ربما سمعت من قبل عن قصة الفتاة Gypsy Rose التي انتشرت على نطاق واسع، وتداولتها جميع منصات الأخبار العالمية.
ولكن ما هو المرض الذي قتلت والدتها بسببه؟ وماذا تعرفون عنه؟
فلنبدأ من البداية..
🔴من هي Gypsy Rose؟
هي فتاة أمريكية نشأت مع والدتها بعد أن انفصل والداها قبل ولادتها.
عندما كانت رضيعة، زعمت والدتها أن gypsy Rose مصابةٌ بتوقف التنفس أثناء النوم،
وعندما أتمت الثامنة من العمر، قالت والدتها أنها تعاني من اللوكيميا والحثل العضلي، كما أنها تحتاج إلى كرسي متحرك وأنبوب للتغذية.
بالإضافة إلى قائمة طويلة من الأمراض تتضمن الاختلاجات والربو واضطرابات في الرؤية والسمع،
وتأخر عقلي ناتج عن ولادتها المبكرة العسيرة.
نتيجة لذلك خضعت Gypsy لعدة جراحات متضمنة جراحة لعينيها واستئصال غددها اللعابية وقلع أسنانها.
لكن الحقيقة ظهرت لاحقاً بعد أن ضاقت ذرعاً بمعاملة والدتها لها وقامت بقتلها.
ثم اتضح أن Gypsy فتاة سليمة معافاة وأن والدتها كانت تكذب بشأن مرضها لتبدو بمظهر الأم المضحية المتفانية وتكسب تعاطف المجتمع معها!!
🔴ولكن ما السبب الذي جعل والدتها تتصرف بهذا الشكل؟؟
في الواقع، إن والدتها كانت مصابة بمتلازمة
《(Munchausen by Proxy (MSP》 أو كما تعرف بمتلازمة مونخهاوزن (أو الاضطراب المفتعل) بالوكالة.
🔴ما هي هذه المتلازمة؟
إن متلازمة مونخهاوزن هي اضطراب نفسي يقوم فيه الفرد بادعاء المرض ليحصل على الرعاية و الاهتمام من الآخرين.
أما متلازمة مونخهاوزن بالوكالة فهي اضطراب يقوم فيه مقدمو الرعاية (غالباً الأهل) بتلفيق أعراض وهمية أو التسبب بأعراض وأذية حقيقية للطرف الأضعف (الطفل في أغلب الأحيان).
يصنف MSP كمرض نفسي كما أنه شكل من أشكال سوء المعاملة والاعتداء على الأطفال.
🔴ماذا يحدث في هذه المتلازمة؟
يقوم المصابون بـ MSP بالمبالغة أو الكذب في أعراض الطفل واختباراته؛
كإحدى الأمهات التي وضعت عينة من دمائها في عينة بول ابنها قبل إرسالها للتحليل،
كما قد يلجؤون لتسبيب الأذيات للطفل كتسميم الطعام أو الحرمان منه، أو حقن البراز للتسبب بخراج.
ويجبر العديد منهم الأطفال على الخضوع لاختبارات مؤلمة وجراحات خطيرة للحصول على الشفقة والدعم من أفراد العائلة.
يعتقد أن المصابين بـ MSP يستمتعون بخداع ذوي المناصب الأعلى ذات القوة وخاصة الأطباء.
🔴ألا يلاحظ الأطباء وجود هذه الحالة عند مراجعة الأهل مع الطفل؟
للأسف فإن ملاحظتها ليست شائعة بما أن الأهالي المصابين بـ MSP يبدون اهتماماً كبيراً ومتابعة لحالة الطفل المرضية،
فيصعب على الأطباء اكتشاف الحالة وتشخيصها.
🔴كيف تكتشف كطبيب الإصابة بمتلازمة مونخهاوزن؟
يجب عليك البحث عن العلامات الإنذارية عند كل من الطفل ومقدم الرعاية.
🔷️العلامات الإنذارية عند الطفل:
- ■ قصة إصابات وأذيات واستشفاءات متكررة.
- ■ أعراض لا تطابق وصف أي مرض.
- ■ أعراض لا تطابق نتائج الفحوصات المخبرية.
- ■ أعراض تتحسن في المشفى عند إبعاد الطفل عن ذويه وتسوء في المنزل.
🔷️العلامات الإنذارية عند مقدمي الرعاية (الأهل):
- ■ سلوك مبالغ لجذب الانتباه attention-seeking والسعي بجهد للظهور كشخص مضحي بذاته.
- ■ انخراط مبالغ فيه مع الأطباء والطاقم الطبي.
- ■ رفض مغادرة جانب الطفل.
- ■ المبالغة في أعراض الطفل والحديث نيابة عنه.
- ■ الاستمتاع بجو المشفى والرعاية التي يتلقاها الطفل فيه.
🔴ما هو سبب هذه المتلازمة؟
لم يعرف السبب الدقيق لحدوثها بعد،
ويعتقد بتدخل عوامل بيولوجية ونفسية.
إن الكثير من مرضى MSP تعرضوا في طفولتهم إلى سوء معاملة،
كما تلعب الشدة النفسية كالمشاكل الزوجية والأحداث الصادمة دوراً هاماً في تطورها.
🔴هل يمكن علاج MSP؟
من الصعب معالجة هذه المتلازمة بشكل فعال.
ويتضمن العلاج كلا من الطفل والبالغ معا.
حيث يجب حماية الطفل وإبعاده عن رعاية البالغ المريض،
ومعالجة الأذيات الجسدية و الأمراض التي سببها له.
وقد يحتاج إلى المعالجة النفسية.
أما مقدم الرعاية فيحتاج علاجاً نفسياً مطولاً قد يستمر لسنوات عديدة.
ختاماً…
إذا كنت تعرف شخصاً يعاني من أعراض MSP،
اطلب الاستشارة النفسية.
أما عن دورك كطبيب فعليك إبلاغ السلطات إذا اعتقدت أن مريضك الصغير يتعرض لسوء معاملة.
المصدر هنا
لقراءة المزيد عن قصة Gypsy هنا
المساهمون:
ترجمة وإعداد ورفع: زينة الجندي
تدقيق: نيرمين المنديل