كثيراً ما نسمع عن شلالات الشفاء و ماء المعافاة، لكن ما وجهة النظر العلمية في ذلك؟!!
و كيف تعامل الطب مع هذا المصطلح؟!
●يومياً تتعرض أجسامنا للعديد من الجروح، لكن سرعان ما يبدأ جسمنا بسلسلة من العمليات التلقائية أطلق عليها العلماء مصطلح “شلال الشفاء“
والتي تهدف لإصلاح النسج المتأذية؛
●يُقسم هذا الشلال إلى 4 مراحل متداخلة:
1- مرحلة الإرقاء:
و هي أول مرحلة من مراحل الشفاء، تبدأ منذ لحظة الإصابة، و تهدف إلى إيقاف النزف.
حيث يفعّل الجسم نظام التخثر ليشكل سداً يوقف تدفق الدم.
خلال هذه العملية، تتلامس الصفيحات مع الكولاجين مما يؤدي إلى تنشيطها و تراكمها.
يوجد في المركز أنزيم الثرومبين الذي يبدأ بتشكيل شبكة من الفيبرين ، مما يعزز من تراص الصفيحات بشكل خثرة مستقرة.
2- المرحلة الدفاعية/ الالتهابية:
و خلالها يدخل منطقة الجرح نوع من خلايا الكريات البيض يدعى بالمعتدلات neutrophils التي تعمل على تدمير البكتيريا و إزالة بقايا الخلايا الميتة؛
تصل هذه الخلايا إلى ذروة عددها بين ٢٤ إلى ٤٨ ساعة من الإصابة ، ثم ينقص عددها بشدة بعد ثلاثة أيام.
عند مغادرة هذه الكريات،
تصل إلى منطقة الأذية خلايا متخصصة تعرف بالبالعات الكبرى macrophages تكمل عملية إزالة الحطام و الخلايا الميتة؛
كما تفرز هذه الخلايا عوامل نمو و بروتينات تجذب خلايا الجهاز المناعي إلى منطقة الجرح لتسهّل عملية الإصلاح والترميم.
• و غالباً ما تستغرق هذه المرحلة بين ٤-٦ أيام و ترتبط بحدوث الوذمات، الحمامى(إحمرار في الجلد)، الحرارة و الألم.
3- مرحلة التكاثر و النمو:
بعد الانتهاء من تنظيف مكان الإصابة، يدخل الجرح المرحلة الثالثة من شلال الشفاء، و التي تقوم على ملء و تغطية الجرح.
حيث تنشأ الخلايا الظهارية من موقع الجرح أو حدوده و تبدأ بالهجرة عبر موقع الجرح بطريقة قفزية ؛ حتى تتم تغطية الجرح بالظهارة بشكل كامل.
•و يستغرق الطور التكاثري عادةً بين ٤-٢٤ يوماً باختلاف مكان الإصابة.
4- مرحلة النضج:
خلال هذه المرحلة يكتسب النسيج الجديد القوة و المرونة ببطء ، حيث يتم إعادة ترتيب ألياف الكولاجين
و إعادة تشكيل الأنسجة و نضجها، و ذلك بالإضافة إلى ازدياد في قوى الشد بشكل عام.
•تختلف هذه المرحلة من جرح إلى آخر ولكنها تستغرق غالباً 21 يوماً إلى سنتين مهما كان مكان الجرح.
■ إعداد العدسة: جاد منصور.
■ تنسيق ورفع: بانة أبو شديد.