لطالما طُرِح موضوع المرأة والطّب للنقاش، ولطالما #تساءلنا: هل من الممكن لأنثى -ونحن نعرف واجباتها الأسرية المعقدة- أن تجمع بين كونها أُمّـاً 👩👧👦 وطبيبةّ👩🏻⚕؟
لقاؤنا اليوم قبل كل شي مع أمٍّ وُضِعَت الجنة تحت أقدامها، وطبيبةٍ سهرت الليالي لأجل راحة مرضاها…
مع أستاذة الغدد الصم في كلّية الطّب بجامعة تشرين الأستاذة الدكتورة #ربا محمد سلمان ❤.
💫# حول حياتها ودراستها 💫
🔹هي ابنة قرية #البرازين في ريف جبلة، وُلدت عام 1977 في دمشق وأكملت تعليمها الثانوي فيها، بحكم عمل والدها كمهندسٍ للطيران في دمشق.
🔹بدأت دراسة الطّب البشري في جامعة دمشق عام 1994، وتخرجت عام 2000.
🔹تزوجت من الطبيب محمد سلمان أخصائي مخبر، وذلك بعد إنهائها اختصاص الداخلية العامة، ولديها 3 بنات.
🔹دراسات عليا في الأمراض الداخلية من جامعة دمشق 2005.
🔹حاصلة على AFSA في الغدد الصم من جامعة Paris 5 عام 2008.
🔹 حاصلة على DU بأمراض الوطاء والنخامى من جامعة Paris 11 عام 2009.
🔹حاصلة على DIU في إيكو الدرق والعنق من جامعة Paris 5 عام 2010.
🔹 عملت كأخصائية أمراض داخلية في العناية المشددة في المستشفى الإيطالي ومستشفى العباسيين في دمشق 2005.
🔹تولّت رئاسة قسم الأمراض الداخلية في مستشفى الحفة الوطني عام 2006.
🔹سجلت معيدة في أمراض الغدد الصم والسكري في جامعة تشرين عام 2006.
🔹ثم ذهبت بإيفاد إلى فرنسا ـ باريس ـ 2007، وعملت في عدة أقسام داخلية وغدد صم في مستشفيات باريس، وعادت إلى وطنها الأم ؛لتعيّن مدرّسة في قسم الأمراض الداخلية في كلّية الطّب بجامعة تشرين عام 2012.
🔹الأبحاث والمقالات العلمية المنشورة لها عديدة ومنها:
• دور التصوير بالصدى والإيلاستوغرافي والطبقي المحوري الموسوم في دراسة التهاب الدرق ريدل. مجلة Thyroid عام2011.
• مقال عن ورم مفرز للأنسولين شُخِّص خطأً كاضطرابٍ نفسيٍّ عام 2018.
لنبدأ لقاءنا بالسؤال الذي قد يرواد كل طبيبة أو طالبة طب ☺
🔹كيف تستطيعين التوفيق بين دورك كـ #أم و #طبيبة؟
الحقيقة أن التوفيق بين الدورين أمرٌ صعبٌ، لكنني أحاول وضع خطةٍ صباح كل يوم، وذلك بتقسيمه لساعات عمل كي لا أغفل عن شيء، ولولا مساعدة زوجي ومساندته لي لما استطعت أن أقوم بكل هذا لوحدي، فالطبيبة إذا ما أصبحت زوجة فعلى شريكها أن يساندها بشكل كبير ليكوِّنا أسرة #متكاملة 👨👩👧
🔹 الدوافع التي أوصلتكم #للطّب؟
لدي ثلاث من خالاتي #طبيبات وكنت أراهُنَّ قدوةً لي، فكانت لي رغبةٌ كبيرة في الطّب البشري، إضافة لنيلي المراتب الأولى في مدرستي بدمشق.
🔹لو تحدّثينا عن #سبب اختياركم لاختصاص الغدد، وما الاختصاص الذي كنتم تنوون دخوله #قبله؟
خلال مسيرتي بالداخلية العامة، فضّلت العناية المشددة، وكانت لي رغبةٌ كبيرةٌ في الدخول إلى هذا الاختصاص، حتى أنني داومت #سنتين في العناية المشددة من الـ 2004 حتى الـ 2006، فكنت مسؤولة العناية المشددة آنذاك.
