستقبلات دماغية تولد شعور الحب،
وعلى وجه الخصوص مع نظام الثواب الدوباميني (dopaminergic reward system) والذي يدفع إلى إفراز الدوبامين من قبل الوطاء.
وبدوره الدوبامين الذي ينشط خلال تجربة الحب تخلق شعوراً ممتعاً بالمكافأة.
وترتبط هذه المسارات أيضاً بمسارات أخرى تؤدي بدورها إلى الإدمان والتفكير بالتفاصيل، والأرق.
ثالثاً:الفعالية الذاتية Sympathetic effect:
من الواضح أن الحُبّ حالة شدة تفعّل الجهاز الودي وهذا ما يؤدي لتسارع القلب وارتفاع الضغط وتقبض الأوعية الحشوية وغيرها من الفعاليات الذاتية الودية أو ما يسمى «أعراض الحب»
وفي النهاية: مهما بلغ العلم والطّبّ من التطوّر يبقى قاصراً عن التفسير الشامل لهذا الشعور النبيل، فهو يسمو فوق كل الكلام والأفكار.
المصدر:
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/15990719/
المساهمون:
ترجمة واعداد: ماسة وطفة.
تدقيق ورفع: نيرمين المنديل.
تصميم الصورة: ياسمين المعصراني