●هذا المقال بناءً على ما أفادَ بهِ الدكتور بيري ويلسون.
🔷️واحدٌ منَ الأمور المزعجة حول فيروس covid-19 هو التَّغير الدّرامي في الظهور العرَّضيّ،
حيث يبدأ بكونه لا عرضيَّاً ليتحوَّل إلى حالة من الزكام و حاجة مُلحَّة للاستنشاق،
من ثمَّ فشل تنفسي كامل يتطلَّب جهاز الأكسجة ECMO،
و بالنهاية نصل إلى مرحلة الوفاة.
🔷️لقد شَهدْتُ كلَّ هذه الأشياء مباشرةً في هذه المرحلة.
و بالطبع…نحن نعلم أنَّ هناك عوامل خطر للنتائج السيئة،
مثل تقدُّم العمر و الأمراض المصاحبة.
ولكن اسأل أيَّاً منَّا ممن اعتنوا بهؤلاء المرضى،
سنخبرك أن هناك أموراً أخرى تحدث.
🔷️لقد رأيت مثلاً رجلاً في الخامس و الثلاثين من عمرهِ بدون أيَّة أمراض مصاحبة ينازع من أجل الحياة على جهاز التنفس.
♦️يبدو من المنطقيِّ أنَّ الجينات تلعب دوراً هنا، لكن هذه الدراسات مازالت في مراحل مبكرة.
🔷️حسناً لنبدأ القول:
بأنَّه منذ بضعة أشهر، قامت عائلتي بإجراء عدة اختبارات لمعرفة الزمر الدموية.
لم نقم بهذه الفحوص لأيةِ أسباب علمية أو طبية،
مجرد شعور بالملل و الرغبة بالقيام بأمر علمي ممتع.
النتيجة كانت: زمرتي من النمط O و زمرة زوجتي A.
من ثم بدأت أفكر أن الزمرة الدموية قد تكون مرتبطة بخطر العدوى و الموت جراء فيروس covid_19.
هذا الافتراض قد أنذر بالضوء الأحمر و بضرورة البحث.
🔷️لكن بما أننا على ثقة بأن الزمر الدموية لا ترتبط بالعديد من السِّمات الشخصية، فلمَ قد ترتبط بقابلية الإصابة بفيروس تنفسي؟
●هنا كان لا بدَّ من البحث، و إجراء بعض الدراسات.
🔴بدايةً كان لدينا دراسة من الصين أجريت على عيِّنة من ٢٠٠٠ شخص إيجابي الإصابة،
بيَّنت أنَّ معدل الإصابة كان أعلى في الأفراد ذوي الزمرة A.
وأشارت الإحصائيات إلى معدل إصابة أعلى من المتوقع لذوي الزمرة A بالمقارنة مع عامة السكان.
الأمر كان معاكساً بالنسبة للزمرة O فقد كان معدل الاصابات أقل من المتوقع.
🔴حصلنا أيضاً على نتائج مماثلة عندما اقتصرت الدراسة على ٢٠٦ من الأشخاص الذين تَوفُّوا جرَّاء الإصابة بفيروس كورونا،
الزمرة A كانت المسيطرة هنا أيضاً
🔴بالطبع دراسة واحدة و خاصة في مرحلة ما قبل الطباعة ،ليست حاسمة.
لكن الآن لدينا هذه الدراسة من نيويورك،
و التي أجريت على ١٥٥٩ من المرضى،
حيث خضعوا لاختبار الكشف عن الإصابة.
تبيَّنَ أنَّ ٦٨٢ من هؤلاء الأشخاص مصابين،
و عندما تم التحقق عن توزع الزمر الدموية في المجموعات الإيجابية مقابل السلبية،
سجلت الزمرة A التمثيل الأعلى،
و الزمرة O التمثيل الأقلّ بين نسب الإصابة.
🔴هذه البيانات لم تأتِ من فراغ.
فبالعودة إلى زمن السارس،
أفادت دراسة في هونغ كونغ أنَّ أصحاب الزمرة A كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس التاجي.
🔷️لكن ما هو المبرِّر البيولوجي لكل هذا؟
🔴هناك القليل من النظريات التي تعوم في الأرجاء، و لكن أغلبها يركز على الأجسام المضادة.
🔴حيث وجدت دراسة في المختبر لفيروس السارس من عام ٢٠٠٨ أن الاجسام المضادة ل A تحول دون ارتباط البروتين الفيروسي مع مستقبله ACE2.
لذا بحسب هذه النظرية،
فإنَّ الأفراد ذوي الزمرة O، قد يكون لديهم بعض الحماية كونهم يحملون البعض من أضداد الزمرة A.
بالتأكيد….
الأشخاص ذوي الزمرة B يحملون أضداد الزمرة A أيضاً لكن لم نشهد عندهم هذه المناعة حتى الآن.
🔴الاحتمال الآخر هو أنَّ الأضداد المتولدة ضد الفيروس تتفاعل مع المستضد من النوع A.
لذا عندما يتولد لدى أحد من أصحاب الزمرة A هذه الأضداد،
فلربَّما يتولد لديه أيضاً أضداد تجعل الصفائح الدموية أكثر لزوجة،
مؤدياً إلى الأحداث التخثرية التي شهدناها لدى مرضى covid-19.
بالطبع هذا لايفسر سبب ارتفاع خطر الإصابة بالمرض لكنه يفسر مخاطر النتائج بعد الإصابة.
🔴و أخيراً…
بالطبع أنا مقتنع بأنَّ هناك شيئاً ما،
لكن لستُ متأكداً من ماهيَّته،
ما اذا كان هناك تأثير بيولوجي مباشر للزمرة الدموية أو ربَّما هي علامة لشيء آخر.
فنحن مازِلنا في انتظار أبحاثٍ جديدة و نتائج جديدة.
المصدر:
https://www.medscape.com/viewarticle/932333
المساهمون:
ترجمة وإعداد: حلا خدّام
تدقيق ورفع: نيرمين المنديل