ولكن شاءت الأقدار والظروف أن أختص في أمراض الغدد الصم، ولست نادمةً على هذا الاختيار أبداً، فأنا لا أرى نفسي الآن إلا طبيبة غدد.
🔹من أين جاءت رغبتكِ في أن تصبحي #أستاذة_جامعية ؟
ما جعلني أطمح لذلك هي أستاذتي #سلوى_الشيخ ♥ أستاذة المفاصل في جامعة دمشق، فهي التي أشرفت على رسالتي للماجستير في الداخلية العامة وطوال مسيرتي الدراسية كنت أنظر إليها بإعجاب، فقد كانت قدوةً يحتذى بها.
🔹ما رأيكم في اختصاص #الغدد_الصم؟
اختصاص الغدد مريح وهادئ ولا يوجد الكثير من الحالات الإسعافية به، فهو مناسب لطبيبةٍ، ولكنه يحتاج لتفكير وتعمُّق كثيرين، فمريض الغدد لا يأتي عادةً بأعراض صارخة، وهنا يتوجب على الطبيب أن يبحث جيداً ويفكر مليّاً قبل اتخاذ القرار ووضع التشخيص النهائي.
فلو كان لدي مريض يتابع منذ سنةٍ فأنا أعيد تقييمه بشكل دوريٍّ كأنه يزور العيادة #لأول_مرة، فالطبيب الناجح يجب أن يعيد تقييم مريضه من فترة لأخرى ليتسنى له كشف كل ما هو #جديد.
🔹 رأيكم في الاختصاص في #بلدنا؟
من الممكن أن يكون الاختصاص في الخارج أسهل كإجراءات طبية وكأمور مادية، فلا نستطيع هنا أن نطلب تحاليل لـ20 هرمون على ورقة واحدة مثلاً، لكن برأيي هذا ما يجعلنا نتعمق بالتفكير أكثر.
وأنا فخورة جداً بمستوى طلاب الدراسات العليا لدينا وما ذكرته لا ينفي أنه ومن الجيد جداً السفر للخارج #بعد الاختصاص ونيل شهادة الماجستير لاكتساب #الخبرات وأخذ ما هو مفيد والعودة للوطن، ولكن يبقى الخوف من عدم العودة وخاصة في هذه الظروف الراهنة.
🔹حدثينا عن حياة د. ربا الجامعية؟
أيام الجامعة جميلة جداً، كان عدد طلاب دفعتي بدمشق 600 طالبٍ، وكنا نراه كبيراً مقارنةً بالجامعات السورية الأخرى، فقد كان عدد طلاب الطب في جامعة تشرين 100 طالب فقط. وكنت من الطلاب المحبين للحضور والاستفادة منه، فأنا لا أرى محاضرة #غيرمفيدة، حتى ولو كان المحاضر #غيرمتمكن، فالطالب قادر على الاستفادة منه. وقد عانيت من بعد السكن، فقد كنت أخرج في السابعة صباحاً لأعود في السابعة ليلاً، وكنت أدرس ساعات قليلة مساءً، وفي شهر الامتحان كنت أعيد المادة ثلاث مرات، فلم يكن لدي صعوبة طالما حضرت كافة المحاضرات والأسئلة كانت آنذاك #مؤتمتة، وبالنسبة إلى أصدقائي؛ لا نزال على تواصل أكثر من أصدقاء الاختصاص حتى.
🔹هل ندمتم على اختياركم مهنة الطب #يوماً؟
لم أندم حتى في لحظات الضغط في الداخلية العامة، فأثناء دراستي كان هناك ما يسمى بالإسعاف الرابع و الخامس في مستشفى المواساة. كان دوامنا يبدأ من الثامنة صباحاً حتى الثانية عشر ظهر اليوم التالي، وكانت القبولات متواصلة، فلم يكن هناك حدّ لاستيعاب المستشفى من المرضى، ويتم قبول جميع المرضى حتى لو وُضعت الأسرّة في الممر، و كل ذلك #لم يكن ليزعجني أو يجعلني #أندم أبداً لاختياري الطّب.
