صنّفت دراسةٌ حديثةٌ نُشرت في مجلّة {مرضِ الزهايمر} في 8/6/2020 الإصابة بـالكوفيد-19 لثلاثةِ مراحل حسب تأثيره على الجهازِ العصبيّ المركزي، موصيّة المرضى المصابين بالفايروس في المشافي بإجراء التصوير بالرنينِ المغناطيسي لتحديد الإصابةِ العصبيةِ إن وجدت قبل تخريجهم.
يقول أحدُ المؤلفين، الدكتور ماجد فتوحي،
وهو المدير الطبي لمركز [NeuroGrow Brain Fitness Center] في فرجينيا:
“إنّ المرضى الذين ذهبوا إلى منازلهم ويعانون أعراض فايروس الكورونا مثلَ ضيقِ التنفسِ أو الصداع أو الدوخة، قد يكون لديهم أعراضٌ عصبية لا نُلاحظها وقتَ دخولهم المُستشفى، أو يملكونَ أعراضاً عصبية لا تظهرُ إلا بعدَ خروجِهم.”
الجهاز العصبيّ المركزيّ بخطر!
“سيفاجِئُك ما يمكنهُ فعلهُ هذا الفيروس الصّغير. يحتوي الحمضُ النووي للفيروس على معلوماتٍ محدودةٍ، ومع ذلكَ يمكنُ أن يعيث فساداً في نظامنا العصبي لأنّه يطلقُ هذا النظام الدفاعي القوي في أجسامنا والذي يضر بالجهاز العصبي.” يقول فتوحي.
لقد أصبحت واضحةً تأثيرات الفايروس العصبيّة بما في ذلك النوبات والسّكتة الدّماغية والارتباك والاعتلال الدماغي والشللِ الكلي، على حسبِ وصفِ المؤلفين.
ولاحظوا أنّ الفايروس يرتبطُ بالإنزيمِ المحولِ للأنجوتنسين2، فإنّ الكوفيد قادر أن يضغطَ زنادَ تفجيرِ (عاصفة السّيتوكينات)!!
هذه السّيتوكينات، تزيدُ من نفاذيّة الأوعية الدمويّة، والوذمة، والالتهاباتِ المنتشرةِ، بالإضافةِ إلى إثارةِ “شلالات التخثر”، والتي تسببُ جلطاتٍ دمويةٍ صغيرةٍ وكبيرة تؤثرُ على أعضاءٍ متعددةٍ. ولدراسةِ هذه الأثار على الجهاز العصبيّ المركزيّ تم تقسيمها لثلاثةِ مراحلٍ.
المراحلُ الثلاثة للتصنيف:
المرحلةُ الأولى:
يقتصرُ ارتباط الفايروس بمستقبلاتِ أنزيم الأنجوتنسين 2 في الخلايا الظهارية للأنف والخلايا الذوقية، وتبقى (عاصفة السّيتوكينات) منخفضةً وتحت السيطرةِ. خلال هذه المرحلة، قد يعاني المرضى من ضعفٍ في الرائحة أو الطعم، ولكن غالباً ما يتعافون دون أيّ تدخلات.
المرحلةُ الثانية:
ينشّط الفيروس “استجابة مناعيّة قويّة”، مما يؤدي إلى التهابٍ في الأوعية الدموية، وزيادة عواملِ تخثرِ الدمِ فيها، وتشكيل جلطات دمويّة في الشرايّين والأوردة الدماغية. لذلك قد يعاني المريض من سكتاتٍ صغيرةٍ أو كبيرة.
تشملُ أعراضُ المرحلة الثانية الإضافيّة التعب، شلل نصفي، فقدان الحس، الرؤية المزدوجة، توسع رباعي، حبسة، أو رنح.
المرحلة الثالثة:
تصبحُ (عاصفة السيتوكينات) في الأوعية الدمويّة شديدة لدرجةِ أنّها تسبب “استجابة التهابية متفجرة” وتخترق الحاجز الدمويّ الدماغيّ، مما يؤدي إلى دخول السيتوكينات والجزيئات الفيروسيّة إلى برانشيم الدماغ فتسبب موت الخلايا العصبيّة والتهاب الدماغ، وتساهم في إزالة الميلانين.
يمكن أن تتميّز هذه المرحلة بالنوباتِ، والارتباك، والهذيان، والغيبوبة، وفقدان الوعي، أو الموت.
ماذا نستنتجُ من ذلك؟؟
قال فتوحي: “من المرجح أن يكون للمرضى في المرحلة الثّالثة عواقبَ طويلةَ المدى، لأن جزيئات الفايروس قد اخترقت الدماغ بالفعل، ونحن نعلم أنّ السارس يمكن أن يظل خاملاً في الخلايا العصبيّة لسنوات عديدة، واستناداً لعدةِ تقارير في الأشهرِ الأخيرة فإن ما بين 36% و55% من مرضى كوفيد-19 الذين تمّ ادخالهم إلى المستشفى يعانون من بعضِ الأعراضِ العصبية، ولكن إذا لم تبحث عنها فلن تراها.”
لذلك: “من الضروري للمرضى الحصول على التصويرِ بالرنين المغناطيسي قبل مغادرتهم المستشفى حتى تكون لدينا نقطة بداية للتقييّم والعلاجِ في المستقبل”.
ولكن!!!
يوجد بعضُ الخلافاتِ حول ضرورة التصوير بالرنينِ المغناطيسي لجميع المرضى، مثل الدكتور كينيث تايلر، الذي يرى أنّ الرنين ضروريٌ فقط للأشخاصِ الذين يبدون تظاهرات عصبية غير مفسّرة.
وبالنهاية:
إنّ الخبر السار هو أنّ المظاهر العصبية لـكوفيد-19 يمكنُ علاجها، ويمكن أن تتحسنَ من خلالِ التدريبِ المكثّف، بما في ذلك تغييرات نمط الحياة – مثل اتباع نظام غذائي صحّي للقلب، والنشاط البدني المنتظم، والحد من الإجهاد، وتحسين النوم، والارتجاع البيولوجي، وإعادة تأهيل الدماغ
المصدر: Medscape
المساهمون:
إعداد وترجمة: مهند منذر
رفع وتدقيق: رند الجندي