حواس الحيوانات تكتشف أمراض الإنسان…هل يُعقل ؟
أبحاث تُؤكّد على أهميّة حاسّة الشّم لدى الكلاب، ولكن الشيء الغير مُتوقع ان تكون أهميتها لدرجة الكشف المبكّر عن السرطان !
▪️ إذاً، هل للسّرطان رائحة مُميّزة ؟
تُجيب 《د.إيزابيل فرومانتان》 صاحبة مشروع البحث الطبي “KDog” أن نتائج التجارب -التي أجريت خلال ثلاث سنوات بالاعتماد على حاسة الشم للكلاب المدربة- خَلَصَت إلى الإجابة، حيث كانت الإجابة “نعم، كما لكل ورم سرطاني رائحته الخاصة به، ومهما كانت الرّائحة ضعيفة تقوم الكلاب بكشفها” !.
في عام 2015 درّب باحثون كلبتين من نوع “جيرمن شيبرد” على كشف مواد كيميائية مرتبطة بمرض سرطان البروستات في عينات البول.
الكلبتان قامتا بشم عينات البول لـ900 رجل، 360 منهم مصاب بالمرض، وكانت نسبة النجاح 90 في المئة.
▫️ في مستشفى NHS في باكنغهامشاير بإنكلترا، يتم اختبار مدى قدرة الكلاب على اكتشاف سرطان الثدي بواسطة حاسة الشم.
ويعتقد العلماء أن المواد المتطايرة المنبعثة من الخلايا السرطانية توجد في مرضى السرطان وتصدر رائحة تستطيع الكلاب شمها.
《د.كلير غيست》، التي تقود التجربة، قالت إنه قد لا يبدو منطقيا أن يؤدي سرطان الثدي إلى إصدار مواد متطايرة في عينات التنفس، لكن الأمر “يستحق الدراسة”. وأضافت أنه إذا نجحت المحاولة، سيصبح ذلك بمثابة “ثورة في طريقة تفكيرنا إزاء سرطان الثدي” .
▫️ كما تمكّن ثلاثة كلاب من فصيلة (بيجل) من اكتشاف سرطان الرئة بشكل صحيح تقريباً بدقة بلغت 97%، وفقا للنتائج التى تم التّوصّل إليها وقُدّمت فى اجتماع البيولوجيا التجريبية لعام 2019.
وقالت الدكتورة 《هيذر جونكويرا》، الباحثة الرّئيسية فى كلية الطّب في جامعة (نيويورك) في بيان : “على الرغم من عدم وجود علاج للسرطان فى الوقت الحالي، فإن الإكتشاف المُبكّر يوفّر أفضل أمل للبقاء، فاختبار حسّاس للغاية للكشف عن السرطان يمكن أن يُنقذ الآلاف من الأرواح ويغيّر طريقة علاج المرض” .
صُنع أنف إلكتروني
ويمكن أن يكون هذا الكشف المبكر عن السرطان وسيلة لإنقاذ العديد من المرضى، الأمر الذى يصنع تصوّراً تقنياً طبياً جديداً، وهو إمكانية صناعة أنف كلب إلكتروني يكشف عن السرطان عن طريق «الشّم الإلكتروني»، بجانب الأمل بأن يتمكّن الكلاب من الكشف عن الأطوار المُبكرة من سرطان الرئة أو سرطان الثدي، وإذا كان لا يمكن الاعتماد على الكلاب فى العيادات والمستشفيات لتقوم بهذه المهمة فإن الأنف الإلكتروني سيكون أفضل حل، كما أكّد أحد الباحثين الذي يُدعى 《يورجن لوش》، ولكن هذا الكشف يفتح آفاقاً جديدة، وهو أن الأورام الخبيثة تكشف عن نفسها عبر إفرازات تُصدر روائح مُميّزة، وهذا هو الأمر المُثير للدهشة، ويتمنى لوش التّوصل إلى «أنف الكتروني» يتمكن الأطباء الاعتماد عليه للكشف المبكر عن السرطان.
إعداد العدسة : وعد الشيبان .