لو عدنا ببعض السنوات الى الخلف …. كيف كانت تجربتكم في الغربة في فرنسا ؟؟
تجربتي في الغربة #قاسية جداً، لغتي الأساسية الإنكليزية وتعلمت اللغة الفرنسية لمدة سنة قبل السفر، ولكنني كنت متزوجة وأنجبت ابنتي الأولى وتركتهم وسافرت #وحدي لمدة ثلاث سنوات، ولم أراهم إلا لأيام قليلة أثناء السفر، والإنترنت لم يكن متوفراً بهذه الإمكانيات والجودة الموجودة حالياً. فهذه التجربة إذا عاد بي الزمان #لن_أكررها لأنها قاسية جداً ببعدي عن أهلي وابنتي وشوقي لبلدي .
أما الفرنسيون فهم ودودون جداً، والأساتذة هناك رائعون، والجميع مستعد لمساعدتك في أي سؤال أو استفسار، ولم نعامل معاملة مختلفة أبداً.
وأذكر الأستاذة Laurence Leenhardt أستاذة في الغدد الصم في الطب النووي في مشفى بيتيه سالبترييه(Pitie Salpetriere)
التي ساعدتني ببحثي، وأشرفت على تدريبي لمدة سنة ونصف، فقد كانت قمةً في الرُّقي والتميُّز.
🔹لماذا لم #تسافروا رغم كل هذه الظروف؟
عُدت إلى سوريا في الشهر 11 من العام 2010، وكنت مشتاقة لبلدي وعائلتي وبناتي، وعند بداية الأزمة قررنا الاستقرار في الوطن، فالوطن ليس فندقاً تغادره عندما تسوء الخدمة.
🔹ماهي نصائحكم #العلمية و #التوجيهية النابعة من خبرتكم الطويلة لطلاب الطّب؟
الحضور مهم جداً كما ذكرت سابقاً، فالأستاذ يذكر معلومات مفيدة في حياتكم العملية كأطباء، وليس فقط للحصول على العلامة
عدد الطلاب الكبير لا يشكل عقبةً على الطالب #المجتهد، فهو يستطيع إيجاد 100 طريقة لينال العلم بها، وهناك الكثير من طلاب الطّب في المشفى الذين يبقون #بعد انتهاء الستاج ليرافقوا أطباء الدراسات خطوةً بخطوةٍ لكي يستفيدوا من خبرتهم.
وأنصحكم بمحاولة قراءة المحاضرة مرةً واحدةً مساءً فقط دون حفظها، لكي يسهل حفظ المادة قبل الامتحان
وأخيراً: ربط النظري بالسريريات أثناء الستاج، فيجب أن تبحث عن المرض الذي تدرسه وترى أعراضه لكي ترسخ المعلومة بذهنك.
🔹#ميزات اختصاص الغدد الصم في مستشفى تشرين الجامعي؟
من المؤكد أنه خلال الـ 5 سنوات للاختصاص، فإن الطالب يرى الكثير من الحالات المرضية المتنوعة، خاصةً أن مستشفى تشرين أصبح يستقطب فئة كبيرة من الناس من محافظات كثيرة، فعدد الحالات بالنسبة لمركز واحد ممتاز جداً.
🔹من هي الأستاذة ربا #خارج الطّب ؟
أنا أمٌّ أولاً وأخيراً وبناتي صغيرات، فأنا أعلمهنّ وأهتم بهنّ… وكثيراً ما أحب الذهاب للسباحة، وأحب القراءة، خاصةً كتابات غادة السمان، وأحاول أن أجد وقتاً لها، وقد أصبح هذا صعباً خلال آخر سنتين.
🔹كلمتك ل #عدسة طالب طب؟؟
في الحقيقة أنا أتابعكم طوال الوقت، ومعجبة جداً بأدائكم، فقد صنعت العدسة نوعاً من التواصل بين فريقها وبين المجتمع وبين #الأساتذة
ومحاولتكم إيصال أصوات الطلاب ومشاكلهم للمعنيين #شيءٌيُفتخربه
ولكن لا تجلعوا من هذا شيء يلهيكم عن دراستكم…
وأتمنى لكم التوفيق دائماً. ♥
وبدورنا نتقدَّم بجزيل الشكر للأستاذة ربا على كلامها الراقي واستقبالها الكريم لنا ونتمنّى لها التألّق الدائم 🙏🏻.
كان في شرف اللّقاء العدسات:
د.نورا رزق خليل
رزان الفحل
يوسف منديلي
عمرو الشومري
تصوير العدسة: محمود أسامة مصطفى