1. الجزء الأول ~ الإنفلونـزا الإسبانيّـة
قبل مئة عام ونيّـف، ضرب فيـروس قوي الكرة الأرضية، وتفشّـى إلى درجة أنّـه أصاب ثلث البشر في ذلك الزمان، ليترك بصمة سوداء عرفت باسم “الإنفلونزا الإسبانية”.
» في أعقاب الحرب العالمية الأولى علم 1918، انطلقت جائحة الإنفلونزا الإسبانيّـة أو ما يعرف بالوافدة الإسبانيوليّـة.
ليخلف فيروس الإنفلونزا الخبيث »H1N1« ملايبن القتلى جراء استهدافه الجهاز المناعيّ للمصاب،وسرعته بالتسبب بالعدوى، بعد أنّ وصل ل500مليون شخص!_ قتل منهم مابين 50 و 100 مليون إنسان! أي ما يعادل ضعف المتوفين من الحرب العالمية الأولى.
» وقعت الموجة الأولى من الجائحة في ربيع عام 1918، وكانت خفيفة بشكلٍ عام، ويتعافى الأشخاص بعد ظهور أعراض إنفلونزا خفيفة، وعدد الوفيّـات كان منخفض.
» الموجة الثّـانية كانت قاسية، وأكثر عدوى وفتكاً، بدأت في خريف العام نفسه، وكان المرضى يتوفّـون بعد ظهور الأعراض بساعات أو أيّـام.
_وبسبب تزامن المرض مع الحرب العالمية الأولى، سببت ثكنات الجنود المكتظّة، وتحركات المشاة الهائلة تسارع في وتيرة انتشار المرض.
_المدارس والمباني الخاصة جميعها تحولت لمشافي مؤقتة.
_على الرغم من أن عدد وفيات الإنفلونزا الإسبانية يقدر بخمسين مليون إلا أن تقديرات أخرى تشير إلى 100 مليون وفاة، ويصعب تحديد الأرقام الدقيقة، بسبب عدم وجود السجلات الطبية.
_من غير المعروف بالضبط من أين جاءت سلالة الإنفلونزا التي تسببت بالجائحة، ومع ذلك لوحظ المرض أول مرة في أوروبا وأمريكا ومناطق آسيا ثم انتشر إلى كل بقاع الأرض.
_وبالرغم من أنها لم تكن محصورة بمكان واحد، إلا أنها عرفت في كل انحاء العالم باسم الانفلونزا الإسبانية، فقد تأثرت إسبانيا بالمرض بشدة، حتى ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر أصيب بالإنفلونزا.
_تسبب إنفلونزا 1918 بخسائر بشرية فادحة، حيث قضت على أسر بأكملها، وتركت عددا لا يحصى من الأرامل، والأيتام في أعقابها، غمرت صالات الجنازة وتراكمت الجثث.
وكانت أبرز أعراض الإنفلونزا الإسبانية على النحو التالي:
في اليوم الأول، صداع رهيب في الرأس، وإعياء في الجسد، ثم سعال جاف وفقدان الشهية، وآلام في المعدة.
وفي اليوم الثاني، يغرق المصاب بالعرق الذي يفرزه جسده، وتطورت بعض الحالات إلى التهاب رئوي حاد وفشل في الجهاز التنفسي، ويعتبر مؤرخون أن هذين الأمرين المسببين للوفاة.
وبحسب موقع “هستري” المتخصص في الشؤون التاريخية على الإنترنت، فقد انتهت الإنفلونزا الإسبانية في صيف عام 1919، بعدما مات أولئك الذين أصيبوا بها أو طورا جهاز المناعة لديهم.
المساهمون:
إعداد: علي صالح
رفع: رند الجندي